عمّان –
تميزت المجموعة القصصية “الحصان” والصادرة في طبعتها الثانية عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن للأديبة الأردنية وأستاذة التاريخ في الجامعات الأردنية د.هند أبو الشعر بالتجريب والتجديد والتميّز الفني والجمالي.
وفي دراسة نقدية في مجموعة الحصان قدمها الباحث محمود فليح القضاه ورصد فيها البناء الفني في مضمون قصص هذه المجموعة يؤكد القضاه على أن القاصة أبو الشعر واكبت تطور فن القصة القصيرة على الصعيد النوعي، كما كشفت عن التجريب والتحديث في مجموعة الحصان.
وأضاف القضاه أن أبو الشعر استخدمت تقنيات جديدة في سياق القصة الحديثة، فانتقلت كتابتها من القص التقليدي البسيط إلى التجريب والبحث عن أشكال قصصية جديدة. ومن يقرأ مجموعة الحصان يجد اهتمام القاصة الواضح بالقضايا الإنسانية والاجتماعية والقومية، واهتمامها الواضح بالدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع، فكان حضور المرأة كبيرا في قصص المجموعة وبدت بأكثر من صورة، حيث ظهرت بصورة الأم، والابنة، والجدة، والمحبوبة، ومن هنا فإنه يمكن القول إن نتاج القاصة القصصي جاء إضافة نوعية في الكتابة القصصية في الأردن، وفاعلا في تطويره.
من جهته يؤكد الناقد سليم النجار على ارتباط القاصة هند أبو الشعر بشكل عام بخطاب البوح والاعتراف، والذي يسمّى -رغم اعتراض البعض- بالكتابة الوجدانية التي نسّميها بالكتابة من الداخل، وهي نوع من الكتابة المشغولة بهاجس الذاتية والمتصلة بسرد تفاصيل الحياة اليومية.
مضيفا: إن قصص «الحصان» للقاصة هند أبو الشعر تستند إلى تكسير الجدار الفاصل بين الحقيقة والوهم، كما كسره بريشت في مسرحه الملحمي الجدلي، حيث تسرّع الكتابة منذ البداية إلى إخبار المتلقّي أن عالم القصة المقدّم إليه ليس إلّا تخييلًا في تخييل، ومن ثم فهو عالم من الفرضيات المختلفة والمحتملة التي تجرّد الواقع متخيلًا وتخييلًا، وأن قصص «الحصان» تؤكد رفضها إلى مقولة نظرية الإيهام الواقعية، فالواقع كالحصان يركض في فضاء مفتوح، يترك للمتلقي أن يتخيل كما يشاء، أو يتصوّر أن هذا الواقع، وفي كلتا الحالتين، يبقى الحصان هو المفردة الحقيقية الجدلية في واقعها، والمتخيّل في ذهن المتلقي.
واشتملت المجموعة القصصية “الحصان” على العديد من القصص وهي: الحصان، الغزال يركض باتجاه الشمس، السبـــاق، الوحـــل، صبيحة يوم الجمعة، خمس دقائــق، الأقدام تمّر مسرعة، المـوت وسـط الزنابـق، الموت في الفضاء الرمادي، المعطــــف، سالم المحمود يزور عمان، الحصــار، التحديق في عينين رائقتين، لعبة الإشارات الضوئية، اللقمــة، أوراق تجمعّت في خريف ما، الحاجــز.
من الجدير ذكره أن الدكتورة هند أبو الشعر حاصلة على وسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثانية، تقديراً لعطائها الأكاديمي المتميز وإسهاماتها الريادية في إبراز تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، ودورها الكبير في توثيق الأحداث المتعلقة بالثورة العربية الكبرى منذ انطلاقتها. و جائزة “اليونسكو” الفضّية عن حلقات “ذاكرة الوطن”، التي نُشرت تباعاً في صحيفة الرأي (1999/2000)، وجائزة “أحسن كتاب صدر سنة 2002” من جامعة فيلادلفيا سنة 2003 عن كتابها “شرقي الأردن في العهد العثماني”.