صاحبت الشعر فشيبني
هل شيب كل الشعراء؟
لست أميرا لكني اوثر
أن تكتب أنت رثائي
أكتب يامن ينصف
بالشعر الأحياء من الأحياء
…..
ورحل
آخر فرسان سجلماسة
في شرخ العمر رحل
في هذا الديوان أشجار الدم لآخر فرسان الشعر المغربي الرصين، يطالعنا شغف الأمكنة، من وجدة إلى قصور تنجداد، وأزقة أسرير، إلى دبي، التي زارها الشاعر، إلى رثاء الأحباب والأصدقاء، يتساءل الشاعر، يسائل الطير والغابة والعمر والشجر والبحر، يرثي أناه الممزقة على أرصفة الغربة الوجودية، على تراب الجسد حتى مطلع الحكاية.
الغربة ليست مرتبطة بالأمكنة، غربة الشاعر تصاحبه أينما حل وارتحل، فماذا يرثي إذن؟ هل يرثي قلبه؟ أم يرثي الأحباب، هل يرثي وجدة، مهد الطفولة؟ فهو تارة يحدث الولي عبد القادر ، وتارة يناجي ربه بالابتهال؛ يخاطب الشاعر نفسه يناجي عوالمه…
أصبحت أيا رباوي شيخا هرما
فلماذا مازلت تقامر بالروح؟
مازلت كما في أمسك
تحلم أن تحظى بالشمس….
يطلب الشاعر أمنيته، تحرير الجسد، أن يرى الشمس، قلبه لا يتحمل، تغيرت الحياة، تغير الإنسان، فما الإنسان حسب شاعرنا؟
أين الأنسان بهذا الزمن الغضبان؟
أين الإنسان
يا أحبابي
انطفأت نار حكايتي الآن
راحت جمرتها من واد
في هذه الأرض إلى واد
وأنا مازلت بهذا العالم
أبحث فيه عن الأجواد
واد..
واد..
واد..
- المرجع: الديوان ضمن منشورات جامعة المبدعين المغاربة، تحت عنوان أشجار الدم، ط 1 سنة 2020 لوحة الفنان محمد سعود.
- لحسن ايت بها، شاعر وكاتب مغربي.