“شعبي العزيز، غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطؤون أرضا من أراضيكم و ستلمسون رملا من رمالكم و ستقبلون أرضا من وطنكم العزيز..”.
عبارات خالدة من الخطاب التاريخي للمغفور له، الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه أثناء إعطاء الضوء الأخضر لحدث اخترق الأزمنة و الأمكنة، وعبر الحدود والثقافات، وحرر الأرض والبلد، و وصل التاريخ بالحاضر، وربط المغاربة بإخوتهم من الأقاليم الصحراوية بالصحراء المغربية.
ويخلد المغاربة اليوم قاطبة ، ملكا وشعبا، ذكرى هذه المسيرة الخضراء التي نظمها جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني في تاريخ 6 نونبر عام 1975 ميلادية، و ذلك إحتجاجا على الإحتلال الإسباني و الضغط عليه و إجباره على الإنسحاب من الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية و إسترجاعها و إنهاء الإستعمار الإسباني.
وقد في المسيرة 350 ألف من المتطوعين المغاربة من طنجة إلى لكويرة و من بينهم 10٪ من النساء، و تحركت هذه الأعداد الهائلة بنظام و إنتظام، إنطلاقا من المدينة الحمراء مراكش إلى الصحراء المغربية حاملين المصاحف و الرايات.
وقد ألقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله خطابا رصد فيه المكانة الغالية التي يحظى بها ساكنة الأقاليم الجنوبية، كما أشار إلى مجموعة من المشاريع المندمجة التي أعطى انطلاقتها منذ سنتي 2015/2016، وكذلك الميزانيات المرصودة للاستثمار بأقاليمنا الجنوبية، التي تهم البنية التحتية و القطاعات الاجتماعية والاقتصادية.
إن خطاب اليوم هو خطاب ملحمي وتاريخي، يؤكد عمق العلاقة الحميمية والتاريخية بين الصحراء المغربية والعرش المغربي الشريف، والتي سعى في توثيقها شهداؤنا من آباء وأجداد، أوفياء لشعارنا الخالد : الله، الوطن، الملك.
- ذ.مودنان مروان
- أستاذ الثانوي التأهيلي.
- عضو الاتحاد الدولي للغة العربية.