عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت الطبعة الثالثة من كتاب « شال قطيفة » للكاتب الصحفي “مصطفى فتحي”.
الكتاب يقع في 108 صفحة من القطع المتوسط، ويستعرض العلاقة الإنسانية للمؤلف بوالدته، السيدة الصعيدية البسيطة التي رحلت في العام 2018، تلك التجربة التي يقول عنها مصطفى فتحي: (بعد وفاة أمي شعرت بغربة شديدة، اختبرتُ معنى الاكتئاب لأول مرة في حياتي، رفض كلٌّ من عقلي وقلبي الاعتراف بأن هذه السيدة العظيمة التي كانت سندًا حقيقيًا لي في هذه الحياة قد غادرت بالفعل دنياي، ولن أراها أو أسمع صوتها مرة أخرى).
ويكمل المؤلف: (لكني لم أترك نفسي لهذه الحالة كثيرًا، اتخذت خطوات جادة لأن أتعايش مع حقيقة الموت، أو كي أكون دقيقًا، أنظر للموت من زاوية مختلفة، قررت ألا أترك نفسي للحزن، لكن في رحلتي للتعافي لم أكن بمفردي، ساعدني رب عظيم تفضَّل وأرسل لي عدة رسائل مفادها أن أمي لم تترك عالمي بعد موتها مثلما كنت أتصور، ما زالت موجودة ولكن في صورة أخرى وقودها هو بركتها ودعاؤها وحبها لي).
ويضيف: (ساعدني كذلك طبيب نفسي، وأصدقاء، وإيمان بأن قلب أمي رحمها الله أكبر بكثير من أن يتركني بمفردي في هذه الحياة حتى لو غابت صاحبته ـ بجسدها فقط – عن عالمي المعقد).
ويختصر “فتحي” فكرة كتابه بقوله: (هذا ليس كتابًا عن الألم أو الحزن الذي يمكن أن يسببه غياب شخص عزيز علينا، لكنه كتاب عن الأمل والحب، والسعادة والفرحة، والحنين إلى من نحبهم).
في كلمته عن الكتاب يقول الكاتب عمر طاهر: “هذا الكتاب تجربة إنسانية من حسن حظنا أنها مرت بكاتب رقيق ومحترف، لأنها بدونه كانت ستختبىء بين مئات القصص التي لا نعرف عنها شيئًا”.
ويقول الصحفي محمد الزلباني عن الكتاب: “لم أشغل بالي بتصنيف القالب الذي ينتمي إليه هذا الكتاب، فحجمه القليل أشبه بحكمة عتيقة أورثها الأجداد لأبنائهم في الصعيد”.
« شال قطيفة » هو كتاب مهدى إلى كل أم عظيمة تركت أثرًا في أبنائها.
الكتاب الذي يحمل شعارًا فرعيًا هو “ما أريد أن يعرفه العالم عن أمي”، صمم غلافه الفنان محمود طرابيلي، وكتب مقدمته الصحفيان المصريان عمر طاهر ومحمد الزلباني، وراجعته لغويًا الدكتورة مريم عبد الجليل. وهو التعاون الرابع بين المؤلف ومؤسسة شمس للنشر والإعلام، بعد ثلاثة كتب هي: الشاطر مرسي، 2013م / اكتب صور انشر، دليلك إلى عالم الصحافة الإلكترونية، 2015م / هوم دليفري، 2018م.
شاهد أيضاً
الهوية والتحول في رواية “قناع بلون السماء”
حسن لمين| المغرب ولد باسم محمد صالح أديب خندقجي، في الثاني والعشرين من كانون …