هل المجتمع الناضج لم يولد بعد؟
كما سبق وكتبت “كذلك يجب علينا أن نعترف أن موروثنا الثقافي يختزن عدة تشوهات وجب علينا التركيز لشذبها وتطهيرها”.
كالعادة في ظل غياب الحس والنقد (الذاتي) الذي يحوّل العادات مهما كانت سيئة أو منحطة إلى عادات متوازنة وصالحة.
تبقى شباك الموروث المشوه تأسر الطفولة في مرحلة مبكرة من الحياة، إذ من الصعب أن يتحرر منها الناس في المرحلة التي نطلق عليها سن النضج، فيضل المتشبع أسير هذه الشباك إلى أن يبلغ عمر النضج.
وهذا ما يلاحظ في صفحات Social media
إذا المنشور دليل قاطع على صورة هوية الناشر إذ يتجلى بوضوح في شكل النص المنشور كتابة أو صورا. إن هذه الهوية قد تمتد جذورها في الزمن فتصبح هي الأخرى بشكل من الأشكال مخزون وموروث ثقافي إبداعي للأجيال القادمة وعلى سبيل المثال ما يسمى أو يعرف بظاهرة (طوطو). يصبح هذا الفكر سمادا يغدي حقل الفكر المجتمعي المتخلف.
فغالبا ما تجد هذه الأعمال المنحطة الطريقة سهلا للمرور إلى دواخل عقل (العوام) من مختلف الطبقات متعلمة أو جاهلة، من ثمة يتحول إلى تراث شفهي يؤسس للمكتوب الذي تسعى اليوم إليه طبقة معينة تخفي أهدافها التدميرية لبنيات الحياة السليمة.
إن سديم هذا الغبار يتكون من طبقتين الأولى هدفها الوحيد هو الحداثة في شهوانية الذات، والثانية أيديولوجية دينية ضد الحداثة الواعية.
إن ثقافة الرماد هذه تفتقد إلى أسئلة وأجوبة، بل تعمل على نشر سطحية الأفكار. وهكذا يستمر تقارب الحداثوي البعيد من التاريخ القويم مع منطق الفقيه وخطيب الجمعة المصادر للحقيقة والمحارب للحداثة النقية الطاهرة مستمرا في شرح مقدسه لتسويق العودة إلى الفردوس وحور العين.
لقد أصبحنا اليوم نعيش صراع نصوص ونظريات. واللغة الشاذة أصبحت وسيلة شهرة واكتساب المال عن طريق منصة YouTube للطرفين.
لا أحد اليوم يملك الجرأة على طرح سؤال ولا شبه سؤال لأنه يخشى أن يتعرض لقصف جمعيات حقوق (الانسان) فكشف حقيقة المدسوس أصبح جرم في حق الجريمة اللاأخلاقية والمادية. نحن اليوم في واقع بائس ويزداد بؤسا. لا يجب علينا أن نطرح أسئلة مقاومة.
ما مفهوم الحياة؟ ما الوعي أو ما هو الوعي..؟ ما اصل الوعي؟ إنه سؤال مشكلة. ما دوره في الحياة؟ ما أشكاله؟ ما الشروط التي تقف وراء فهمة؟ وما قدرة الدماغ لاستيعاب مفهومه في ظل المعتقدات والرؤى والتصورات السائدة؟
أسئلة جديدة قديمة… لأنسان همه الوحيد أن يأكل ويضحك وينام.
هل في النهاية، العمل على الذات يعتبرأمرا ضروريا، حتى نتقي هذا الغبار..؟