ضربة حظ
حربئذ، ومن غريب ما وقع له، اشترى الخبز دون وقوفه بالطابور، وضعه على الرف بالمطبخ، قفز ، أطفأ الفانوس ، أشعله..
تأكَّد أن الكهرباء شغّالة طول الوقت، تحسّس وجنتيه،
تيقَّن أن التدفئة متوفرة وقوارير الغاز معبَّأة متناثرة،
غلَّى الحليب.. سكبه برضّاعات الأطفال..
حَسْبُه، أنه فَقَدَ أبناءَه لمَّا تبوَّلت عليهم طائرة مغيرة بالفسفور ….
جزع
بما بقي فيه من جهد ومسغبة..
يتوكَّأ، يتقدم، في المدينة التي تنبت جنودا وضباطا ومخبرين وبحارة وعتَّالين وعمال السجون وبراغيث وقملا…
وصل طابور بيع البنزين .. وأوشك يهمس:
أريد عبوة الغاز….؟
ولم يكد يحدِّق بعينيه الفقيرتين حتى صوب جنود الآليات الستة في حركة واحدة فوهات بنادقهم نحو صدره..
تسمَّر، تشبث بالعبوة الفارغة، فيما تحركت تحت قدميه المدينة وزلزلت زلزالها..
تدريبات
لم تسعفهما الحرب بالطلاق، قنعا بشراء مسدسٍ ورشاشٍ يدافع كل بدوره عن نفسه ..
هي من يوم ما صمَّت أذنيها صفارات الإنذار، تتدرب على الرمي بحديقة بيتها..
هو من لحظة ما رأى شيئا يلهب في الفضاء ويمرق صوته الصادح ظلَّ ينبطح على وجهه ويقوم..
ولمَّا ملَّ الزوج الانبطاح وفقدت الزوجة نكهة الرمي؛ تبادلا الطلق الناري..