نهيد درجاني| لبنان
لم تعدْ نقطةُ ماءٍ مربوطةٍ الى غيمة تحرّكُ بي شهوةَ الشّعر
أنا القشرةُ البُنِّيَّةُ من المراسم
زِنّارُ خصرِك السامي الاحترام
ثوبُ سباحةِ نهديك في رغوة دمي
فردتا حذائك الممتدّتان من عمودي الفقري الى رشوة حرّاس المستنفعات
نائمٌ
صائمٌ
هائجٌ
أنتظرُ السيّدةَ مهتاجةً وقد أنهتْ زينتَها تحت شجرة تزحف بجلدي الى النهر
لسلخ ذكورته
لدباغة دمعه
لخياطة شدقيه الى آخر طقطقةٍ في الحلق،
لم تعد الفتوحات تحرّك بي شهوةَ الشّعر
آخرُ مدينةٍ سُمّيت باسمي كانت سرّتَكِ
هناك أضعتُ لساني مجلوخاً كالثاء المربوطة الى خصر الأنثى
ومخرشما كالثاء الفالتة في أقاصي الإناث،
بالأوجاع تقاسمنا العالم:
شرقُ اليتامى لكِ وغربُ الحزانى لي،
لم تعدِ الحِقَنُ في العَضَلِ تليق بي
أوردتي بناتُ الأفاعي
بأصماغ القطران ألدغُ ذاكرتي
أسمِّمُها كيلا تعودَ الى ما قبل النّوبةِ بأنَّةٍ من قِحاف القلب
لا حاجة لهذه الأشعّة
أنا مصابٌ بانسداد حاد في أبهر عواطفي
كلُّ ما فيك من جمال مزروك هناك،
لم أبْنِ قصيدةً
لأنَّ شاقولَ الشِّعرِ كثيرٌ على حزني،
راح عمري وأنا ألملمُ كلماتٍ من الرّمل لبناء نصٍ مهجور تعيشُ فيه ظلالُها وحيدةً
كيلا تنكشَ شَعرَها ريحٌ
ولا يخدشُ حياءَها مطرُ،
ما قرأتُ بختَ الأصدافِ إلاّ لفهمِ تحوّلاتها
فحنوْتُ عليها
وقسوْتُ
كمحمومٍ يعبثُ بجدرانِ الفراغ في ذاتِه،
هذه الحكّةُ بين أصابعِها
لهاثي
فلا ترموها بجُدريّ العفّة،
لم أقارعْ أفعلَ التفضيل في تفاصيل ذروتِها يوماً
ولم أشهدْ لمرادفةِ نهديها بالباطلِ مرّةً
دائما كنتُ أهِبُ لردفيها حقَّ المرور فيما كانت الحروف تزدحمُ في عامودي الفقري كقفير من النحل يطنُّ يطنُّ حتى بَرَكَةِ الخروج
وما خرجتْ من نصّي من غير عودة،
كلُّ سنونوّاتِ النساء تعرفُها
من سُكْرتِها حول قصبِ جداولي تعرفها
من مبيتِها في أدغالِ شهواتي تعرفها
وريقُ الذّكور يعرفها
من جنونِ العَظَمَةِ في شفتيها يعرفها
من تقمُّصِ شَعرِها أبدانَ الفواتحِ في ألوان النشوةِ يعرفها،
لا تسألوني عن قياس قدميها
ما مرَّتْ في سطرٍ من سطوري إلاّ حافيةً
ترمي السلامَ على نقطةِ نهايتي
تغلقُ عليَّ باب الصلاة
ثم تنام،
كلُّ اللغاتِ تنتابُها الغيرةُ
إلاّ لغتي،
لا مُقَدَّساً إلاّ قيلَ
من غَطَّسَ القواميسَ في حبرِ العمادِ
سواي
ومن جَبَلَها بميرون الكهنةِ حتى سالتْ من عروقها الأناجيل
سواي
ومن شقَّ مقامَ الحجازِ مكبّراً الف مرةٍ في آذانٍ واحد
سواي
لا تسألوني عن عينيها
فأنا أكتبُها
وأنا أقرؤها
وأنا مِن ثُقبِ شحمةِ أذنيها
أتدلّى
شاقولُ الشِّعر قليلٌ على فتنتها
وقبلاتُ الترجيحِ لن تعيدَ الكلماتِ الى مجدِ فمي،
كثيرٌ هذا الركام على نصٍ قصير القامة
أنا في الشِّعْرِ لم أعبرْ منتصفَ الليلِ من جمالك
يا منْ يُمدِّدُ الوقتَ
أعِدْهُ
كنتُ أرعناً صغيراً وأنا الآن كبيرُ الملاعين
أُشعلُ سجائرَ نزواتي بأحماضِ ما تبقى من حيرتي
أنفضُها كفلفشةِ شَعْرِ البهيّةِ ذاتَ ليلٍ كثيف،
أنا نادمٌ على القصائد التي ارتكبتُها
نادمٌ على المحاباةِ والمساكنةِ التي ارتجيْتُها بين سطرين من دفترٍ عتيق
نادمٌ على شاكوش التآويل
على مسامير المحكيّ من الأحلام
على التشابيه التي دقَقْتُها في أخشابِ نومي
على السَّردِ حتى باتَ قلبي ملقطَ غسيلِ جسدي
دعوا اللغةَ تأتي اليَّ
لم تعُدِ اللغاتُ تُجدي نفعاً…