*بعد مضي حوالي نصف قرن على إطلاقها: تحفة “العراب” تكشف خفاياها ثانية وتعيد تجسيد سحرها الكلاسيكي الفريد:
*”قدم له عرضا لن يرفضه” مقولة العراب الشهيرة!
*خمسة أخطاء كبيرة لم يلتفت إليها احد في تحفة “العراب” السينمائية/1972…
* وسبعة حقائق جعلت الفيلم واقعيا شيقا ونموذجا للتلقائية والارتجال الداعم للسيناريو…
*القصة كاملة باختصار:
*تبدأ القصة في حفل زفاف كوني كورليوني في مدينة نيويورك عام 1945، كوني كورليوني هي ابنة فيتو كورليوني، سوف تتزوج من كارلو ريتسي. يبدأ المشهد الافتتاحي بتعريف شخصيات العائلة. يستمع دون عائلة كورليوني “فيتو” إلى طلبات العائلة والآخرين. مايكل كورليوني هو ابنه الأصغر، كان أحد أفراد المشاة البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، يقدم مايكل إلى عائلته في حفل الاستقبال صديقته كاي آدامز. جوني فونتان، مغني مشهور ، يطلب مساعدة فيتو في الحصول على دور في الفيلم؛ يرسل فيتو مستشاره توم هاغن إلى لوس أنجلوس لإقناع رئيس الأستوديو جاك وولتز بإعطاء جوني الدور. يرفض وولتز الأمر، حتى يستيقظ في الفراش فيجد رأس حصان مقطوع بجانبه على السرير (تحقيقا لمقولة العراب الشهيرة: قدم له عرضا لن يرفضه!).
*قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد، يطلب تاجر المخدرات سولوزو من فيتو الاستثمار في أعماله الخاصة بالمخدرات وحمايته من خلال علاقاته السياسية، يخشى فيتو من التورط في تجارة جديدة خطيرة تهدد بتنفير نفوذه السياسي وهيبته ونفوذه الممتد. ثم يرسل فيتو منفذه لوكا براسي للتجسس عليهم. يُقتَل لوكا براسي في أول لقاء له مع برونو تاتاليا وسولوزو من خلال كسر عنقه (وقد كان مجرد ارساله لهناك وحيدا خطأ كبير وقع فيه العراب لسوء التقدير). وفي وقت لاحق، يقوم سولوزو باختطاف المستشار هاجين وقتل فيتو في الشارع بخمس رصاصات. ومع اكتشاف “التركي/سولوزو” أثناء المقابلة مع الدون لميل “سوني”/الابن الأكبر/لمناقشة وتقبل العرض للمشاركة في الصفقة الجديدة، يضغط سولوزو على هاجين لإقناع سوني بقبول صفقة سولوزو، ثم يطلق سراحه. تتلقى الأسرة سمكًا ملفوفًا في سترة واقية من الرصاص، مما يشير إلى أن لوكا “ينام مع الأسماك”. ثم نجا فيتو بأعجوبة، وأحبط مايكل في المستشفى محاولة قتل أخرى لوالده. كسر فك مايكل من قبل نقيب فاسد متواطئ في شرطة نيويورك. سوني ينتقم بضربة على ابن تاتاجليا. يخطط مايكل لقتل سولوزو ومكلوسكي معا؛ متظاهرًا برغبة في تسوية الخلاف، مكلوسكي، هو الحارس الشخصي لسولوزو، يلتقي بهم مايكل في مطعم في ذا برونكس، حيث قُتِل كلا الرجلين بعد أن استعاد مسدسًا أخفاه بيتر كليمينزا خلف سيفون المرحاض
*على الرغم من القمع من قبل السلطات، اندلعت الحرب بين العائلات الخمس وزادت مخاوف فيتو على عائلته. فيهرب مايكل إلى صقلية ويتم حماية فريدو من قبل مو جرين في لاس فيغاس. يهاجم سوني كارلو في الشارع لسوء معاملته مع كوني ويهدد بقتله إذا تكرر ذلك. عندما يحدث ذلك مرة أخرى بقصد، يسرع سوني إلى منزلهم لضربه ولكن يتم نصبه في كمين في كشك على الطريق السريع ويُقتَل بعنف من قبل رجال العصابات الذين يستخدمون الرشاشات. أثناء وجود مايكل في صقلية، يلتقي مايكل بأبولونيا ويتزوجها، لكن انفجار سيارة مفخخة كان يقصده يودي بحياتها.
*وقد دمره موت ابنه سوني وأدرك أن تاتاجليا تحت سيطرة بارزيني، وهو الدون المهيمن الآن، يحاول فيتو إنهاء الخلاف بأسلوب دبلوماسي مهادن. حيث أكد للعائلات الخمس أنه سيسحب معارضته لأعمال الهيروين الخاصة بهم ويتخلى عن الثأر عن قتل سوني. حتى يضمن سلامة ابنه الأصغر مايكل الذي يعود إلى المنزل لدخول أعمال العائلة والزواج من كاي، وقد وعدها بأن العمل سيكون مشروعًا في غضون خمس سنوات. أنجبت كاي طفلين بحلول أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. مع اقتراب والده من نهاية حياته ولكون فريدو الابن الوسط ضعيفًا جدًا وغير مهتم بشؤون العائلة (ونسونجي ضعيف الشخصية)، يتولى مايكل قيادة الأسرة بطبيعة الحال. ثم يصر هاجن على الانتقال إلى لاس فيجاس والتخلي عن دوره كمستشار ومحامي لـ فيتو؛ فيوافق فيتو على أنه لا ينبغي أن يكون لهاغن “دور فيما سيحدث” في المشاكل القادمة مع العائلات المتنافسة. عندما يسافر مايكل إلى لاس فيجاس لشراء حصة جرين في كازينوهات العائلة، فإنه يشعر بالفزع عندما يرى أن فريدو أكثر ولاءً لـ جرين منه، وحيث يصر جرين على الاحتفاظ بملكية الكازينوهات وعدم بيعها لعائلة كوروليوني متحديا مايكل بجرأة،…من هنا فقد فكر مايكل جديا بتصفيته لاحقا مع زعماء العصابات أثناء حفل التعميد في آخر الشريط، مما جعله مجرما جامحا لا يرحم ويميل للانتقام والاستقواء!
*في عام 1955، أُصيب فيتو بنوبة قلبية قاتلة. في الجنازة، طلب تيسيو من مايكل أن يجتمع مع بارزيني، مما يشير إلى الخيانة التي حذرها فيتو مسبقًا. تم تحديد الاجتماع في نفس يوم معمودية طفل كوني. بينما يقف مايكل عند المذبح باعتباره عراب الطفل، يقتل رجال كورليوني القتلة الآخرين من زعماء العصابات المنافسين وأعوانهم بضراوة وجرأة سافرة هكذافي مدينة نيويورك وصولا الى تصفية جرين في لاس فيجاس، خيانة تيسيو تؤدي إلى إعدامه، ثم استخرج مايكل اعتراف كارلو بتواطؤه في تدبير جريمة قتل سوني لصالح بارزيني؛ كليمينزا يكسر عنق كارلو حتى الموت داخل سيارة. تتهم كوني مايكل بالقتل، وتخبر كاي بأن مايكل أمر بتنفيذ جميع عمليات القتل المتوازية والمتتابعة. تشعر كاي بالارتياح/ربما تظاهرا/ عندما ينكر مايكل ذلك، لكنها تراقب وصول باقي أقطاب العصابة لتوقير زوجها “مايكل” مثل دون كورليوني كزعيم جديد للعصابة ويغلقون الباب عليها.
*خمسة أخطاء “كبيرة” في العراب لم يتنبه لها احد!
*يرسل فيتو مساعده الجسور “لوكا براسي” للتجسس عليهم. يُقتَل لوكا براسي في أول لقاء له مع برونو تاتاليا وسولوزو من خلال كسر عنقه: فكيف يرسل كبير معاونيه الجسور الفريد لوحده هكذا إلى لقاء هذه العصابة الإجرامية في عقر دارهم وهو يعرف مدى إجرامهم وبدون خطة واضحة لحمايته؟…حيث تم كسر عنقه وخنقه بضراوة وفجأة قبل ان يبادر حتى بالتفاوض معهم ..ثم أرسلوا للعائلة “سمكا ملفوفا” كإشارة مافيوزية “عتيقة” معهودة وكدليل للتخويف!
** جوني فونتان، مغني مشهور (وقد سبق وساعده فيتو في بداية حياته المهنية) ، يطلب الآن مساعدة فيتو في الحصول على دور محوري في الفيلم الهوليودي القادم؛ فيرسل فيتو مستشاره توم هاغن بالطائرة إلى “لوس أنجلوس” لإقناع رئيس الأستوديو جاك وولتز بإعطاء جوني الدور. يرفض وولتز الأمر بإصرار موضحا الأسباب المنطقية لرفضه، حتى يستيقظ فجأة في الفراش فيجد رأس حصان مقطوع بجانبه على السرير: ونشاهد قبل ذلك كيف يرفض وولتز بإصرار إعطاء الدور لجوني فونتان، فيستاء هاجن المستشار فورا ويغادر لإخبار الدون فيتو، فكيف يتمكن هاجن ورجاله اللذين لم نراهم أبدا من الإقدام بضراوة على قطع رأس الحصان الأسود الجميل المحبوب… ووضعه داخل فراش وولتز هكذا ببساطة “دون حس أو خبر” داخل غرفة الأخير في قصره “المحروس جيدا” دون تقديم أية مؤشرات عملية وخطة سرية مقنعة؟!
*** يلتقي بهم مايكل في مطعم في ذا برونكس/ في مشهد سينمائي شيق ويعد مدرسة متكاملة/، حيث قُتِل كلا الرجلين بعد أن استعاد مسدسًا أخفاه بيتر كليمينزا داخل الحمام هناك: فكيف يقوم مفتتش الشرطة الفاسد (النبيه) بتفتيش مايكل مرتين إحداهما داخل السيارة المتوجهة للمطعم والثانية قبيل ذهابه للحمام /حتى أن الضابط استغرب من قيامه بهذا العمل ثانية بلا معنى/ ، ولا يخطر بباله أن يفتشه مرة ثالثة بعد ذهابه للحمام لجلب المسدي المندس هناك…ثم أنه بعد ان رجع من الحمام نظر إليهما نظرة “شريرة مشبوهة” قبل أن ينضم للجلوس بهدوء وترقب ويقوم عاجلا باطلاق النار عليهما؟!
**** نجا فيتو، وأحبط مايكل في المستشفى محاولة قتل أخرى لوالده: فطريقة تخويف رجال “تاتاليا وسولوزو” المتربصين للدون لقتله … واللذين قدموا لمدخل المستشفى للإجهاز عليه مرة نهائية، لم تكن مقنعة أبدا مع وجود “مايكل والخباز الزائر الخائف المرتجف” عند المدخل، وقد حاولا هكذا ببساطة إيهام هؤلاء القتلة المتمرسين/الجسورين القادمين بسياراتهم بأنهم سيواجهون مقاومة ضارية قبل التمكن من دخول المستشفى!
***** تتهم كوني (شقيقتة) مايكل بالقتل، وتخبر كاي أن مايكل أمر بتنفيذ جميع عمليات القتل بما فيها قتل زوجها الخائن. ثم تشعر كاي بالارتياح فورا عندما ينكر مايكل ذلك (وكأنها تكابر وتخدع نفسها)، لكنها تراقب وصول باقي أفراد العصابة لتوقير زوجها مثل “دون كورليوني” ويغلقون الباب عليها: لكن لا تبدو كاي ساذجة أبدالكي تصدق ادعاء مايكل ببرائته من كافة عمليات الاغتيال المتتابعة التي أمر بها (وقد وصل به الأمر لقتل شقيقه الأوسط المتبقي بحجة خيانة العائلة وإلقاء جثته في البحيرة وهذا ما كنا سنشاهده في الجزء الثالث من الفيلم وحتى والده ربما كان سيرفض الإقدام على ذلك!)، علما بأن كوني ومنذ البداية كانت قد اطلعت بما فيه الكفاية على المسار الإجرامي للعائلة وصولا لتغول دور زوجها مايكل، فكيف تشعر بالارتياح بعد إنكار زوجها الكاذب الظاهري؟!
*ملخص نقدي:
*يقول كوبولا في مقابلة لاحقة: “كنت كأنني العراب، كنت أطرد كل من كان يعمل ضدي”. وقد كان بطل الفيلم مارلون براندو قد هدد أيضا بترك الفيلم إذا تركه كوبولا!
*تلقى فيلم العراب إشادة من النقاد ويعتبر أحد أعظم الأفلام وأكثرها تأثيرًا على الإطلاق، لا سيما في نوع العصابات. فعلى مجمّع المراجعة لروتن توميتوز، حصل الفيلم على نسبة موافقة بلغت 98٪ بناءً على 100 مراجعة، بمتوسط تقييم 9.32 / 10. يقرأ إجماع نقاد الموقع أنه “أحد أعظم نجاحات هوليوود النقدية والتجارية، العراب حصد كل شيء بشكل صحيح؛ لم يتجاوز الفيلم التوقعات فحسب، بل وضع معايير جديدة للسينما الأمريكية. منح ميتاكريتيك، والذي يستخدم المتوسط المرجح، الفيلم درجة 100 من 100 بناءً على 15 ناقدًا، مما يشير إلى “الإشادة العالمية”.
*أشاد روجر إيبرت من شيكاغو سن تايمز بجهود كوبولا لمتابعة قصة الرواية التي تحمل نفس الاسم، واختيار إنتاج الفيلم في نفس وقت الرواية تقريبا، كما نوه بقدرة الفيلم على “استيعاب” المشاهد (بلا ملل) خلال فترة عرضه التي تبلغ ثلاث ساعات/ للمفارقة فتحفة الايرلندي/2019 لسكورسيزي تستغرق أيضا حوالي الثلاث ساعات وتعج بالمواقف والانعطافات الإجرامية اللافتة/ … بينما كان إيبرت إيجابيًا بشكل أساسي، فقد انتقد أداء براندو (ولم يكن محقا في اعتقادي)، قائلاً إن حركاته تفتقر إلى “الدقة” وكان صوته “صاخبًا متذبذبا” (بل أنه كان كاريزميا ودقيقا بمنهجية الأداء الفريدة التي أصبحت فيما بعد نموذجا سينمائيا استعراضيا لشخصية زعيم المافيا)… وقد أعطى جين سيسكل من صحيفة شيكاغو تريبيون الفيلم أربعة من أصل أربعة نجوم، وعلق قائلاً إنه “جيد جدًا”. ويعتقد أندرو ساريس من ذا فيليج فويس أن براندو أدى شخصية فيتو كورليوني جيدًا وأن شخصيته سيطرت على كل مشهد ظهر فيه (حتى وهو كان جريحا طريح الفراش)، لكنه شعر أن بوزو وكوبولا ركزا بشكل كبير على شخصية “مايكل كورليوني” من ناحية الانتقام خصوصا وطريقة تغير شخصيته من “جامعي رصين منعزل إلى زعيم مافيوزي طاغية وقاسي وربما حتى سادي”، بالإضافة إلى ذلك، صرح ساريس أن “ريتشارد كاستيلانو وروبرت دوفال وجيمس كان” كانوا جيدين في أدوارهم وربما تفوقوا بلا استثناء بطريقة تقمصهم المدهشة . وكذلك باعتقادي كافة شخصيات الفيلم فقد أبدعت وقدمت أفضل ما عندها بتكامل وببراعة فائقة ودون تبجح!
*وصف مختصر في أربع فقرات دالة:
*الأب الروحي يفيض بالحياة ، غني بكل المشاعر العظيمة والعصائر الحيوية للوجود ، بما في ذلك الدم والحب الرومانسي و(الجنسي الخفي أيضا) ثم الحنين للعائلة والإخلاص والخيانة ورد الجميل، …كما قد أطلق نماذج جديدة شيقة للقتل والاغتيال!
* تفكيك قاتم وجميل للحلم الأمريكي/الأسطوري بكل قبحه وفساده ، موجه برؤية ومستوى ونعمة لا يضاهىها الا قلة معدودة من قبل أو منذ ذلك الحين…في السينما الأمريكية…وصولا لتحفة سكورسيزي “الايرلندي”/2019 التي لم تضاهيه “عظمة وتأثيرا وانطباعا وإخراجا” بالرغم من واقعيتها الصادمة المخيفة والاسطورية، وتماثل أساليب القتل والعنف والعلاقات والتي ركزت أكثر على التداعيات والبعد السياسي والنقابي، والغريب أن الايرلندي تفنن بإظهار حالات القتل الشارعي غيلة وغدرا وبسرعة فائقة .
* بلا شك ، أحد أفضل الأفلام في كل العصور منذ بداية السينما. بقدر ما يذهب هذا النوع الدرامي للجريمة / العصابات ، فإنه يبدأ وينتهي بهذه التحفة الفنية الجميلة الممتعة “الجذابة” التي من الصعب تكرارها… ولا يمكن نسيان نغمتها الموسيقية المحفورة في ذاكرة كل من شاهد الشريط بشغف على مر العقود الخمسة المنصرمة التي عجز الموسيقيون الآخرين عن تقليدها!
* سواء من مشهد الزفاف الافتتاحي النجومي الاحتفالي المتكامل إلى الخاتمة الحلوة والمرة المتوقعة ، يعتبر The Godfather فيلمًا رائدًا (في تاريخ السينما) ومصنوعًا ببراعة/انسيابية قل مثيلها ويتعامل مع موضوعات القوة والنفوذ والإجرام بمنهجية “غير مسبوقة” وبطريقة تلقائية غير مفتعلة!
*وسبعة حقائق جعلت الفيلم واقعيا شيقا ونموذجا للتلقائية والارتجال المدروس الداعم للسيناريو:
*عشاء الأسرة ساعد الجميع في الحصول على الشخصية المطلوبة الدرامية:
حيث عقد كوبولا جلسات بروفة ارتجالية تألفت ببساطة من الممثلين الرئيسيين الذين يجلسون بتلقائية وقد تقمصوا شخصيات الفيلم لتناول وجبة عائلية. لم يتمكن الممثلون من كسر نمط الشخصية التي تقمصوها ، والذي رأى كوبولا أنها وسيلة للممثلين لتأسيس الأدوار العائلية التي شوهدت في الفيلم النهائي.
*كوبولا ترك حفل الزفاف ينطلق وأطلق النار عليه “بأسلوب غوريلا” المعهود (سينمائيا).
لإضافة إحساس بالواقع إلى مشهد الزفاف (ولأنه لم يكن أمامه سوى يومين لتصويره) ، قام كوبولا بجعل فريق التمثيل يؤدي الأدوار بحرية وارتجال في الخلفية. ثم قام بتصوير مقتطفات محددة من بين الأحداث…للسيطرة على فحوى السيناريو وتفاصيل المشاهد. وبدت مشاهد الرقص والغناء في غاية الجمال والانسجام والإيقاع الطلياني التراثي الجذاب.
*استغل كوبولا بعض الأخطاء:.
كان “ليني مونتانا”، الذي لعب دور (القاتل المافيوزي الجامح) لوكا براسي (والذي قتل في بداية الشريط) ، مصارعًا محترفًا قبل أن يصبح ممثلاً. لقد كان متوترًا جدًا أثناء توصيل نص الولاء لأسطورة مثل براندو أثناء المشهد في حضورالأب الروحي لدرجة أنه لم يقدم أي لقطة جيدة أثناء التصوير ليوم كامل. لأنه لم يكن لديه الوقت لإعادة تصوير المشهد ، أضاف كوبولا مشهدًا جديدًا للوكا براسي وهو يتدرب (مرتعبا) على سطوره قبل رؤية الأب الروحي ليجعل مشاهد مونتانا السيئة تبدو وكأن براسي كان متوترا ببساطة للتحدث إلى الأب الروحي (نظرا لهيبته الطاغية)!
*كانت قطة العراب ضالة:.
خلال جولاته اليومية إلى المجموعة ، غالبًا ما كان كوبولا يرى قطة ضالة ، وفي يوم تصوير المشهد الاستهلالي لفيتو، أخذ كوبولا القطة وأخبر براندو أن يرتجل معها. أحبت القطة براندو لدرجة أنها ظلت جالسًة في حضنه طوال اليوم!
*باتشينو كان ممثلا واقعيا منغمسا بالدور والموقف:
فلقد تم بالفعل إغلاق فكه بالأسلاك في الجزء الأول من التصوير بعد أن تعرضت شخصيته ووجهه الى لكمات قوية في الوجه من قبل مفتش الشرطة المرتشي الفاسد…ويقال أن مشهد الاغتيال الشهير في المطعم صور استباقا لإقناع لجنة الإنتاج لقبول باتشينو للدور !
*كان رأس الحصان الأسود المقطوع حقيقيًا:
لم يكن رأس الحصان الذي وضع في سرير منتج الفيلم خدعة. فقد حصل الإنتاج على رأس حصان حقيقي من شركة طعام كلاب محلية.
كان من المفترض في الأصل أن يكون هناك استراحة:*
كان الفيلم الذي تبلغ مدته 175 دقيقة طويل وفقًا لمعايير هوليوود ، وكان سيتم تضمين فترة استراحة بعد مشهد إطلاق النار في المطعم ضد Solozzo / McCluskey – ولكن تم إلغاء الفكرة لأن صانعي الفيلم اعتقدوا أنها ستفسد الزخم وتخرج الجمهور من الفيلم.
*وهناك حقيقة ثامنة لم أذكرها تتعلق بمحورية مشاهد “الاستهلال والنهاية” الدالة على براعة السيناريو المتكامل والمعبر عن الفحوى.
*أخير فخلاصة رأي الناقد كاتب المقالة هو: أنه فيلم مذهل/أسطوري. وفي كل مرة جديدة أراه يتحسن ويجذبك أكثر للمشاهدة والتمعن. سواء من اتجاهه الخالي من العيوب السينمائية السردية ، إلى درجاته الشيقة الاستثنائية الأخاذة ، وصولا إلى نصه (القريب) الذي لا تشوبه شائبة والذي يحفل بالدراما العميقة “المصائرية” ذات البعد الإنساني العاطفي “الرقيق والعنيف” في آن واحد والتي يصعب تقليدها مرة ثانية ، لا يساورني شك في أن فيلم “العراب” هو أحد أفضل الأفلام على الإطلاق.
*لكن في الخلاصة فانه بالرغم من عظمة هذا الفيلم المتكاملة الا أن مخرجه وكاتب السيناريو قد ارتكبا خمسة أخطاء كبيرة لافتة (كما ورد أعلاه وربما بقصد) لم ينتبه لوجودها أحد من الكتاب والنقاد العالميين/ حيث تسجل لي براعة كشف هذه الأخطاء كناقد عربي متعمق وفريد وقوي الملاحظة/ راجيا المحافظة على الملكية الفكرية والإشارة لها!