في رثاء المقاوم المغربي محمد الشيخاوي
من تربة حللت بها…
كنتَ سيدها …
تكتبُ حرفها…
تسقي غرسها..
ترسم بهجة العمر…
تقيًّا… نقيًّا …ذكيًّا.
من عشقٍ فيك…
لاشيء يغريك…
كاللَّظَى.. كنت كالجمر…
مثل الشذى ….
مثل رحيق الزهر
عذبا كنتَ…
صلبا كنتَ…
أقوى من جلمود الصخر
تفجره يداك…
حنينا،… وزغاريد أغنيات
فاضَ بيَ الشجن..
من صمتك…
من غربة المسافات..
من ريحك…
من روحك…
من قسوة كل المحن
ضد تيار الزمن
الزمن الضائع…
الزمن المر الخادع
الموبوءِ المخادع…
من فرحة… رسمتها أنت
على جبين تلك التي…
كانت تشرق فيك بسمتها
أورادَ حب…
وأناشيد وطن..
حين تنتظر عبير أوراقك..
كلما مر ساعي البريد…
وأنت هناك تقاوم بقلب من حديد..
في زمن عصيب..
في ظرف شديد…
وعلى الزِّنَاد عيناك لا تحيد…
أقسمت ألا تعود…
إلا بنصر الوطن….
وكسر القيود…
كسر كل السنن…
سُنَن من جرحوك
حين مسٌّوا فيك كبرياءك
كبرياء هذا الوطن..
وحدك….كنت تقاوم
تغدو للعز لا تساوم…
صعبا مثل النسر حط ّعلى فَنَن…
هو المأوى..
هو السكن…
تدفع غطرسة غزاة…
أفئدتهم هواء…
وأسلحتهم هٌراء..
وأنت وحدك…
لا تملك لك من نفسك..
إلا صيحتك الهوجاء..
وصمتك القادم…
القادم…
من شموخ ثلة من الرفقاء…
كنت أقوى من قدر الموت…
من كل شبهة لا تأتي…
عدت وعاد الوطن..
رحلت …
ويبقى الوطن.