تفاصيل الواقف قبل أن يستريح{1}
إعداد مهدي النفري
كتابات من أصدقاء الشاعر والمترجم محمد عيد ابراهيم
الصديق …
تصادقنا عقودا، وباعدت بيننا عقود أُخَر، وعدتُ فوجدتُ رحابَةَ سهلِك، وحللتَ في رحبتي أهلا، فكأنَّا ما تغَايَبْنا. وجدتُك غيثا يفيض على جدْب وحدتي، وحقلَ خير ترعى فيه معارفي.
الشاعر…
من قّزِّ الإبداع غزلَتَ خيوطَ خيالك الخاص، ومن حرير المعاني نسجتَ قصيدَكَ، عباءةَ مُلْكٍ، وشَّيتَها بمفرداتٍ صِيغَت جواهرَ، وصورٍ مشغولةٍ ببراعةِ ساحرٍ مُعنَّى، لألاؤها معانٍ شاهقة العمق، ونسيجها عمرٌ موهوبٌ للجمالِ، وموهبة فريدة في فرحها المكلوم.
الإنسان…
كما كان الكِرامُ الأوائل كان جُودُك، وفاض حُبُّك حتى فاق حبَّ عُشَّاق الفيافي، ووسِعَ قلبُكَ كلَّ عابرٍ وقارٍ، تمنح الأمل للسالكين حديثا في مفازة الإبداع، وتنثر مشاعر المحبة في أرض الواصلين، تهب بلا تردد أو ترقُّب، وتَخَذت شِيَمَ الراعي والمعلم، مجبولا مثل شجرةِ فاكهةٍ حلوة على الإثمار.
إلى الراحل محمد عيد إبراهيم …
غاب جسدُك، وروحُك في الأرجاءِ حَالَّة، لك أرجو الخيرَ في عالمك الجديد، علَّه يسرِّي عنكَ، فلا يكون حزن أو أسى، في رحمة الرحمن أدعو أن يكون منزلُكَ ومنزلَتُك، بين نور ملائكة، في كون من محبة ونعيم، يمحو عن ذاكرتِك عناء دنيا دنيَّة.
كُن في الأعالي غيمة من قصيد تهمِي على الآتين، فتُزهر في خيالاتهم براعم الشعر.
كن في فردوسك تغريدة طائر أخضرَ، يرنم بلا تورية.
وسلام عليك روحا فصيحة الحياة، بليغة الرحيل. والسلام