اكتمل الجمع الغفير داخل بيتنا، وبدأت كؤوس الشاي تتناثر هنا وهناك في جو تعلوه الحيوية النشاط. الا غيمة سوداء تحوم حولى، رفعت راسي لعلي اتقمص دورا. تمثيليا معهم، لكن صراحتي تفضح كل شيء.. المتلذذون بكؤوس الشاي، سعداء منهم من يناديه ابنه
بابا بابا… سرعان ما تغير موقفي إلى غريزة الأبوة.،ومنهم من أشارت له زوجته بيدها، نهض من مكانه مسرعا يبدو أنه دخل لتوه في القفص، لم أعر له أي اهتمام حتى لا أعمق من جراحي،، ومنهم من رنّ هاتفه رنينا يختلج القلب في الصدر،، ضغط على زر الإجابة متخفيا فكشف عن اقترابه من القفص…
جرعوا الكؤوس واطلقوا العنان للضحك و الاستبشار في واد جارف زاهي.. جمعت الكؤوس ضمنها كأسي لم أتذوق منه غير القليل لمرارته في الفاه .. صاح. أحد الجالسين بصوت شاعري
إنه شاي حلو لذيذ.. هلا زدتني كأسا آخر من فضلك
نظرت إليه شزرا، واصطنعت بسمة تذيب وحدتي القاتلة.. كأنني أدري ما يروج في اذهانهم، كأني المستهدف في مواقفهم.. كأني كأني..تحوم حولي في زاوية البيت كل الشكوك… فإذا بصوت زغاريد ينبعث من ابواق التلفاز، عم السكوت قليلا واتجهت كل أنظار الجالسين إلى الجهاز المعلق على الحائط، إنها لقطة في فيلم تعرض زواج البطل بالفتاة التي قاتل من أجلها… حضي المشهد بمتابعة واهتمام بالغين إلا أنا حنيت رأسي خجلا منه عفوا بل ضجرا من حظي العثر….لقد وقع البطل معلنا زواجه بالبطولة تحت تصفيق الحاضرين.. صاح العادل..
بسم الله أعلن السيد حميد زوجا للسيدة نور..
احمر وجهي واختلطت بي الأحاسيس و الحركات المرتجلة، فإذا بكل الأنظار تحولت نحوي، كأنهم يعاتبونني على الوحدة السقيمة.. موقف أصابني بخناجر الحرج و سيوف الندم على حمل اسم حميد.. أنشأت وفقة مزيفة وأخذت هاتفي عنوة
الو.. الوا.. من معي
فطن الصغير ابن أخي لضوء الهاتف الذي لم يشتعل.. بل وانه لم يرن حتى تابع خطواتي في ضحك فكسر سهامهم عني ليرتديها.. فانفجروا جميعا بالضحك.
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …