“أنغام الوغى” عصام زروالي ــ المغرب

في الروضة أقطف زهرًا

وأمر إلى الدار فأدفع للخمرة مهرًا

وأجرُّ الرفاق للقاعةِ

لنعانق الفناجينَ

ونقدم طقوس الطاعةِ

ونناقش إن كان للفناء حين

احضروا الخمر واتصلوا بالباعةِ

فإن الرفاق جياعٌ

جرعات متتالية ولا أرض تحتي باقيةٌ

ولا السماءْ

فقط في حجرات العدم الراقيةِ

فجأةً.

وبعد أن فتّشت جميع الحجراتِ

وجدت في حجرة بنتًا

بنتا كالرموز تحتاج لفك الشِّفْراتِ

جمالها جعل بِنورهِ لها في قلبي بيتًا

الشيء سيانْ.

فيها الجمال وفيها العُنفوان

ها قد شرعنَا…

تركض من اللاَّ مطاردْ

تركض في كوكب عطاردْ

والطريق دائرية، فتعود للاَّ مطاردْ

وثانية ها قد شرعنَا…

في المتاهاتِ

والألغازْ

أعرف أن المرأة لغزٌ

ولكني أنا الرجل فيها رمزٌ

وأعلم ما يكفي بخصوصهَا

لا اعْوجَّت لِتلتَفّ حولي ولا أنا ملتفٌّ حولهَا

فقط تتجرأ لتدخل الوغى وأتركها تقضي نحبهَا

محاولة إيجاد حبهَا

بين السيوف.

أُسكب الخمرة لأكمل القصيدهْ

وأخط بخطوط عريضهْ

أن ساحة الوغى ملكِي

أنا الحاكم وأنتم الطريدهْ

مقتنعٌ

مقتنع أن لي وطنًا

فإما فيكِ

أو فيْ

مقتنع أن لي زمانا ومكانًا

يهوى فيه عرشِي

وتهوى فيه الذاكرهْ

لتجعلني أمشِي

وأياك لحتفنَا

ونكلل أقدارنَا

بالقناعة المفرطهْ

كأن نقول أنه ما كتب لنَا

بربكِ،لست أنا العدُوَ

بل الحب هُوَ

أنا فقط أحرس قلعتِي

وأنتظر الطريده

طريدة المعايير المناسبهْ

الزمان والمكانُ

والصدفة والرأفهْ

والشوق واللهفهْ

قديسة رهفهْ

أنتظر الطريدهْ

ولا أظن الصدفة بعيدهْ

تبا، هذه الجرعة جعلتني أغوص مجددا ،ومجددًا

ولا شيء في هذا مفهوما لي أو محددًا

مملكة، ومقتحم، ومفترسٌ فريسة، وفريسةٌ مفترسة.

إنها محترسة

محترسة من أن تخزها أشواكي أثناء الطريقْ

وهنا تبدأ التفاصيل في شق طريقها إلينَا

عيناها قلتة خضراءُ ووجهها رقيق وشفاهها علك معلَّكْ

أما هي وكي تشبع نرجسيتهَا

أنفه طويل قليلا لكنه وسيم رغم ذلك وقلبه مسبَّكْ

هكذا هي تُمسي لتطل ببريق غروبهَا

في المساء مع غروب الشمسِ

ترى لما هو يُشْرق ويغربُ!؟

إنه كالشمسِ

وما العاشق إلا ظل يتأرجح بين الأطلالْ

ويقطف من عاطفة الذكرى من الثمار السلالْ

إنه كالطمسِ

يطمس ماهيتي وماهيته مفقودة

والعاشق ليس مفقودا بل مفتقدًا

وتظل الروابط رغم النزاع معقودة

وأظل أنا في ظلالي معتقدًا

أنني مَلكٌ

حتى تدلى أمامي شعرها منسبكٌ،

وضعت بالقصر لغمًا

أردت به التفجيرَ

لأن ما نحس به يشبه النار المستعرة

لكن الخيط هشٌ

سحبتُ

فظننت أنه كان حلمًا

وأننا انفجرنَا

فما رحلنَا

بل بقينا في ساحة الوغَى…

أحمد…

يا أحمد….

لقد نام السكير الأخرق..

يبدو أنني تأخرت في غوصي

ونام الأحمق.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي

د.حسن بوعجب| المغرب             لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات