قصة ادارية حقيقية معبرة:
(فضائح سماسرة التدريب الجشعين وتآمر المشاركين وعبث المستسهلين يضيع جهود وحقوق الجادين) الوقائع الحقيقية لما جرى في اليوم التدريبي الأول لدورة الكايزن المقررة ب 17-11-2013 :
عمان اكسشينج – عطفا على اللقاء الشفوي الذي تم مع سعادة الاستاذ “صالح عباس الجهيمي” مدير التدريب ببلدية “ام القرى” والاستاذ “أسعد خلفات” منسق التدريب بأكاديمية “النهايات”، أرجو ان اوضح لحضرات “القراء الكرام” وقائع ما حدث بفعاليات التدريب في اليوم الأول :
*ابتدأت التدريب بتوجيه السلام للجميع مع كلمة صباح الخير وبترحاب تفاعلي واضح….
*وضحت لهم اوقات التدريب والاستراحتين من الناحية التنظيمية وبرنامج التدريب خلال الأيام الخمسة القادمة .
*شرحت لهم ما أود القيام به خلال التدريب المقرر : تعريفات الكايزن- خطوات التحسين الخمس – مصادر الأعطال السبعة-حلقة ديمنغ – منهجية دوميك- علاقة الكايزن بالجودة الشاملة ونشأته من قبل “تايشي اونو” نائب تويوتا وانطلاقه بكتاب “ماساي” الشهير بثمانينات القرن الماضي (شرحت هذه المواضيع شفويا وبطريقة مرتجلة انسيابية وبدون استخدام الباور بوينت! ) .
*ربطت مفهوم الكايزن بالجودة الانسيابية والحيود السداسي (أي السكيس سيجما)وشرحت الفرق بينه وبين مفهوم التجديد ووضحت نظرية التقييد واهميتها عمليا ودورها باصلاح مشاكل الاختناقات بالعمل وضربت امثلة ادارية على ذلك تفاعليا وبمشاركة الحضور الكريم (وكان كل هذا الشرح بالكتابة والتوضيح والتفاعل المتبادل مع الحضور الكريم من سادة وسيدات …ولم يكن تلقينيا مملا).
*وضحت لهم المراحل الأربع لتشكيل الفرق ومشاكل كل مرحلة (استعانة بالباور بوينت والتفاعل المتبادل).
*شرحت لهم على اللوح الكتابي الفرق بين الاجراءات المضافة واللامضافة في أي عملية ، وأهمية السعي الحثيث لتقليل الفعاليات اللامضافة حسب مفهوم الجودة الرشيقة ، وضربت مثالا بحالات السفر الجوي والصعود للطائرة والاقلاع والهبوط واستلام الأمتعة واجراءآت المغادرة والجوازات ….الخ ، مستعينا بسلايدات وشرح شفوي تفاعلي مع تلقي تجاوب واضح منهم …
*قدمت لهم عرضا مميزا بالفيديو مجهز من قبل مؤسسة جوران العالمية حيث يقوم شخص متخصص بشرح جذاب لعدة تطبيقات عالمية وبدقيقتين فقط ، وتطرق العرض الشيق لحالات عملية لتعريف الجودة و حدث الكايزن – مفهوم الباريتو- بناء منزل بثلاثة أيام فقط باستخدام سبعمئة عامل بشكل منظم وكفؤ وادارة متميزة لوقت العمل …الخ، وقد لقي الموضوع تفاعلا ولفت انتباههم، واعدا اياهم بأن اقدم مشاهد يومية ذات صلة من هذا الفيديو طوال فترة الدورة المقررة .
*أجريت تدريبين عمليين جماعيين أولهما يتعلق بالذكاء “العاطفي –الاجتماعي” بعد أن شرحت المفهوم الموجود بملف التدريب كتمرين عملي، وقام كل شخص من الحضور بشرح نقطة الذكاء المميز لديه باعتبار أن هذا التدريب يعتبر وسيلة عالمية لتعريف الشخص بقدراته التفاعلية تسهيلا للعمل الجماعي طوال فترة التدريب ، ولقي هذا التدريب تفاعلا ونقاشا ايجابيا من قبل الجميع بلا استثناء …
*بدأت بملف موجود بالمادة التدريبية بعنوان الجودة الاستراتيجية وعرضت عدة سلايدات لمراحل التخطيط الاستراتيجي، وطلبت منهم أن يعملوا كمجموعات أربعة ، واعطيت لهم مهلة حوالي 20 دقيقة للخروج بعرض عملي لواقع عملهم ببلدية “ام القرى” وتلخيص الايجابيات والعراقيل وخطط العمل المستقبلية، حيث تبين أن اهم المشاكل التي تواجهها البلدية تتعلق بكثرة الموظفين والترهل الاداري …كما علق أحدهم على غياب الشفافية لدى بعض المدراء …الخ ، وكنت انوي ان استغل هذه النتائج في التدريبات العملية القادمة لاستكمال الجدوى التدريبية.
*شرحت لهم مفهوم “حدث الكايزن” الذي يعتمد على اجراء التحسن الميداني خلال خمسة أيام فقط ، ووضحت لهم ما المطلوب عمله بكل يوم لتحقيق النتائج ، وأكدت على مواضيع الاقتراحات وطريقة التفاعل المؤسسي معها وكيفية التحفيز حسب مفهوم شركتي “تويوتا وماتسوشيتا” ماليا وماديا ومعنويا بالشرح المسهب وضربت مثالا من واقع كتاب “ماتسوشيتا” المشهور (الناس فبل المنجات)، وخاصة طريقة تقديمه للشاي للموظف المميز بشكل احتفالي تحفيزي، وللفرق بين الثقافات اليابانية والغربية والعربية بهذا الصدد …كما تطرقت لنمط ادارة شركة “جنرال اليكتريك” ولاسلوب “جال ولش” الاستثنائي، وعطفت على تركيزه باسلوب اختياره للموظفين الكفؤين، ونوهت بتواضع “ستيف جوبتس” باسلوب ادارته الكاريزمية وبتركيزه على العمل الجماعي والمشاركة (وشرحت كل ذلك باسلوب تفاعلي كقصص وليس باستخدام الباوربوينت والسلايدات).
*شرحت لهم شفويا تاريخ الكايزن وتجربة نائب مدير تويوتا بهذا الصدد وأهمية تطبيقه العملي لأنه لا يكلف كثيرا من الناحية المادية، وانما يعتمد على عناصر الاخلاص والانتماء والرغبة بالعمل الجماعي والمعرفة التفصيلية بمشاكل العمل وحلقات الجودة التطوعية …
*حسب طلب السيد أسعد خلفات فقد طلبت منهم ضرورة الالتزام يوميا بالحضور ما بين الثامنة صباحا والواحدة ظهرا طوال الأيام القادمة…والحق أن الاستاذ “أسعد خلفات” كان متعاونا ونزيها وصريحا لأبعد الحدود، ووقف بجانبي عند مناقشة الموضوع صباح اليوم التالي مع مدير التدريب “صالح عباس الجهيمي”، كما أبدى شكوكه الواضحة بوجود “مؤامرة” مقصودة من قبل المشاركين لافشال الدورة التدريبية بغرض استقدام محاضر آخر مستقبلا!
*حسب برنامجي العملي (واسلوبي الخاص المعتمد) فقد كنت أنوي أن اعرف على نفسي باليوم التالي وان أفسح المجال للسادة والسيدات بتقديم انفسهم لتحسين التفاعل والتفاهم والتعارف، وهذا دارج عالميا ولا يوجد ما يؤكد عالميا أن التعريف الشخصي يجب ان يتم باليوم الأول، وقد التزمت حرفيا باصول لتدريب المعتمدة عالميا وعلى فكرة فأنا اقدم برامج تدريبة ناجحة لنصف يوم في مجال مهارات العروض التقديمية ، واملك مادة علمية حديثة وملخصات لكتب متخصصة بهذا الصدد …
*أكدت لهم منذ بداية الدورة بأهمية الالمام بالعديد من المصطلحات الانجليزية في موضوع الكايزن والجودة الشاملة، وهكذا استخدمت اللغتين العربية والانجليزية بسلاسة ولم ألقى الا التجاوب والتفاعل الايجابي الكريم منهما، ثم تبين لاحقا انه تجاوب ظاهري مبطن!
*شرحت لهم خطتي التدريبية خلال الأيام الأربعة القادمة حيث كنت انوي أن اغطي كافة الملفات الخمسة الموجودة بالمادة التدريبية مع ملخص توضيحي شامل، بالاضافة لتمارين خمسة مرفقة في آخر الملف، ووضحت لهم أن المادة التدريبية المقدمة تستند لآخر الأبحاث والدراسات التطبيقية العالمية في هذا المجال .
*بعد انتهاء التدريب لقيت منهم جميعا كل الاحترام وشكرني بعضهم على ما بذلته من جهد استثنائي، وبالفعل فلم يسبق لي أن بذلت جهدا باعداد المادة التدريبة والتقديم كما بذلته خصيصا بهذه الدورة !
فوجئت بعد انتهاء التدريب بمكالمة غريبة من مديرة مركز التدريب بعمان (المهندسة رايقة مسعد الفهماني) تفيد بتأجيل او الغاء التدريب وبدون توضيح الأسباب، وبالحق فهذا الشيء يحدث أول مرة معي طوال عملي التدريبي منذ أكثر من عقدين، كما انه لا يمكن تقييم أي دورة تدريبة بعد مضي ساعات أو اول يوم وهذا عرف عالمي الااذا ثبت أن المدرب غير ملم اطلاقا بالمادة التدريبية المقدمة! علما باني اعتبر بلا مبالغة من اوائل خبراء الجودة والكايزن بالاردن بعد أن حضرت دورة مركزة في طوكيو في العام 1993، وقمت بالتعاون مع جمعية الجودة الاردنية باصدار اول كتاب معرب في العام 2002، وذلك بالاضافة لكتابي الثاني الشهير “أسرار الحيود السداسي” الذي نلت عليه جائزة احسن كتاب تقني في المسابقة الوطنية التي تنظمها جامعة فيلادليفيا الاردنية في العام 2006 ، ويعتبر بحق اول كتاب معرب يتناول هذا الموضوع المعقد باسهاب وتبسيط …
أرجو في الختام ان اكون فد نجحت بعرض وقائع اليوم التدريبي الأول بشكل موضوعي متوازن وهادىء ومقنع وواقعي، كما أتمنى على حضرات المستفيدين الكرام حفظ الحقوق الفكرية لتأليف واعداد المادة التدريبية وعدم استخدامها قانونيا ومعرفيا من قبل أي طرف نظرا لالغاء الدورة (وخاصة اني لم اتلقى اي مقابل مالي مقابل تجهيزها !)، علما وللحق فان هذا الالغاء “التعسفي – الظالم” (من وجهة نظري) قد الحق بي شخصيا ضررا معنويا وماديا غير مسبوق بتاريخي المهني الحافل بالنجاحات والانجازات وأخرها انجازي لدورة تدريبية متميزة بوزارة مالية ابو ظبي بحزيران الماضي، ومشاركتي المتميزة بجائزة ابوظبي للأداء الحكومي المتميز طوال الأشهر الثلاثة (آب-أيلول-تشرين الأول \2013)، حيث قضيت انا وزملائي المقيمين الأكارم حوالي 35 يوما بأبو ظبي من العمل الحثيث المتواصل المجهد تحقيقا لغايات هذه الجائزة برفع سوية الأداء الحكومي المتميز لحكومة أبو ظبي الموقرة. كما أرجو ان تسمحوا لي بأن اعبر عن اعجابي وانبهاري بانجازات دولة الامارات على كافة المستويات والتي ترفع رأسنا كعرب.
لكن عقل صاحبنا التحليلي أبى الا أن يقوم بتحليل أسباب هذا الاخفاق “الغير مسبوق ” فأستخدم منهجية “السبب والتأثير” المنطقية، وتوصل للأسباب التالية:
*اسلوب سماسرة التدريب التجاري الغير مهني، حيث قاموا ببيع خدماته التدريبية لطرف ثالث، وبدون تنسيق مسبق، مما أدى للارباك التام وعدم تحديد موقع التدريب بالنسبة له، فوصل متأخرا بنصف ساعة لقاعة التدريب!
*التدليل الغير مبرر للمشاركين اللذين أمطروا رئيس التدريب (صالح عباس الجهيمي) بالملاحظات السلبية العاجلة وبعد مضي ساعة فقط على بدء التدريب، مستخدمين الهاتف النقال باسلوب التعميم والتحريض، وامعانا في تبرير فعلتهم فقد فبركوا الملاحظات السلبية السطحية والخاطئة فيما لم يظهروا لصاحبنا سوى الود والمجاملة الشكلية، حتى أن منسقة التدريب في الشركة الثانية “فاديا فرحان المساعيد” قد اتصلت به أثناء الاستراحة لتشرح له بسذاجة بديهيات الالقاء والتدريب والعرض، وهو الذي قدم طوال حياته المهنية عشرات المحاضرات والورش التدريبية كما قرأ ثلاثة كتب في فنون العرض والالقاء ولخص أحدها!
*نظرية المؤامرة: فقد علم من مصادر موثوقة بأن المشاركين قد اتفقوا “علنا ومجازا” (رجالا ونساء) للتنسيق لافشال الدورة التدريبية بقصد، لفتح المجال لمدرب آخر مشهور باسلوبه “التهريجي المسلي” لكي يعطى المجال لتقديم نفس الدورة في المستقبل القريب.
*الحسد والتحاسد والعين الشريرة: فقد صاحبته هذه العين الحسودة من قبل “أقرباء” له في عمان كادهم ذهابه للتدريب الامارات للمرة الثانية خلال أقل من ستة أشهر، ثم وضع وأكمل مندوب الشركة الثانية(الذي أوصله للفندق بالعين) “الحسود المحبط” بصماته القاضية، علما بأن السائق المذكور “عاصم محمود البهبائي” قد استغرق بالحديث والثرثرة طوال الطريق من مطار دبي الى العين، معربا عن رغبته بالحصول على شهادة “بكالوريوس” مشتراة في الموارد البشرية، بغرض تطوير وضعه المهني، ثم بعد وصولهم أبدى “انبهاره” الواضح من طبيعة الخدمات التي يقدمها الاوتيل في العين، وخاصة عندما تحدثت موظفة الاستقبال الفليبينية اللبقة عن مزايا الاقامة في الاوتيل والنادي الصحي المتكامل وعن مجاورة الاوتيل لسوبرماركت كبير متنوع…الخ، وامعانا بالحسد فقد أصر على مصاحبة “بطلنا” الى غرفته المريحة في الفندق الرائع لكي يعاينها ويحيطها بهالة اضافية من الشعوذة المبطنة، وعنما سئل عن موعد الدورة باليوم التالي أفاد بلؤم خبيث مبطن بأنه لا يعرف أية تفاصيل، وبأن شخصا من الشركة الثالثة سيمر لاصطحابه لموقع التدريب، فيما تبين باليوم التالي أن التدريب سيكون بنفس الاوتيل ومن الساعة الثامنة صباحا، ولم يعرف صاحبنا ذلك الا متأخرا وبالصدفة، مما جعله يذهب متأخرا لقاعة التدريب بعد ان امتلأت بالحضور!
*اسلوب المدرب الصريح والجدي والمتفاعل والعصري والمبني على اظهار الحقائق والبناء عليها!
*”كوكتيل” سام من كل هذه المكونات سالفة الذكر!
*ما اسميه اصطلاحا “متلازمة الحلقة الأضعف” بثلاثية التدريب المكونة من “شركات وسماسرة التدريب والشركات المستفيدة والمتدربين”، حيث يتم “تدليل” المتدربين وكسب رضاهم بشكل زائد ومبالغ به على حساب المدربين ومستوى المساقات التدريبية، ولمصلحة مؤسسات التدريب التي تجمع الأرباح والمبالغ الكبيرة احيانا، فيما يكون نصيب المدربين هزيلا نسبيا ولا يتواءم مع جهوده التدريبية الشاقة، وكمثال فقد اكتشف صاحبنا بالصدفة أثناء قيامه بالتدريب في طرابلس/ / ليبيا بشهر كانون اول من عام 2012 أن تسعيرة تدريب مشاركين اثنين فقط (من أصل حوالي 20 مشاركا) توازي كل اتعابه التدريبية لمدة اسبوع كامل بما فيه تكاليف السفر والاقامة!
*الجدير بالذكر هنا أن “الكايزن” يحمل في طياته منهجية “السهل الممتنع” مما يغري الكثير من المدربين المتسرعين المستسهلين والمتطفلين (الحكاونجية) للدخول لهذا المضمار ومحاولة تشويه التطبيق بالأمثلة السهلة والممارسات البديهية (التافهة)، مما احدث ضررا كبيرا حقيقيا بسمعة تطبيق هذا المفهوم في سوق التدريب العربية، علما بأن التطبيق الملتزم الصارم لهذه المنهجية عملبا قد يحقق معجزات في مجال الجودة والاقتصاد ويجعلها ندا حقيقيا “للحيود السداسي والجودة الرشيقة” وبأقل التكاليف والجهود والامكانيات!
*كما أن سلوك مسؤولة التدريب في عمان (المهندسة رايقة مسعد الفهماني) أثار الحنق والاستغراب، فلم تتعاطف مع حالته وتهربت من تحمل المسؤولية كما تنصلت تماما من دفع التعويض وتجاهلت مراسلاته بخبث ودهاء، الا أن مسؤول الشركة (المقيم في الامارت: سليم وضاح النوبطشي) تفهم أخيرا بعد أشهر من الالحاح والمطالبة القانونية فقام بتعويضه عن يوم تدريبي واحد فقط وبعد ان علم أن نفس الشركة التدريبية وربما نفس المشاركين قد قاموا بتفشيل مدرب جديد متخصص واستاذ محاسبة مرموق في احدى الجامعات الاردنية، مستخدمين نفس الاسلوب “التآمري- التحريضي” السافر…علما بأن الدارج في هذه الحالات هو القيام بتعويض كافة اتعاب الدورة التدريبية وليس يوم واحد فقط!
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ….والله على ما أقول شهيد
مع فائق الاحترام
م.مهند النابلسي كاتب وباحث واستشاري ومقيم ومرشد
ملاحظة هامة: جميع تفاصيل القصة أعلاه صحيحة ودقيقة وواقعية باستثناء كافة الأسماء الواردة فهي وهمية!