المرأة التي تكتب الآن
ماتزال تغزل صوف الشتاء
تَحوكُ منه أروعَ رِداء
تُعدِّد أرقامَ المارِقين
وتُسدِل فوق كتفيها
كل الذكريات
منذ رحيلها…
منذ سنوات…
أجادت القفز بين القبور
نحتت شاهدة قبرها
كما يليق بالخالدات
مابال نبضها يجتر البقاء
كما هو حال المتعبين
عطشى… تائهين…
مجرد حروف جائعة
لم تسعفها السماء
حبات مطر تسقي الأنَّات
كما حال الفقراء
وليمة باذخة للشقاء
يقتسمون رغيف العيش
ويصرون على الولاء
لكل من أهداهم
اسما
وطنا
وكِساء
المرأة التي ماتت منذ سنوات
عادت لِتُفرغ فناجينَ قهوتِها الباردة
لم تغيّر عُنوانها وسط الأموات
عنوانُها…
قهوةٌ وغربةٌ وعناء
ماتزال تنتظر…
أنْ يمرَّ حارسُ المدافن
عَلَّهُ يزُفُّ الوفاة
عَلَّهُ يُعِيدها للحياة
ماتزال تنتظر…
أن تُعمِّدها أمُّها ثانيةً
بِماءِ الحبّ
وصخبِ الضحكات