“تشبيب العمل الجمعوي”كمال الوارث/المغرب

إننا لا ننكر جميل تمثلات المجتمع المدني داخل التراب الوطني وما أصبحت تشكله من تطورات ملحوظة خاصة على مستوى التنمية وإهتمامها الكبير بالعالم القروي والمناطق النائية ،

وكل الدعم والمبادرات التي تقدمها لنا هذه الجمعيات عادت بالنفع ، حيث أنها تهم بالقطاعات الضرورية الهشة بالمغرب أي قطاع الصحة وقطاع التعليم التي حاولت تحويلهما إلى قطاعين غير نظاميين “التعليم غير النظامي و الوحدات الطبية المتنقلة” . لكن ما يحزننا هو علاقة هذه الجمعيات بمستقبل المجتمع أي علاقتها بالشباب حيث أنه أصبحت منعدمة في حين كانت تشكل علاقة جد وطيدة ، وكل هذا سببه الوحيد والأساسي هو معظم الصراعات السياسية وخشية هؤلاء الشباب من هذه الصراعات وتأثيرها على مستقبلهم ، بدافع أن كل المسيرين لهذا الجمعيات أغلبهم سياسيين أصبحوا يستغلون هذه التمثلات وخاصة خلال فترة الإنتخابات لجمع ولف عدد من أصوات المساكين المستفدين من هذه الجمعيات ، الشيء الذي دمر العديد من هذه الجمعيات وخاصة داخل العالم القروي الذي يسوده الجهل شيئا ما والطمع يسود ما تبقى منه . حيث أن العديد منها إندثرت في مدة وجيزة بسبب هذه الصراعات وبخطة مضبوطة من أحدهم. ومعظم هذه الجمعيات التي اندثرت بسبب الصراعات الإنتخابية يمكن القول أن هذه الجمعيات مدعمة من طرف الأحزاب السياسية ولا تعمل إلا في فترة الوعود الكاذبة أو أنها تعمل بنية خالصة لصالح الشعب المغربي فعملت هذه الأحزاب هي الأخرى على تدميرها بعد إغرائها من أجل العمل معها كما أنه يوجد النوع الثالث وأخطر من النوعين السابقين وهو الجمعيات الإشهارية وبالتفسير يمكن القول بأن هذه الجمعيات له هدف وحيد وهو الإشهار بأعضائها بدءا من الرئيس وصولا إلى المستشارين الذي يحاولون شهر نفسهم داخل نطاق واسع أي أنهم لهم الرغبة في تداول عبارات “فلان فعل وفلان فعل ” لكن تبقى هذه الجمعيات ذات حد ضعيف وذات لغة طوباوية . وبالجملة فكل هذه الجمعيات سواء السياسية أو الشعبية فقد قامت بشيء يبهجنا بعض الشيء ، لذا يجب على هذه الجمعيات هي الأخرى العمل أيضا على توعية وتحسيس الشباب كما أنهم هم الأخرون عليهم إعطاء الفرصة لهذه الجمعيات لكن في إطار محدود .

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي

د.حسن بوعجب| المغرب             لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات