من جزيرة العلم في الشارقة حيث مقرّ “1971 -مركز للتصاميم” إلى واجهة المجاز المائية، حلّ مهرجان الفنون الإسلامية في تلك الأمكنة بعملين فنيين ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين “تدرجات”.
وافتتح سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وسعادة مروان السركال الرئيس التنفيذي لـهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، مدير المهرجان، المعرض الفني “الصّراط” للفنانيّن الإماراتي عمر القرق “استوديو مودو ميثود”، والعراقي ليث مهدي، في “1971 مركز للتصاميم”، بحضور عدد من الفنانين المشاركين، ووسائل إعلام محلية وعربية وعالمية. وتجوّل العويس والسركال والقصير والحضور بين القطع الفنية المعروضة في المعرض، والتي تركّز على عمليّة التدرّج التي يمرّ بها البشر في حياتهم كونهم على صِّراط مستمرّ نحو ما هو صواب وما هو خطأ في مسعى إلى استكشاف هذا المسار.
واستمع الحضور إلى شروح الفنانين حول المعرض الفني، مشيران إلى أن التصاميم تتألف بشكل أساسي من 5 و7 عناصر تعمل بمثابة تذكير رمزيّ للمشاهد لاستكشاف مساره في الحياة. وقد جرى إنشاء القطع المعروضة في المعرض في شكل تفاعلي، بحيث تتيح للمشاهد استكشاف وظيفته. ويعد استوديو “مودو ميثود” مكاناً مستقلاً للمواد والقطع أسسه المصمم الإماراتي عمر القرق، ويبدو جلياً تأثره بالقطع التي عمل على تجميعها وتوارثها، وعاش معها. ويمثّل “مودو”، وهي اختصار لمصطلح الوحدات النمطية، القطع متعددة الوظائف والأوجه والتي تنمو بمرور الوقت؛ طريقة لاستكشاف السلوك البشري وكيفية تفاعله مع الأشياء والمساحات. وليث مهدي العطّار هو مهندس معماري عراقي مقيم في الإمارات العربية المتّحدة، وباحث في الروبوتات. حصل العطّار على درجة الماجستير في التقنيات الرقمية للهندسة المعمارية من جامعة ميشيغان، الولايات المتّحدة. حازت مشاريعه على العديد من الجوائز، نذكر منها جائزة تصميم المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين، وجائزة أفضل مصمّم شاب لعام 2018 من مجلة هاربر بازار. وفي واجهة المجاز المائية، افتتح سعادة عبد الله العويس، والاستاذ محمد إبراهيم القصير، العمل الفني “بين جدار الطوب الأحمر” للفنان “داي دريمرز” من هونغ كونغ، بحضور فنانين وإعلاميين من دول عدة. واختار العمل واجهة المجاز المائية مكاناً له نظراً إلى حجم التجهيز الكبير والذي يقوم على أساس البناء والتدرّج في “الّلبنات”، وبينما يعلو في لبناته المرصوصة بإحكام، فإنه يلفت المارّة إليه حيث يقومون بالتجول فيه واستكشاف عوالمه.
وتجول العويس والقصير والحضور في العمل الفني الكبير، واستمعوا إلى شرح الفنان الذي أشار إلى أنه تجهيز فنّيّ يشيد بجمال الفنون الإسلامية، ومستوحى من الإمكانيات اللانهائية للطوب، حيث يخلق الطوب المستخدم في التصميم جداراً حيوياً مطليّاً بألوان الباستيل الزيتية، والذي يشكّل تدرّجاً مادّياً يرمز إلى الحياة النابضة للطوب. ويحاكي العمل “اللولبي” المئذنة بشكل عامودي، مما يُقدّم رحلة هادئة للزوّار للتأمّل والتنفّس في تفرّد الجناح. ويجسّد مفهوم التصميم بشكل تجريدي الموادّ والديكورات المعمارية؛ وهي في حدّ ذاتها بيان من التدرّج. ويظهر التحوّل صراحة في مادّة الطوب، حيث يعود تاريخ الطوب إلى 7000 قبل الميلاد، وهو معروف بأنه أحد أقدم موادّ البناء، كما يمكن إرجاع العمارة بالطوب في الثقافة الإسلامية إلى 750 م، وارتبط تطوّر الطوب بسياق الجماليّات المتزايدة، والمعرفة الموضوعية، والخبرة، والطرق المتنوّعة للتعبير عن هذه الجماليات بشكل أصيل، حيث ينتقل الطوب من استخدام النمط الذي يخلق الهندسة، إلى نموذج أكثر تعقيداً وغِنى بالألوان. ستانلي سيو (هونغ كونغ)، هو رئيس ومؤسس استوديو “داي دريمرز” ديزاين، وهو مهندس معماري وفنّان تخرّج من معهد يونيتك للتكنولوجيا بنيوزيلندا. تنقسم الأنشطة والاهتمامات المهنية لستانلي بالتساوي بين الهندسة المعمارية والفنّ المعاصر، حيث كسرت تصميماته قيود المفاهيم المعمارية التقليدية، وأدرجت الحداثة والابتكار في رؤيته الفنية.