في الحربِ القادمةِ ،
أعدُكِ أنْ أكونَ على قيدِ الموت .
سأكتُبُ على نهدِك زُمرةَ دمي فيما تَضعين رضيعاً ينمو كنقطةٍ على نونِ نعشي .
سأعلِّمُكِ كيف تصكّينَ فلسَ الأرملةِ حول ساقيكِ ،
لو نجوْتُ
فبالكتابة نجوت ، لأني استخدمْتُ مفعولاً به للفرار ،
لم تكنْ آهتي الاولى عظيمةً لأحيا من جديد ،
وُلدْتُ من غير أحلامٍ ، حتى بدَوْتُ بهذه الشُّقرةِ ،
وما زلْتُ أتنفّسُ كلَّ عضّاتِ البطونِ الفارغة
وما زلت أستبدلُ الخبزَ بشوفان الشِّعر
والشِّعرَ برخام النساء ،
في رأسي رصاصٌ حيٌ
أذيبُهُ
أسكبُهُ
أنا حاضرٌ
في التعداد الليليّ
في المقعد المتوسّطِ من هذا الخوف ،
ضعي أكاليلَ الغار تحتَ أقدامي ألهو بها ،
واعزفي واعزفي حتى يُقصَّ الشريطُ عن نُصُب جراحي ،
دعي لي رُتبةَ المزجِ ، لأغمّس بدمي دمي
وأرفعَ نُخُبي نحو شاهقِ الشِّعرِ ، دَوِّني هذا كلما اشتركتِ بكتابة قصائدي ،
وخذي الغيمَ عن عيون الشمس
خذي العِرقَ البدينَ من معصمي ،
كيلا يُسمعَ نبضي بعد رحيلي ، ويأتون من بعيدٍ لرؤيتي وحيداً أفرزُ رصاصَ الكون ،
القتلى من جهةٍ
والقتلى من جهةٍ ،
القتلى الذين أحبَبْتِهم جميعاً ،
جميعاً الى آخرِ رصاصةٍ في رأسي ،
رجاء
لا تلمُسي حرفاً من قنافذي بلا كفٍّ
فالكلماتُ الدّاجنةُ ليست منّي ،
في الحرب القادمة
أكملْ سيرَكَ وسيرتكَ أيها العائد
ومع ذلك
ستُطهى .
أكتُبْ
بالسُّمِّ
بالبارودِ
بالنحاس
إنما
لا تكُنْ نباتيَّ الأحلام
ولا تقفْ تحت نخلةٍ عاجزةٍ عن حمايةِ ظلّها
ولا خلف جدار ،
ومع ذلك
ستُطهى ،
ضعِ الحرفَ في المخرج الصحيح من فمِك قبل أنْ تَقَعَ في حُبِّكَ التماسيحُ ،
جلدُكَ مثيرٌ كزِنّارها
وشهيٌ كقضمةِ ظِفْرٍ ،
لم تيْنعْ بعدُ لتكون شاعراً
في الحرب القادمة
ستطهى .
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …