عندما أز الرعد
قلنا : الله قادم من بعيد
سيقيم لنا بيتا من خشب الأبدية
يقينا من الوحوش والجريمة
من كلاب التتار والفضيحة
من الشبح الذي يشرب عيون الصغار
بفم طوله سبعون مترا
سيقيم لنا حديقة بديعة
مسيجة بأشجار الصنوبر والآكاسيا
بأزهار نادرة جدا
لإسعاد نفوسنا المريضة
وطرد الجنون الذي يضرب رؤوسنا
بجزمته القبيحة
غير أن أزيز الرعد
كان مقدمة تراجيدية
لسقوط صاعقة على رأس أبي
حيث احترق بالكامل
أمام كنيسة مهجورة.
عندما عبر ملاك
قريتنا
على دراجة هوائية
قلنا ساعي بريد السماء
جاء ليوزع مكاتيب الله
على الفقراء
ويبشرنا بسقوط أمطار من الذهب الخالص
واختفاء فقرنا القاتل إلى الأبد
غير أن طبول الحرب دقت خلفه
ورمت فواكهها الطائرات
والتهمت أرواحنا الحزينة
قنابل البراقماتيزم
وكان التشرد خبزنا اليومي المتعفن.
عندما تعبنا
وبكينا مثل أرامل الحروب
وحدها الموسيقى حملتنا إلى الجنة
حيث رمينا تابوت الحظ السيء في الجب
وصعدنا سلالم النور
بسيقان من الإيقاع المتوهج
صرنا قريبين جدا من الحقيقة.
عندما رشقنى فهد النوستالجيا
بعينين من الشرر الخالص
سقط أرنب صغير
من شرفة روحي
لم يكن ثمة شاهد على مقتلي
كانت الهاوية آخر من ناداني بنبرة متقطعة.
عندما دق المطر شباك بيتنا
قلنا : هذه أمنا الميتة
لا تتكلم
بل تقرع أجراس المحسوسات
أمنا التي غرقت في النهر السنة الفائتة
أمنا المرتدية ثوب المطر.
وحدنا يا أمنا غاطسون في قاع الفقد.
عندما بادلتني التحية المانيكان
قلت حبيبتي تجمدت من القطيعة
خائف جدا عليك يا حبيتي
من لصوص آخر الليل.
عندما رأيت نسرا نافقا
ملطخا بالدم والشتيمة
قلت : هذا أخي الأحدب
أوقعت به متناقضاته
في سرداب.
عندما أشرقت الفراشة في كم قميصي
قلت :
أمي تبحث عن زهرة قلبي.
عندما نمت صحوت.
عندما يثمر الحصان
وتجن الربوة المنكسرة
عندما يختفى الفارس في الغيمة العائلية
ويزمجر البواقون في الجنازة
تلمع الأرملة مثل ليرة تركية
أنقض تابوتي
ونثر الأيام السبعة.