مجلة (عبور) ،كمولود إلكتروني جديد، نأمل من إطلاقه ، تقديم الجدّة والمغايرة ، كما تلبية تطلّعات جيل رقمي ، يكابد تحديات وتجاوزات عالمية كثيرة وخطيرة جدا.
منصة للثقافة والأدب والفن ، لسنا نهدف ، من خلالها إلى تكريس طقس إعلامي معيّن ، ينضاف إلى المنبرية العربية المتواصلة ، فهي متنوعة ،وتفيض عن جملة من الأذواق ، في مختلف الأجناس الإبداعية ،والشؤون الحياتية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،ناهيك عن تشعّبات الهمّ الثقافي ومتاهات أسئلته.
بل نطمح إلى ما يتخطّى ذلك ، صوب آفاق أرحب ، تتبنى الخطاب الإبداعي الإنساني ، وتقدم مقاربات جديدة للتراث ، باعتماد مفاهيم حداثية ، تبصمها خصوصية وهوية لغة الضاد.
كون الانفتاح على الآخر ، في سائر معطيات تعصرنه ،وانجذابه إلى عوالم التقنية والخلق والابتكار ، يفترض أن تبحر في العمق والماهية ، عوض التشبث بالمظاهر والقشور.
بديهي أن نستغرب ،ذودا عن حظوظنا في دورة حضارية ، ترعى بناء وازدهار الأمم ، بحيث فضل السابق على اللاحق ، مستمر ومتواصل ، ولا توجد أمّة صنعت حضارتها ،من فراغ ، وإنما المشروع النهضوي الإنساني ،ممتد ومتطور بما راكمته وتراكمه الأجيال في تعاقبها، وتسلسلها الذي تحكمه الهيمنة والإقصاء وإستراتيجيات التكريس لعولمة متوحّشة.
المهم أن تكون محصّلتنا ” الإستغرابية” ،أسوقها هنا ، كناية عن ثقافة الانفتاح المعقلن ، على الغرب وما لا يمتُّ للوجود العربي بصلة، والجة في ما يخول لنا تبوأ الواجهة الإنتاجية ، كونه آن وقت خلع رداء التبعية وموالاة الآخر ، تقيدا بعقلية استهلاكية صرفة ، يستعبدها الجاهز، وتعوزها روح الإبداع والصناعة والابتكار.
من هذه الخلفية المحتفية بالهوية الإنسانية المشتركة ، وتجاوزا للقيود اللسانية والعرقية والعقدية ، تنبثق، منصة (عبور) ،لتقول كلمتها بنبض عربي ،متعايش ومتسامح ، نبذا لجميع مظاهر التطرف والترهيب الفكري والغلو والظلامية.
مجلة ضد الفكر العنصري .. مع الكتابة الإنسانية المتسامحة المتعايشة والمسؤولة.
أفق لقلق الكتابة وشكّ السؤال ، بحيث يقبع المبدع تلك الشمعة التي تحترق كي تنير دروب السّالكين.. الإبداع هو السيد المُطلق والسّراج الذي تتوهّج له التواءات الحياة وتتورّد له فصول الأعمار المطفأة..