لم يتسنَّ لي أن أستظهر عن ظهر قلب
كل أصدقائي….الأحياء… طبعا
الأموات سقطوا مني سهوا في مستنقع النسيان
لا ذنب لي
ذاكرتي أصابها الخرف و صارت ثقوبا سوداء
لم يكن لي متسعا من الوقت لأحضنهم
لأوصيهم خيرا ببصمتي
التي علقتها على باب بيتي مكان يد الزهراء
منذ البارحة
و حقائبي
في اعتصام مفتوح
ضاق المكان بها و تربص بها الإكتئاب
قالت لي إن كان لا بد من السفر
فليكن الآن قبل أن يستفيق القمر
أصررتُ أن تكون خطوتي الأولى في اتجاه جاري
قاوم الريح
فجاء الوقت كالسيف ضاربا بسمة طفل يجري خلف طائرة ورقية و عينه في السماء
توارى خلف باب بيته ينظر إلى العالم من ألبوم الذكريات
في أرذل العمر
حتى الذكريات تتحول آهات
ينظر بعين الحنين للدفء الذي أمسكت روحهُ بُعدُ المسافات
همست في أذنه
كن مرتاحا
فالعالم أكلهُ الخريف و ابتلعتهما دوامة البحر و الصحراء
نم جاري
و إن رَّن جرس بيتي
قل لزائري
أنني اقرأه السلام
وأخبره أني عائد بعالم
فيه ما يستحق الحياة
كطفلة بعينيها الخجل .
١٧أيلول ٢٠٢١