عبور ثقافية جامعة
بحر بلا ماء ولا أسماك ، تسربل بظله العشاق فانتحروا بداخل سحابة صمت ، ليرحل بهم الهواء، في دفء العشق ، محلقا في سماء الخيال، هروبا من صدمات الواقع وقسوة الحقيقة المرة ، مرتديا جلباب القدر المزخرف بالمجهول ، الذي ترك آثارا عميقة في وجدان الإنسان، وطبع حياته بألوان من الأسى والشجن، حتى في أجمل لحظات الوصال والابتهاج.
دمعة لا تفارق العين، وابتسامة مرسومة على الشفتين،متصدية ، لتوقظ الفرحة في القلب وتنير طريقه إلى الأفضل.
أسد متعجرف ،يسكن غابة خالية من الأشجار ، بداخلها ذئاب جائعة ، تلعب بخراف صغيرة وبريئة .
سماء متلبدة بالغيوم ،وشمس باردة تعلن قدوم فصل شتوي ماطر.
ثلج سخي كسا الأرض بياضا، وورود من حر الصقيع ، ذبلت وأغصانها شلّت.
حيتان في البحر تنتظر رحمة الله ، متلذذة بملوحة الماء ، زاهية بسماء زرقاء، أسماك ذهبية تقفز هنا وهناك ، تستقطب أشعة الشمس من بعيد .
عشق الطبيعة السمحاء .. تربة انجرفت .. رياح عاتية ، شقت الأرض كشفت ما بداخلها من أسرار.
وديان من نار.. عيون ماؤها عذب يروي العطش وتدب له الحياة .. فج عميق .. أشجار متقوقعة رمى بها الدهر في وسط الأشلاء.. طيور مختلفة الأجناس ، تجمعت متضامنة تشكو ، لا تزقزق،انشغلت عن ملء بطونها ، تركت فراخها نائمة في أعشاش ، لا تعرف عنها شيئا.
قمر نحيل في ليلته الأخيرة ، يودّع السماء والأرض ، إلى أن يأتي من جديد ، يبشر بالليالي البيض.
سهول مبتهجة بأعشاب خضراء ، تزهو بها القلوب ، تنشرح .
زغاريد حناجر فضية ، تعلو فرِحة ، ابتسامة مرسومة على محيا العذراء ، توحي بالمستقبل الواعد .
يوم جديد يبشر بالأفراح والمسرات ، أزهار بألوان مختلفة ، روائحها تنبعث من بعيد ، تضفي على الأنفاس سعادة ، وتستنشق ابتهاجا ، لتوقد الذكريات الراكدة ، لتحيى وتنتعش.
سكون الليل مات من حوله كل شيء.
شمس مشرقة تستنكر خيبة الزمان .. رواد يمتحنون الفضاء الصلب .. رعاة يعبرون بأغنامهم ،صحراء مقفرة.
أطفال مشردون في تخوم النسيان . يعيشون صبيانية وحشية .
دراهم معدودة جنت على أصحابها خسارة بشعة ، أسكنتهم اليأس والبؤس ، ولونتهم بألوان الكراهية .
أموات نسوا حظهم ، أخلصوا لربهم ، ينتظرون …
خيام منصوبة عالية ،تحيط بها جياد وخيول ، تبعثر من حولها كل شيء ، في ساحة مبللة بمزيج من الندى والنقع.
تربة الحمراء اهتزت وربت من كل زوج بهيج .
جبال شامخة تسرد التاريخ بعجائبه السبع ، تثير الدهشة في رجالات الغد.
صور بشعة .. أحلام مخيفة .. نار تلفح الأخضر واليابس .. أخبار لا تسمن ولا تغني من جوع .. كراسي مكسرة .. أقلام محطمة .. احتجاجات لا مفرّ منها.
إبداع أرخى بظلاله نورا على البسطاء ، سقاهم كأس أمل ، خمرا لذيذا ، في نوم طويل . أياد ممدودة .. أعين مبصرة ، بحب جلست في القلب والعقل ، ولن تتربع في العمر ، هي الحياة ، التي تعانق أصواتنا بين الدموع ، والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع ، والناس من حولي يسألون جراحهم .
