“الحوار بين الحضارات والثقافات” كوثر ابوليلة/ المغرب

توطـــــــــئة        :

لطالما بزغت شمس مشرقة تشيد بمستقبل زاهر وارف الضلال  على البشرية جمعاء، ولطالما عقدت مؤتمرات ولقاءات وطنية وأخرى دولية بهدف تطوير وحماية الحقوق الإنسانية على السواء. إنها مبادئ ينادي بها العالم بأسره و يحرص على تطبيقها على أرض الواقع هي” الحوار بين الثقافات و الحضارات” كأهم رسالة يستوجب تطبيقها في أقرب وقت و التي تحملت مسؤوليتها منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة ( اليونسكو) .

  و للإطلاع على الأنشطة التربوية المتخذة لبلوغ الأهداف المبتغاة، نتطرق لشرح بعض المفاهيم :  

          ما هي اليونسكو؟ ما هو الحوار؟ ما هي الثقافة؟ و ما هي الحضارة؟

  • اليونسكو : منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، أسست على أنقاض الحرب العالمية الثانية سنة 1945، مقرها بالعاصمة باريس، تترأسها حاليا الفرنسية “أوندري أزولاي”، هدفها  إرساء الأمن و السلام و العدالة و القضاء على الفقر و يبلغ عدد أعضائها اليوم 195 دولة(1).
  • الحوار: محادثة بين شخصين أو أكثر حول موضوع محدد هدفها الوصول إلى الحقيقة…….. بطريق يعتمد العلم و العقل.(2)
  • الثقافة: الأسلوب الكامل لحياة الإنسان و طريقة حياة أفرادهم و أفكارهم و عاداتهم التي نقلوها من جيل إلى جيل ( 3)
  • الحضارة: إبداع ثقافي من صنع شعب ما، يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي.(4)

و بالتالي فٳن الحوار الحضاري، حسب السيد يسين،مهمته الأساسية متابعة التطورات الراهنة و غرضه البحت عن منهج يمكن من دراسة تفاعل الفكر العربي الإسلامي بالفكر الغربي، معتمدا على منهج عبد الله العروي، و أن الحوار الحضاري امتدت جذوره إلى حوار الأفكار و تأثير القيم و المؤسسات حيث كان موضوع الحداثة الغربية (5)

___________________________

  • www .unesco.org :
  • بسام عجك، الحوار الإسلامي المسيحي، ص 20، ط 1-دلر النشر
  • غيرتزكليفورد، تأويل التقافات، ص 8، ط 1،2009، بيت النهضة لبنان
  • صامويل هنتهجتون، صدام الحضارات، ص69، ط2- دار النشر
  • السيد يسين،قراءة نقدية في خطابات حوار الحضارات، ط أولى2004، دار السلام- القاهرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

            بعد تطرقنا للمفاهيم، يمكننا استخلاص أن الحوار بين الثقافات و الحضارات يعالج مجموعة معقدة من القضايا الاجتماعية و الأبعاد السياسية و المجالات الفكرية،  و يرجع الهدف من ذلك ، هو الاعتراف بكافة تعبيرات أشكال التنوع الثقافي و عدم هيمنة ثقافة على أخرى . بل و الأكثر من هذا، فان الحفاظ على التراث العالمي ، و تشييد المعالم، و تنظيم برامج ثقافية لقضايا التاريخ البشري.  

            فانطلاقا من المقولة، يمكننا استحضار قولة الباحث القطري ” خالد الملا” حيث أكد أن حوار الثقافات و الحضارات لا يمكن فصله عن الظروف الاقتصادية  و السياسية و التاريخية التي نشأت  فيها هذه الثقافات و الحضارات لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بسياسات التعليم التي ترافق هذا الحديث عن الحوار (6).  

و لتوضيح مبدأ الحوار بين الثقافات و الحضارات، سنتوسل إلى وثائق منظمة اليونسكو حول الحوار بين الثقافات و الحضارات ، حيث نستخلص من أهداف اليونسكو حول حوار الثقافات، أنها دأبت على الحرص لتفعيل الحوار في جميع مجالاتها من تربية، و علوم ، و ثقافة، و تواصل في كل المناطق. إضافة إلى المواثيق و الإعلانات المماثلة، أصدرت اليونسكو قرارا من بين أهم الأهداف الإستراتيجية الإثني عشرة للبرنامج المحدد للثقافة. فكان التأكيد على الحوار بين الثقافات و الحضارات عبر المجالات التالية قصد الاعتراف بالتنوع الثقافي و ضمان عدم هيمنة الثقافة الواحدة على الأخرى :

  • تشجيع أشكال التعبير التراثي و الثقافي
  • التعليم : تعزيز أساليب جديدة لتحسين نوعية التعليم للجميع و احترام كرامة الإنسان و التنوع اللغوي و هكذا دواليك.
  • الثق٨افة : تخصيص برامج في مجال الثقافة مثل برنامج  الحوار بين الثقافات
  • التواصل و المعلومات : قامت اليونسكو بمشروع تعزيز الفهم المتبادل بتعاون مع اتحاد الإذاعات الأوروبية و الأقمار الصناعية، هلم جرا.
  • المرأة والشباب : قامت اليونسكو بمشروع اللقاءات بين الثقافات للتركيز على دور المرأة العربية في إنشاء و تبادل المعارف، حتى تتمكن من استخدام تكنولوجيات المعلومات و الاتصال و كذا المساهمة في التراث الثقافي و الإنساني  (7)
  • خلاصة تركيبية:

ومن نافلة القول، اهتدينا إلى أن حوار الحضارات و الثفافات جاء كرد فعل اتجاه صدام الحضارات، و ليساهم في رؤى معرفية و فكرية متعددة تبعا لسياق النظام الدولي الذي يعتبر المدرسة الليبرالية أكثر دفاعا عن حوار الحضارات لأنها تعترف بالأبعاد الثقافية التي تفوق في تأثيرها الأبعاد الإستراتيجية.

كما سطرنا أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة جد حريصة على تنزيل خطة عملها على أرض الواقع و الاستمرارية في الاستفادة من الانجازات المحققة. لكن منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة لم تتمكن من السيطرة على الدول الكبرى المهيمنة في القرارات المتخذة من طرف اليونسكو، و بالتالي لا يأخذ بالإجراءات التي من المحتمل أن تمس مصالحها.

_______________

  • (6)              : خالد الملا، جدال حوار صراع الحضارات، مركز الحضارة للدراسات السياسية
  • القرار الخاص باستعداد اليونسكو لسنة الأمم المتحدة لحوار الحضارات الذي صدر خلال الدورة الثلاثين من المؤتمر العام المنعقد بباريس في الفترة الواقعة بين26  أكتوبر و 17نوفمبر1999

المراجع :

  1. بسام عجك، الحوار الإسلامي المسيحي، ص 20، ط 1-دلر النشر
  2. غيرتزكليفورد، تأويل التقافات، ص 8، ط 1،2009، بيت النهضة لبنان
  3. صامويل هنتهجتون، صدام الحضارات، ص69، ط2- دار النشر
  4. السيد يسين،قراءة نقدية في خطابات حوار الحضارات، ط أولى2004، دار السلام- القاهرة
  5. خالد الملا، جدال حوار صراع الحضارات، مركز الحضارة للدراسات السياسية
  6. القرار الخاص باستعداد اليونسكو لسنة الأمم المتحدة لحوار الحضارات الذي صدر خلال الدورة الثلاثين من المؤتمر العام المنعقد بباريس في الفترة الواقعة بين26  أكتوبر و 17نوفمبر1999
  7. www.unesco.org

عن عبد العزيز الطوالي

شاهد أيضاً

المعرفة الأدبية : الخصوصيات والوظائف

د.حسن بوعجب| المغرب إذا ما اتفقنا على أن المعرفة من حيث التصنيف مقسمة إلى ثلاثة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات