أشجى البلابلَ قلبيَ المنكودُ
وَبِذا تَغَنَّى طائرٌ غِرِّيدُ
فإذا الحُلوقُ مع الحناجرِ في المَدى
مِن خَلْفِهِ قد رَدَّدَتْ وَتُعيدُ
لمَّا تَقاطرتِ الدُّموعُ مِنَ الجوى
أضحى يُشاطِرُني البُكا وَيزيدُ
إلفانِ في ظلِّ الشُّجونِ تَعارَفا
دُون البيانِ طَغى الهَوى المعقودُ
هُو كُلَّما أدْمى العُيونَ بِصَوتِهِ
إنسٌ وَجانٌ في الشُّواظِ أُعِيدوا
ما أوجَعَ اللَّحْنَ الَّذي مِن ثَغْرِهِ
شَجْوُ المُحِبِّ على المُحِبِّ شَديدُ
قد أُخْضَـبَ القَلبُ اليَبيسُ بِلَحْنِهِ
إذْ في المَعاني صِدقُها المَعْهودُ
واهًا لِوَقْعِ نَحِيبهِ مَعَ دَمْعَتِي
هذا النَّحيبُ نَشيجَ تِلكَ مُعيدُ
أبْكي وقد سَقَتِ الدُّموعُ بُنَيَّتي
في قَبْرِها يَرثي الجَمالَ الدُّودُ
مِن قَبل أنْ يَفنى الزَّمانُ عَـزاؤها
مِن كُلِّ أقطارِ السَّماءِ وُفودُ
وَازْدادَ جِذعٌ، فو الزَّمانِ تَفَلُّقـا
قد صارَ عَهْــدٌ للنباتِ يَبِيـدُ
هذا العراقُ وَشامُنا… سُودانُنا
أسْرابُ بِيدٍ والنَّعيقُ يَسُــودُ
فَبِما دَمٍ مِن ذي البراءةِ مُهْرَقٍ
غَسَقُ اللَّيالي في العُيُونِ وَطيـدُ
*بقلم محمد إبراهيم الفلاح|مصر