* هل ذوتْ قصّةُ حُبّنا؟
– نعم.
* هل يبستْ؟
– نعم،
يبستْ واحترقتْ وتحوّلتْ إلى رماد.
* وماذا عن الرماد؟
– لقد تطايرَ، وا أسفاه،
وتحوّلَ إلى قصائد وحروف.
***
أنتِ حلمٌ خالصٌ ليسَ إلّا،
حلمٌ حاولتُ أنْ أستعيدَ فيه عينيكِ
أو شفتيكِ أو نهديكِ
فلم أستطعْ.
فتأكّدَ لي أنّكِ حلم خالص لا أكثر ولا أقل،
ولذا توقّفتُ
عن محاولةِ استعادةِ أيّ شيء يعودُ إليه
حتّى أنّني توقّفتُ
عن كتابةِ الحاءِ واللامِ والميم،
أي توقّفتُ عن إتمامِ القصيدة:
المتن والهامش والعنوان.
***
بقيتُ أشربُ من كأسِ حُبّكِ
سبعين عاماً
حتّى سكرت الكأسُ
فصحوتُ شاعراً.
***
قالتْ نقطتي :
الملوكُ على سبعةِ أنواع،
لكنّ ملك الحروفِ أكثرهم جُنوناً.
***
تحتَ غيمةِ عمري المُلوّنةِ الكبيرة
جلستُ درويشاً
يسألُ الناسَ عمَّن رأى الله.
لكنّ الناس كانوا سفهاء أو شعراء
يضحكون وهم يشيرون إلى أنفسهم.
***
أنا أكرّرُ نَفْسي كلّ يومٍ
حتّى لا أموت!
***
كانتْ حياتي شمعة
حينَ كانَ القصفُ مُستمرّاً على بيتي
طوالَ ثلاث حروب.
الآن وقد انتهت الحروبُ كلّها،
كما أعلنَ المذيعُ ذو الشوارب الكثّة في التلفزيون،
فإنّ حياتي تحوّلتْ، فجأةً، إلى دُخان.
***
كنتُ أحسبهُ حرفاً حقيقيّاً،
فبعثتُ إليه ببطاقةِ تهنئة
لكنّه رمى بطاقتي الطيّبةَ من نافذةِ الفندق،
وهو يرقصُ للدنانيرِ التي انهالتْ عليه
بعدَ أنْ أنهى خطابه الأجوف
عن محاسن الزُّهْد.
***
لأنّي أعيشُ وحيداً مثل شجرةٍ في الصحراء
لا تملكُ ثمراً ولا طيوراً
لذا قرّرتُ أنْ أخلقَ حروفي طيوراً مُثمرة
ونقاطي ثمراً
يطيرُ ويطيرُ ويطير.
بقلم أديب كمال الدين
*شاعر عراقي مقيم في أستراليا