عمّان-
كتاب “أَضاميْمُ الأيَّام” لمحمد بن سليمان الحضرمي.. مقالات حول موضوعات متنوعة تهتم بالفنون والآداب، ولا سيما الخط والشعر والأدب.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 332 صفحة من القطع المتوسط، وضم 48 مقالة، إضافةً إلى مقدمة أسماها “مهاد للكتابة والكتاب”.
يقول الحضرمي: «في هذا الكتاب يتعرَّف القارئ على إبداع العُمانيين في رسم المصاحف القرآنية بالخط العُماني، وإسهامهم في ذلك، بأناقة واحتراف، فقد كتَبْتُ عن “المُصْحَف العُماني الشامل للقراءات السَّبع”، الذي خطه الشيخ عبدالله بن بشير الحضرمي، عام 1157هـ/ 1744م، وهذا المصحف يلامس برنامج “ذاكرة العالم”، الذي تدعمه منظمة اليونسكو، لما يحمله من إبداع خطِّي، وهندسة في توزيع الحروف والكلمات، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، عسى أن يمنَّ الله عليه ويكتب له الانتشار في ربوع العالم».
ويضيف الحضرمي: «وكتبت عن منظومة “دلالة الحيران”، أرجوزة طويلة في الأحكام والأديان، للفقيه سالم بن سعيد الصايغي المَنَحِي، أتم نظمها في رمضان 1217هـ، ومنذ ذلك التاريخ تتناقلها الأقلام، وما تزال في عِدَاد المخطوطات، كما تركها مؤلفها قبل أكثر من قرنين من الزمان».
ويسرد الحضرمي ذكرياته مع أدباء عمانيين وفقهاء، جمعته الأيام بهم، واقتطف بعضًا من روائع نصوصهم الشعرية، وكتب عن مؤلفاتهم، ونَزَف ما يشبه الرِّثاء على آخرين، اختطفهم الموت، وسيتابع القارئ لمسات الكاتب على النقوش الجَصيَّة المعلَّقة في محاريب المساجد القديمة، وأسفه على بعضها بعد أن هدمها الاستعمار، كجامع قلهات، الذي ظهرت أعمدته المدفونة تحت التراب للبعثات الأثرية ، في ساحل قلهات الحزين، منذ أن أحرقته نيران البوكيرك مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وحين ظهرت أعمدته لبعثات الاستكشاف الأثرية، تجدَّد الحزن الدفين بقدر فرح الاكتشاف، ليُكتب للجامع تاريخ جديد، موصول بتاريخه القديم.
ويتابع الحضرمي: «وخَصَّصْتُ بعض الأضاميم عن ذِكر عُمَان وشعرائها، في كتب اللغة والأدب، والمقامات التي كتبها كبار الأدباء العرب، كما كتبت عن تجربة بعض الشعراء في كتابة قصائد ضادية القافية، وتساءلت في مقالة أخرى: أين تذهب آثار المشتغلين بالعلم بعد موتهم؟!».
وفي المقدمة أيضًا يقول الحضرمي: «وبين صفحات الكتاب مقالات، رأيت في نشرها إثراءً لمادة الكتاب، كالحديث عن ديوان يزيد بن خالد بن وليد البوسعيدي، الشاعر الرقيق من أهالي منح، ومما يؤسف له أنه مَحَى ديوانه بالماء، ولم يبق من شعاعه الشعري إلا الضوء القليل، مما حفظه أبناؤه».
ومن الجدير ذكره أن لمحمد بن سليمان الحضرمي عددًا من المؤلفات، ألا وهي: “في السَّهل يشدو اليَمَام”، مجموعة شعرية، “أسرار صَغيرة”، نصوص سردية ومقالات، “نهار يُزهِر خلفَ الغيم”، مجموعة شعرية، “منازلُ لا تُنسَى”، نصوص سردية ومقالات، “أنينُ الأقدام الحَافية”، مجموعة شعرية، “وَحيُ المَحَاريب”، دراسة في تاريخ الزخارف الجصية، “المَشرَب العَذب”، قراءات في الشعر العُماني، “إبحَار باتجاه الكلمَة”، حوارات فكرية، “الطريق إلى بيت أمي”، مجموعة شعرية.