لطالما أمنت بأن غنى الشخص الداخلي أهم ما يملك وهي ثروته الحقيقية في زمن يلهث فيه الجميع بحثا عن ثروات وهمية بالأساس، كانت هذه قناعتي أطبقها علي وعلى جميع من أصادفهم على رصيفي طريقي وأنا سائر نحو نهاية الطريق، صادفتها وأحببتها فورا، أحببتها لأنها ذات قلب ملائكي، قلب طفلة تتوق إلى عيش الحياة بتفاصيلها، مندفعة في جموح نحوها، لقائي الأول بها كان غريبا بعض الشيء ومختلف عن اللقاءات الأولى التي تأتي بطرق معروفة ومتداولة، كان لقاء استثنائيا، جذبني هذا الاستثناء لأتعرف عليها أكثر فأكثر، لم أكن أعلم حينها بأنها ستضحى رفيقة دربي وسنعزم على أن نكمل الدرب معا، كانت هبة لي من الله، هبات الله تأتي على أشكال مختلفة ليس شرطا أن تكون الهبة مالا أو جاها أو شهرة، قد تكون أعمق من ذلك، قد يهبك الله شخصا يغنيك عن كل شيء، فقط بوجوده تستشعر الغنى والجاه وكل شعور جميل، هي منبع ومصدر كل شيء جميل في حياتي، لم أتردد في أن أحبها ولا أعلم كيف تسلل ذلك الشعور الجميل إلى قلبي، حديثها لوحده يذيب كل أمر مر، يمحو الخلافات البسيطة ويجعلني أستشعر في كل مرة مكانتها الكبيرة في حياتي، قبل الحب نظن بأننا نحيا حياة سعيدة ومتوازنة وبعده نتأكد بأننا كنا واهمين، كانت مجرد نصف حياة نريد بها الكمال، لكن الكمال الحقيقي لا يحضر إلا بحضور الحب الحقيقي في حياتنا، في سبيل الحب يصبح كل شيء أيسر ولأجله يضحى المستحيل ممكنا، عرفتها إنسانة مثابرة، مجتهدة، واثقة ولينة، أحبها لشقائها وأحبها أكثر حينما تتظاهر بالكبرياء، لا تتوانى في الاهتمام بأموري، تدفعني إلى النجاح، حتى في لحظاتها العصيبة أجدها تقاوم.
يعجز التعبير عن وصف رقيها وجمالها وأعجز أنا عن تطويع الحروف لأجلها لأني أرى أن جميع الحروف لا تكفي للتعبير عن جمال خصالها.
قلبك قنديل ينير عتمتي.
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …