عمّان-
يقدم الكاتب والباحث عوض أحمد الشنفري من سلطنة عُمان رؤية جديدة للأحداث في سوريا من خلال رواية “هزار” الصادرة حديثا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن، ومن خلال هزار ابنة الثامنة عشرة من عمرها، والتي صاغ الشنفري الأحداث على لسانها مقدما رؤية فنية وإبداعية جديدة.
وتتناول هذه القصة أحداثاً مرت بها فتاة سورية واجهت الموت مرات عدة، لكنها استطاعت بشجاعتها الانتصارَ على الأهوال والمصاعب. تعكس «هزار» قوة الإرادة والصمود، وتذكّرنا بأهمية التمسّك بالأمل والتحلّي بالشجاعة في مواجهة التحديات. قصة تستحقّ القراءة والإنصات لها، ومنها نستلهم القوة والإرادة الصلبة، ونستخلص الجوانب الإيجابية في الحياة. تؤكد لنا «هزار» أن الأمل موجود حتى في أصعب الظروف، وأن القوة الإنسانية قادرة على تحمّل الكوارث والمحن والتغلّب عليها.
وتأتي هذه الرواية المهمة في سياق الصراعات التي تنعكس دائما على حياة الناس وآمالهم وطموحاتهم، وتؤكد أن الأدب هو إنعكاس للواقع وتفاعل معه وانسياق وراء أحداثه وتشابك معه، ويصور مآسايه، وأحزانه، وأفراحه وأحداثه.
ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا كان للأدب دور مهم فى التعبير عنها، وتوثيق أحداثها، فجاءت الكتابات الأدبية عن سوريا موجوعة، تحمل ألم الناس البسطاء الذين كانوا حطب المعارك، فكانت هزار شاهدا على العديد من الأحداث الانسانية الماساوية وتقدم مقاربات مختلفة وكثيرة للعوالم والفضاءات السوريّة الحاليّة، واشتبكت معها بصورة مباشرة وفذة، وقدمت تصورات كثيرة عن هذا العالم اللعين الذي ينشب مخالبه في جسد الانسانية بشكل بغيض، مما دفع الروائي إلى خلق فضاءات وتقديم مشاهد وصناعة لحظة روائية مليئة بالمفاجئات والحوارات الفنية التي أسهمت في تكوين صورة جلية عن ما يحدث.
تعرّف هزار بنفسها: “اسمي هزار، وأنا أبلغ ثمانية عشر ربيعاً، لم يكن يهمني في ظلّ الوضع القاتم المُشبع برائحة البارود إلا أن أنهي دراستي الجامعية في التخصص الذي أحبه وهو هندسة التصميم الداخلي. فالجمال هو كل ما أبحث عنه في هذه الحياة.” ومن هنا تبدأ الحكاية، كما كل حكايات الأمل بالمستقبل، والبحث عن الجمال، ليمتزج الواقع بالخيال والامل بغيابه وتتقاطع الأحداث لتصنع حياة بائسة، وتأخذنا في رحلة سرد ورقية عن أحداث حقيقية من خلال بطلة الرواية، لتتابع سردها الدرامي والدامي للأحداث فى وطنها الأم سوريا منحازة بكل جسارة للإنسان السوري.
ويسرد الكاتب ببراعة كيف يهاجر السوري من بلده وسط أجواء من الضبابية وبحثا عن الامل تاركا خلفه الاحلام، حيث تهاجر هزار مع والدها عن طريق مصر إلى إحدى الدول الأوروبية لتعيش مأساة التشريد والبحر والخوف ومن المجاهيل .
تؤكد لنا قصة «هزار» أن الأمل ما يزال موجوداً حتى في أصعب الظروف، وأن القوة الإنسانية قادرة على تحمل الكوارث والمحن والتغلب عليها.. دعونا نقلب صفحات هذه الرواية لنعيش مع هزار قصة هجرتها إلى أوروبا.
يشار إلى أن الشنفري قد صدر له كتاب عن “الآن ناشرون وموزعون”، بعنوان “من الكآبة إلى السعادة”، يستعرض به أساليب وأفكارًا جديدة، وخبرات أدباء وعلماء وفلاسفة ومشاهير، لتحويل الأوقات الصعبة إلى فرص للنمو والتطور الشخصي، بهدف المساعدة على التغلب على الحزن والكآبة، واستعادة الفرح والسرور والتوازن في الحياة.