“الكتابة النسائية عند فاطمة المرنيسي”فدوى الحجوجي/المغرب

  1. تمهيد :

رغم تعثر الكتابة النسائية  في سياق الرواية المغربية، فقد أصبحت اليوم موجودة وبشكل أقوى من المنع والتعثيم، واستطاعت كوكبة من النساء تحقيق بعض الانتصارات، حيث أصبح الكم لا يستهان به. ويمكن ملامسة تطور الإنتاج الروائي النسائي بالمغرب من خلال الجدول التالي:

عدد الرواياتالعقود أو السنوات
1سنوات الخمسين
1سنوات الستين
9سنوات الثمانين
8سنوات التسعين
31سنوات الألفية الثالثة
50المجموع

وعليه؛ فأول رواية نسائية مغربية هي رواية” الملكة خناتة” التي صدرت عام 1954 للكتابة ” آمنة اللوه ” ، ثم تلتها مجموعة من الانتاجات لزمرة من المبدعات ومن بينهن : ” حفيظة الحر” – ” زهرة المنصوري” – ” ليلى أبو زيد”- ” حليمة زين العابدين” – خناتة بنونة” –” زهور كرام” – ” خديجة  شعراوي… وغيرهن، جمعهن قاسم مشترك هو التعبير عن الذات، والإفصاح عن الهوية الشخصية المفترضة للمرأة، وحرصهن على التعبير عن رغبة في تشكيل تصورات ثقافية تضاهي أو تتناقض مع التصورات السائدة حولها، فكانت الرواية بالنسبة لهذا فضاءا واسعا أكسبهن الحرية بعيدا عن قيود الزمان والمكان، وملحمة ذاتية مكنتهن من تصوير العالم على طريقتهن الخاصة.

        هذا علاوة على الرواية المغربية المكتوبة باللغة الفرنسية، والتي تعرف إقبالا متزايدا واستحسانا منقطع النظير، مثال ما أبدعته الباحثة والمبدعة ” فاطمة المرنيسي”، والذي ترجم إلى لغات مختلفة على رأسها اللغة العربية. وفي هذا البحث المتواضع سيتم اتخاذ هذه الكاتبة القديرة، التي ناظلت بشراسة من أجل تحرير المرأة واسترجاع حقوقها المهضومة، كنموذج للدراسة من خلال كتابيها ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” و “نساء على أجنحة الحلم” المتميزين بأسلوبهما السردي الروائي المحبوب من قبل القارئ.

11لمحة عن المبدعة ” فاطمة المرنيسي”:

” فاطمة المرنيسي” اسم يقام له ويقعد، أديبة وكاتبة نسوية مغربية متخصصة في علم الاجتماع، من مواليد 1940، في أحد أحاريم مدينة فاس، حيث تعرفت ” المرنيسي” على ” الحريم” والكيفية التي كن يعشن بها، سجلها أبوها المتدين في أوائل المدارس العربية الوطنية الخاصة التي أنشئت لكي لا يدرس أبناء الوطنيين في مدارس فرنسا الاستعمارية، حصلت على دبلوم  ( Doctorat philisophie P.H.D) من الولايات المتحدة الأمريكية من خلال  أطروحتها المنشورة بالفرنسية تحت عنوان ( SEXE IDEOLOGIE  )، والمترجمة إلى العربية تحت عنوان ( الجنس كهندسة اجتماعية) وذلك سنة (1973)، مارست التعليم الجامعي كأستاذة للسوسيولوجيا منذ الثمانينات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ( جامعة محمد الخامس بالرباط) حصدت الكاتبة عدة جوائز وطنية ودولية، وكرمت في محافل مختلفة كتبت في الدين والسياسة والاجتماع والحريم، ورصدت حكايات الريف المغربي والجدات والناس البسطاء، بيد أن همها الأول والدائم كان وما زال الكتابة حول النساء ماضيا وحاضرا ، طافت بهن على أجنحة الحلم في القرية والمدينة، وسائر أرجاء المغرب، في أزقة المدن نسجت علاقة حميمة مع المكان ومع ناس المكان،  لها مجموعة من الكتب ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية أهمها :  ” الإسلام والديمقراطية” ، ” سلطانات منسيات” ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” ، ” هل أنتم محصنون ضد الحريم” ، ” الحب في حضارتنا الإسلامية” ، ” شهرزاد ليست مغربية” ، ” الحريم السياسي” ، ” أحلام النساء الحريم”، ” الجنس كهندسة اجتماعية” 7

49، “الحجاب والنخبة الذكورية” ”   الخوف من الحداثة” ، ” الإسلام والديمقراطية”، ” المغرب عبر نسائه” وكتاب ” نساء على أجنحة الحلم”.

         وقد أحصى الأستاذ الباحث ” أحمد شراك” كتبها في حدود 1988 في حوالي 11 كتاب أما الآن فيصل العدد حوالي 35 أو 40 كتاب، هذا بالإضافة إلى “المقالات”، وجاءت جل أعمال هذه السيدة القديرة مدافعة عن أطروحة أساسية ألا وهي ” المساواة بين الجنسين”، والتي يمكن اعتبارها قلقا فكريا في كتاباتها، إذ لا يخلو أي كتاب من هذه الأطروحة الهاجس سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، معلن أو مستتر، على مستوى كتاباتها الأولى، أو آخر كتاباتها ويذهب ” أحمد شراك” إلى ” أن خطاب المرنيسي حول المساواة بين الجنسين ليس نظرة محلية أو وطنية، بل يكتسي صبغة قومية عربية إسلامية و صبغة أممية وكونية، وفي هذا الصدد فهي تتحدث عن احتقار المرأة ودونيتها Misogynie  ( كراهية المرأة) ليس في المغرب وحده ، بل في العالم العربي وأوربا والصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية كحديثها مثلا عن الشركات الرأسمالية التجارية في أمريكا التي تعارض استثمار أموال المرأة المتزوجة”[1]  

         و يصنف اشتغالها السوسيولوجي ضمن ما يسمى ” سوسيولوجيا المرأة والأسرة”، فقد انصبت أبحاثها النظرية والميدانية على واقع المرأة المغربية والعربية و الإسلامية و أيضا المرأة الغربية فهي تعود إلى الثرات العربي الإسلامي و الثرات  الغربي متتبعة ومشخصة أوضاع المرأة عبر التاريخ ” وفي كثير من الثقافات قبل أن تنتقل إلى راهن المرأة المغربية والإسلامية، ففي مجتمع تقليدي مثل المجتمع المغربي على سبيل المثال، تحاول ” المرنيسي” في كل أبحاثها إبراز مظاهر دونية المرأة في الهندسة الاجتماعية، داعية إلى خلخلتها، وإبراز مظاهر هيمنة  الإيديولوجية الذكورية في النظرة والتعاطي مع المرأة، وهذه النظرة الدونية الاحتقارية هي التي جعلت ” المرنيسي” تدعو في مشروعها إلى المساواة بين الرجل والمرأة.

         إن ” فاطمة المرنيسي” من جيل النساء  اللواتي عشن في عالم فرض حدود رقابة  صارمة على المرأة، من هنا سعت إلى تكسير كل تلك الحدود، وقررت منذ البداية، أن تنصب نفسها للدفاع عن حقوق المرأة وتحررها، وكرامة النساء في عالم عربي مطبوع بسيادة المجتمع الذكوري، قائم على إقصاء المرأة واعتبارها عورة.

         هذا ما يفسر سعيها الدائم إلى تسليط الضوء على القضايا الساخنة للمرأة في العالم العربي من قبيل :

  • وضع الحريم في العالم العربي
  • تعدد الزوجات

ج-قضية الحجاب

د-المساواة بين الرجل والمرأة … وهكذا دواليك.

ومن أجل إعطاء زخم إشعاعي ملموس لمشروعها، نجدها تكتب باللغة الانجليزية والفرنسية، كما نجد جل أعمالها قد ترجمت إلى العربية، ومختلف لغات العالم، إنه مشروع سوسيولوجي منفتح على الغير”، يتوخى ليس نظرة العرب لأنفسهم وحسب،

        بل ونظرة الشعوب الأوربية كذلك، بالعمل على زعزعة أحكام الغرب الجاهزة بما تنطوي عليه من معلومات خاطئة تتعلق بوضع المرأة  في المجتمعات العربية الإسلامية.

        وعموما، فإن نظرة الرجل الشرقي والغربي الاحتقارية للمرأة هي التي جعلت ” المرنيسي” في دعوتها إلى المساواة بين الرجل والمرأة تعمل على تأصيل هذا الموقف بالعودة إلى القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والفقه والثقافة الشعبية من أجل الانتصار للنظرة الإيجابية في كل تلك المصادر والوقائع والأصول، أي النظرة التي تخدم المرأة.

        أما فيما يخص ذلك الواقع الاجتماعي الذي حجب المرأة طويلا وحجزها بين جدران الحريم، فتفسره ” المرنيسي” بأنه خوف من الجنس الآخر ” المرأة” الشيء الذي يجسده موروثنا الثقافي الشعبي بشكل واضح، كما تطلعنا على ذلك ” فاطمة المرنيسي” نفسها في كتابها ” الجنس كهندسة اجتماعية ” حيث اتخذت شعر” عبد الرحمان المجذوب” كأفضل مثل على هذا الخوف من النساء، نقرأ:

المرأة سفينة عود      والي راكب فيها مفقود

لا تأمنهم لا يغزوك                    وفحديثهم ما يد وموا

الحوت في البحر عوام                  وهم بلا ماء يعوموا

بهت النساء بهتين         ومن بهتهم جيت هارب

يتحزموا باللفاع         ويتخللوا بالعقارب [2]

 -2-1” فاطمة” و ” شهرزاد” :

يمكن مقارنة ” شهرزاد ” التي تريد أن تغسل ب ( العقل أو الفهم) عار بنات جنسها، اللواتي كن صريعات شهواتهم فقط ” بفاطمة المرنيسي” التي تريد أيضا أن تزيل ( بالعقل والفهم) سوء الفهم الكامن في العقل الغربي حيال المرأة الشرقية، فهي تتقصى طائفة من الوثائق التاريخية، لتبعد عن بنات جنسها الشرقيات تهمة الفتور العقلي حيال الجذوة الغرائزية.

كانت ( الياسمين) تقول ” لفاطمة المرنيسي” إن السفر واكتشاف أرض الله الواسعة حق، وإن تلك الأرض الواسعة ” أرض بالغة الروعة والتعقيد”[3]، وكانت شهرزاد تعلم أيضا أن الملك بالغ الروعة ’ بسبب امتيازاته الكثيرة . و بالغ التعقيد أيضا،  بسبب جسامة ما تقوم به من مغامرة في إصلاح ذات الملك  أولا و من تم  التمتع بكنوز الملك . و هكذا تقول “فاطمة المرنيسي ” : طرحت على نفسي السؤال” هل فقدت القدرة على التأقلم مع الأوضاع الجديدة؟ وأنا مرعوبة، لقد خفت دائما بالغ الخوف من أن أصبح متحجرة وفاقدة للمرونة(…) إلا أن لا أحد لاحظ قلقي خلال هذه الرحلة من أجل تقديم كتابي: ذلك أنني كنت أخف>يه وراء سواري الفضي الضخم الذي تفنن في صنعه حرفيون تزنيت، والذي كان بمثابة درع واق يخفي هشاشتي”[4]. فما كانت “فاطمة” تخفي هشاشتها وراءه هو سوار فضي مصوغ صوغا فريدا، وما كانت ” شهرزاد” تخفي هشاشتها وراءه هو الحكي المصوغ صوغا فريدا، أيضا” فاطمة” تحكي للغرب الشرس وتخشى بطشه و سوء فهمه لما تقصه عليه، و ” شهرزاد” تحكي لشهريار الملك الغطريس وتخشى بطشه و سوء فهمه لما تقصه عليه أيضا، وثمة مماثلة أخرى ، ” فشهرزاد” التي قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبارالأمم الماضين، سير الشعراء، وقرأت ألف كتاب بهذا الخصوص، كانت تدرب نفسها على رياضة  (فهم) الآخر (شهر يار)، و ” فاطمة المرنيسي” الشغوف بمعرفة الآخر، وفهمه تتوسل إلى ذلك بوسائل كثيرة أهمها مرويات جدتها ” الياسمين” وما كان يفعله المتصوفة في مدينتها فاس، إذ يشدد الاثنان على أهمية الاستماع المنضبط إلى الأجانب كطريقة من طرائق المعرفة والفهم.

ومن خلال هاته المقارنة التي تنتهي باستجلاء مجموعة من أوجه التماثل بين الشخصيتين، يستنتج مدى تأثر” المرنيسي” بهذه الشخصية التراثية، فجعلت منها عنوانا لخطتها واستراتيجيتها في مشروعها السوسيولوجي والأدبي في آن واحد.

ولا أدل على ذلك قول الباحثة في كتابها ” شهرزاد ليست مغرية” : ” شهرزاد من هي هذه المرأة التي يبعت اسمها على الحلم ولماذا تجعلنا نحلم؟ تمثل قصة شهرزاد هذا الانتصار العجيب للبريء، والضعيف الذي ينجح في تغيير مصيره بمداهنة جلاده محولا الحقد إلى حب، حيث يصبح التهديد بالموت الخاطف كالبرق سلسلة طويلة من ليالي الحب”[5] إنه الإرث الشهرزادي الذي جعل ” المرنيسي” تستعين في كل أبحاثها بهذه الشخصية التراثية كمفهوم وأداة في تحليل وقراءة قضية المرأة، نظريا وأدبيا. فصورة المرأة المغربية والعربية اليوم عند المرنيسي، تستدعي نموذج ” شهرزاد” كمثال للمقاومة والتصدي لذكورية الرجل، مقاومة بالحكي، لكنها قبل ذلك، اشتغال على الذات وتحريرها من سجن المكان والوعي والإرادة، فعندما تتحول المرأة المغربية إلى شهرزاد، سيتحقق هدفها الأسمى، ألا وهو المساواة مع الرجل، والمساواة لا تعني أن المرأة ستصير رجلا: فهدف المرأة الأول والأخير هو التحرر وليس التحول إلى رجل.

1-3 المرأة النموذج في خطاب ” المرنيسي”:

تسعى ” فاطمة المرنيسي” من خلال كتاباتها إلى خلق المرأة  النموذج التي لا تعرف الخوف والضعف والجهل، كما لا ترضى بالدونية والاستبداد والظلم، المرأة الواثقة من نفسها المؤمنة بقدراتها المفتخرة بأنوثتها، مؤكدة على الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه المعرفة في إطار تخليص المرأة من دونيتها وتمكينها من تسوية وضعيتها حيث القضاء على عجزها النابع  بالأساس من جهلها.

وعليه؛ تعترف ” المرنيسي” بالدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المعرفة في إطار التأسيس لشخصية المرأة الثائرة على وضعيتنا المؤمنة بحريتها الباحثة عن سعادتها، ومن تم تمسكها  بقضية المرأة وأحقيتها في التعليم، وتوجيهها الخطاب إلى أصحاب القرار دافعة بهم إلى تزكية ما من شأنه تعليم وتثقيف النساء كخطوة أولى لتطوير الشعوب العربية وتقويتها، إن طرحها هذا يصدر عن قناعة مفادها أن المجتمعات القوية لا يمكن أن تولد إلا في أحضان نساء متعلمات قويات، لذلك نجدها سعيدة بالنتائج الإيجابية التي حققتها على أرض الواقع : بحيث تم الانتقال أولا من ” الحايك” إلى ” الجلباب” ثم من ” اللثام القطني” إلى اللثام الشفاف” انتهاءا بارتداء اللباس المغربي الذي أصبحت المرأة المغربية بموجبه، وهي تخرج سافرة إلى الأماكن العامة ” تفرض نفسها كمواطنة تزعزع بذلك لا الهندسة الجنسية فحسب، ولكن السياسة أيضا وبالتالي فإنها بهذه الحرية الرمزية تعيد خلق دولة إسلامية تعترف بوجود مكان عام”[6].

إذ يصبح بإمكان المرأة اقتحام المجال الذكوري الذي لم يصبح عاما إلا بعد أن تمكنت من اختراقه ومن أن توجد لنفسها مكانا بداخله، وبذلك يصير تقليد النساء لما هو غربي أي غريب عن تقاليد السلف، فعلا ثوريا بامتياز. كما نجد لدى الباحثة دعوة مفتوحة إلى نهج سياسة التضامن النسوي الكفيلة بتحقيق التحرر من المصير والتمكين من السعادة.

وهذه الفكرة التي دعت إليها الكاتبة من خلال إدراجها لإحدى حكايات ” ألف ليلة وليلة” حكاية ” الأميرة بدور” في الفصل الخامس عشر من سيرتها الروائية ” نساء على أجنحة الحلم” تراهن من خلالها عبر النص، وعلى مدى قدرة الأدب على الاقناع، منطلقة في طرحها هذا من تقديم فكر أقرب إلى الواقع منه إلى الخيال، مراعية الإكراهات الاجتماعية، عاملة قدر الإمكان على إيجاد البدائل الكفيلة بالإقناع. مثال  ذلك حديثها عن” الحريم اللامرئي”، هذا البديل المتمثل في الموانع الداخلية الكفيلة بتحقيق العفة قبل الزواج والوفاء بعده دون حاجة منه إلى جدران الحريم التقليدي المرئي الذي وقف ولسنوات عديدة في طريق التنمية الاجتماعية المغربية العربية، وتدعو بعد ذلك إلى ضرورة التخلي عن فكرة ” المرأة الجسد” من خلال العمل على تقوية الرقابة الذاتية الذكورية، سائقة النموذج الغربي كمثال، متحدثة عن عملية استبداد الدولة وهيمنة الكنيسة بفلسفة الفرد المسؤول، وعن ما كان لها من نتائج جد إيجابية على مستوى أرض الواقع، إذ أصبح بإمكان الرجل الغربي رؤية جسد المرأة دون الانقضاض عليه نتيجة نظرته القائمة على مبدأ المواطنة حيث المرأة مساوية لأخيها الرجل، مساواة لم يكن لها أن تتحقق لولا السيطرة التي لحقت أمرين اثنين : العنف والغريزة.

هكذا إذن للمرأة العربية المسلمة أن تتخلص من القيود، وأن تتحرر من الطقوس وأن تنتقم  لنفسها من العادات، أو على الأقل هكذا يتصور خطاب ” المرنيسي” الأمر، وهو خطاب رافض لكل ما من شأنه الترويج لفكرة المرأة والجسد، المختزلة في جسدها السعيدة بوضعيتها، ما دام يدعو إلى المساواة بينها، وبين أخيها الرجل، فهذا الخطاب الذي تحكمه رؤية شمولية أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه بعيد كل البعد عن تلك الرؤية العقيدة الطفولية المناصرة للمرأة المهاجمة للرجل.

وتتضافر ثلاثة خطابات من أجل تكييف البنية الدلالية لنص Rêves des femmes” هي خطابات متواشجة على نحو وثيق لا تبرر التمييز بينها سوى مقتضيات توضيحية ويمكن إجمالها في  :” من الإثنوغرافيا، إلى الحكاية، ومن الحكاية إلى محكي الحياة، وأيضا من محكي الحياة إلى الرواية، إن ” فاطمة المرنيسي” لم تكتب فقط عن ماضيها…ecrire sur )  ) بل كتبت خاصة هذا الماضي (ecrire…)؛ أي أعادت بناءه روائيا، وبمقتضيات الفن الروائي، متصرفة من خلال سلسلة من التحويلات، وفي منأى عن أي نزوع نوسطالجي”[7].

-1-1رواية شهرزاد ترحل إلى الغرب (العابرة المكسورة الجناح):

إن كتاب ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” عبارة عن حكاية تحقيق تقوم به الكاتبة، فأثناء جولاتها في الغرب لتقديم كتابها ” نساء على أجنحة الحلم” لاحظت أن بعض الرجال يبتسمون بخبث، والبعض الآخر يعلو وجهه احمرارا عند سماع كلمة حريم، في حين أن هذه الكلمة تعني عند المرنيسي السجن، تقول : ” تجولت في عدد من المدن الغربية لتقديم كتابي نساء على أجنحة الحلم   […] خلال تلك الجولة التي استجوبت فيها من طرف أكثر من مائة صحفي لا حظت بأن الرجال يبتسمون كلما دعت الضرورة إلى النطق بكلمة ” الحريم” صدمتني تلك الابتسامات كيف يمكن أن نبتسم ونحن ننطق بكلمة ترادف كلمة السجن”[8].

        إن ” المرنيسي ” في كتابها  المذكور ومن أجل حل لغز الحريم، ستقوم برحلة في الماضي والحاضر، في التاريخ والمتخيل، في الشخصي وفي عالم المحيطين بها، ثم في المرئي واللامرئي.

        وتبدأ المرنيسي بنصيحة جدتها ” يكفي أن تركزي انتباهك على ما يقوله الأجانب، وكلما فعلت ذلك تقوى نفوذك، فأحسن وسيلة تمنحك النفوذ على هؤلاء الأجانب وغيرهم هي قدرتك على فهمهم” [9]. كما تشير إلى الطريقة التي طلبت منها الجدة أن تتذكرها بها : ” إن أفضل طريقة تتذكرين بها جدتك هي أن تظل التقاليد حية فيك، وأن تروي حكايتها المفضلة من ” ألف ليلة وليلة”، ” حكاية المرأة” التي تلبس الكسوة” [10]. غير أن جدة المرنيسي هي بالنسبة لكمال تملك قيمة مميزة: ” لقد قال لي كمال بأن جدتي التي لا تعرف القراءة والكتابة، كانت أكثر تحررا من النساء المتعلمات، ويعود ذاك أساسا إلى كونها تعتمد التقليد الشفوي لتحرير التحريفات والبدع”[11]، ولكونها استطاعت أن تؤنث عنوان حكاية” ألف ليلة وليلة” حكاية ” الحسن البصري” إذ حولتها الجدة إلى ” المرأة التي تلبس الكسوة” وغيرت نهايتها فجعلت حسن لا يلتقي بزوجته وأبنائه عكس ما جاء في الحكاية الأصلية، لكن لماذا مهدت ” المرنيسي” لرحلتها بنصيحة جدتها، التي تتمثل في العمل على معرفة الآخر لمعرفة النفس وتحصينها ؟ هل ستعرف رحلة ” المرنيسي” صاحبة الرحلة على نفسها؟ ولماذا تم التركيز على ما يفلت من الرقابة، وأي رمز تمثله الجدة، هل حقا هي أكثر تحررا من نساء متعلمات؟

         تنطلق رحلة ” المرنيسي” المهتمة بمعرفة ماهية الحريم الأوربي من شهرزاد طبعة 1985 ( نسخة غربية) المصورة، والتي تعرض صورة ” شهرزاد” سمينة  وهو ما يخالف – حسب الناقدة- حقيقة شهرزاد العربية التي يفترض أن تكون نحيفة،  لأنها كانت منهارة وعصبية. ثم تنتقل ” المرنيسي” إلى حفل بالي شهرزاد حيث ترقص هذه الأخيرة دون أن تستعمل سلاح الكلام وهذا ما لم تقم به ” شهرزاد” ” ألف ليلة وليلة” التي استطاعت بمعرفتها وتخطيطها الممتاز وكلامها الحكيم أن تقنع “شهريار” بالتخلي عن قتل النساء، ولو أنها نظرت إلى نفسها على أنها بليدة لكان الملك قد قطع رأسها.

        والغرب هو الخطوة الموالية لرحلة المرنيسي،  ذلك أنه أثناء القرن الثامن عشر كان هذا الغرب ينادي بالحرية وحقوق الإنسان، لكنه ألغى مع ذلك رسالة ” شهرزاد” السياسية وألغى حسها العقلي، حيث إن ” فاسلاف نجنسكي” ركز في باليه على وتر التخنث، ودعا إلى التركيز على المشترك بين النساء والرجال، في حين أن ما يصالح بينهما هو التأكيد على الاختلاف. كما قلبت عروض الباليه الروسية السلطة الجنسية، كانت المرأة مسيطرة وراغبة والرجل مؤنث ومرغوب فيه. وآخر محطة في المرحلة الأولى من رحلة المرنيسي هو ” ألف ليلة وليلة هوليود” التي خلدت الصورة الجنسية للمرأة، وفي هذه المرحلة بالذات تعود الدارسة إلى كمال ليساعدها في كشف حقيقة هذا الحريم الأوربي ” قد لا يكون الرجال الغربيون – يقول كمال- مهيمنين إلى هذه الدرجة كما تعتقدين من المحتمل أنهم يخافون النساء مثلنا، ولكنهم وبكل بساطة يمارسون لعبة أخرى لإخفاء ذلك”[12].

        لماذا تحدثث الدارسة عن لعبة أخرى؟ هل هناك حقا لعبة أخرى تخفي خوف الرجال من النساء؟ هل قواعد هذه اللعبة هي التي ستكون هدف المرنيسي فيما تبقى من رحلتها؟

        لا زالت ” المرنيسي” في هذه المرحلة من الرحلة تنتقل بين الغرب والشرق فتحط تارة هنا وتارة هناك “. ونعرف أن إدغار ألان بو قتل شهرزاد في ” الحكاية الثانية بعد الألف” لأنها لا تعرف الكثير وإن كانط فضلها لأن تكون جاهلة وجميلة لأن ” الأنوثة هي الجمال، أما الذكورة فتوازي السمو”[13]، لكن هدا مختلف عما يوجد في الشرق ” فهارون الرشيد” كان يعجب بالنساء اللواتي يوازي جمالهن ذكاءهن. وكم هو غريب أن نجد أن ” المستبدين في الشرق خلال القرون الوسطى كهارون الرشيد” كانوا يبحثون عن الجواري العالمات، في حين أن الفلاسفة الغربيين ” ككانط” يحلمون بنساء جاهلات في أوربا خلال عصر الأنوار”[14]. ثم إن جاك الصحفي الغربي كان يعيش مع محظيات شرقيات معلقات في متحف ومعلقات في خياله، لكن الحريم التركي” الحقيقي” الذي استوحى منه ” أنجر” لوحاته كان يلبس أزياء كأزياء الرجال، ومن جهة أخرى كان رجال الغرب يستغلون سلطة الزمن للتحكم في نسائهم، بينما كان رجال الشرق يستغلون المكان لأجل هذا الغرض، ولم يكتف الرجال الغربيون باستغلال سلطة الزمن، بل استغلوا أيضا سلطة الصورة وما توفره من إمكانيات السيطرة. وتعود المرنيسي من جديد إلى الشرق فترى ” زبيدة” زوجة ” هارون الرشيد” تقوم بإنجازات كبيرة في ميادين البيئة والعمران وأن الجواري كن عالمات، بل إن بعضهن كن يستطعن في عهد الخلفاء الوصول إلى مراكز السلطة والقرار. ولم يكن الغرب يعرف هذا ” فأنجز” الذي عاش طيلة حياته علاقات عاطفية فاشلة، وتزوج أكثر من مرة سكنت في أوهامه نساء سجينات عاطلات  وعاريات، ولم تعارض ولم تحس أي من زوجاته بالغيرة من نساء لوحاته، استطاع هذا الفنان الغربي، إضافة إلى “ماتيس” أن يروض أحلامه وأوهامه، ويلقيها ويخلدها في رسوماته. إن الغرب أبعد أيضا نساءه خلال قرون عن المهن الفنية وعن مجال الفكر. كما سخر أدباؤه كموليير أثناء القرن السابع عشر  ( بداية عبادة العقل) من النساء العالمات، ولا زال إلى اليوم هناك إخضاع للنساء، غير أنه يأخذ شكلا آخر : ” إن شركة ذات مقر في ناطحة سحاب من زجاج فوق المستقبلين على الطراز الموجود في الشانزيليزيه يمكنها أن تضم حريما، إنها مكان حيث يحيط الرئيس فيه نفسه بعشرات النساء، يوقف أحدهن على رأيه، وبالتالي فإن القهر سيوازي في فظاعته ذاك الموجود في الشرق، ولكنه ذات طبيعة خفية أكثر”[15].

        إن تاريخ الشرق لم يعرف هذا الإخضاع، حيث كانت تركيا في الثلاثينات من القرن الثامن عشر تعلم النساء وتسمح لهن بالتقدم في ميدان العمل، فظهرت قائدة الطائرة والمحامية، كما قدمت الأساطير الشرقية نساء لهن أدوار سياسية كالرجال، ورسم خيال الرسامين المسلمين نساء بالغات النشاط ومستعصيات على الخضوع كالأميرة” شيرين” الفارسة والشجاعة” والأمير ” نورجاهان” ذات الهمة والنشاط والقدرة والسلطة. إن جدة ” المرنيسي” هي أيضا، وكل الجدات المغربيات كن يعلمن حفيداتهن الاعتماد على النفس، وبذل الجهد الكثير من أجل الحصول على السعادة. ولا زالت نساء المغرب يفرضن مقاييسهن الجسدية، ولا تفرض عليهن مقاييس محددة كما هو الشأن بالنسبة للغرب حيث جعل المرأة الغربية مشغولة أبدا برشاقتها وصورتها والحفاظ على شبابها، فالأسلحة التي يستخدمها الغرب هي أسلحة خفية لإخضاع المرأة ” إن الأسلحة التي يستعملها الرجال الغربيون لخداع النساء لا مرئية بشكل كامل إذ أنهم يتحكمون في الزمن. تشكل الصورة وقتا مكثفا، وهم لا يجبرون أية امرأة على التلاؤم مع الصورة المثالية، أو ارتداء مقاس 36 بالإكراه” [16] وتذكر ” فاطمة المرنيسي” موقفا طريفا حصل معها حين أرادت أن تشتري تنورة من أحد المحلات في أمريكا فلم تجد ما ترتديه، لأن “مقاسها شاذ خارج عن المقاس الطبيعي” !!! وهو الأمر الذي لم تلق له بالا يوما في بيئتها المغربية المعروفة بامتلاء أرداف نسائها، هكذا نجدها في نهاية الكتاب تحمد الله في قولها ” أحمدك اللهم، ذلك ما قلته في نفسي، وأنا عائدة على متن الطائرة إلى الدار البيضاء، لأنك  أنقذتني من مقاس 36 (…) لنتخيل أنهم استبدلوا الحجاب بمقاس 36 الجهنمي، كيف يمكنك أن تخوضي نضالا يكتسي مصداقية، وأن تنظمي مظاهرة صاخبة مثلا بكل ما تقتضيه من لافتات وأناشيد، حين لا تعثرين على تنورة من مقاسك؟”[17]

        يتحكم الرجل الغربي، إذن، في نسائه بطريقة ما كرة فيجعل المراهقة مثالا للجمال، ويجعل الناضجة مثالا لا يرجى التشبه بها، كما يفرض قوانين جسدية ونفسية تجعل النساء مهووسات بالنحافة، فاقدات الثقة بالنفس، ولمعنى الفعالية، ولا يملكن وجودهن إلا عبر نظرة الرجل إليهن.

        نستنتج من خلال كل هذا، أن هناك قواعد لعبة أخرى، أو لعبة خفية يسيطر بها رجال الغرب على نسائهم، كما نلاحظ أن ” المرنيسي” استطاعت أن تعرف نفسها، وتتعرف على الشرق، حيث إن النساء هن اللواتي يفرضن قوانينهن، وإرادتهن ويكن أكثر حرية كما هو الشأن بالنسبة لجدة المرنيسي الياسمين. لكن يبدو أن ” المرنيسي” تتحدث في كتابها عن مغرب ومشرق في الماضي زمن الأجداد، وربما لم تتوقع بأن العولمة ستحول بيئتها المغربية وحتى المشرقية إلى جحيم مقاس 36 مع عيون زرق وشعر أشقر بل وأنف صغير !!! والرجال والنساء في مشرقنا غارقون في هذا المستنقع الذي ابتدعوه حتى آذانهم، شأنهم شأن إخوانهم الغربيين لا فرق !!!.

        وصفوة القول، إن كتاب ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” كتاب جميل ومفيد، وممتع، وما زاد تمتعي به هو حبي لشخصية شهرزاد، التي اعتبرت، وستعتبر دائما نموذج المرأة المتالية، القادرة بالحيلة، الساحرة بالكلمة لدرجة تقلب فيها عقل من تشاء فالكاتبة قد وفقت في اختيارها لهذه الشخصية المبهرة المؤثرة، واستطاعت من خلالها، ومن خلال غيرها من الشخصيات النسوية العربية أن تتبث قيمة حريمنا الشرقي الفكرية، والجمالية سواء اعترف الغرب أم لم يعترف.

1-2-الذخيرة المعرفية لرواية ” شهرزاد ترحل إلى الغرب”:

تتعدد المناهج التي اعتمدت عليها” المرنيسي” في كتابها السابق الذكر، حيث تمارس مقاربات علم الاجتماع والأنتروبولوجيا الثقافية و “تتجه مباشرة إلى حقل السلطة / المعرفة، علها تقرأ ما لم يقرأ بعد. وهذا ما تفعله في  تعاملها مع النص التراثي كشبكة من علاقات معرفية وسلطوية بأن تقوم بإخضاع النص التراثي لعملية تشريحية دقيقة وعميقة تحوله بالفعل إلى موضوع للذات، إلى مادة القراءة. إنها تستخلص معنى النص من ذات النص نفسه أي من خلال العلاقات القائمة بين أجزائه، وهي توظف لهذا المجال دون أن تصرح بتلك المكتسبات المنهجية التي وفرتها الثورة في مجال العلوم الإنسانية، فهي تمزج المعالجة البنيوية والتحليل التاريخي للنص التراثي دون أن تغفل ما يسميه الجابري بالطرح الإيديولوجي (…) “إذ أن الكشف عن المضمون الإيديولوجي لفكر ما هو الوسيلة الوحيدة لجعله معاصرا لنفسه مرتبطا بالعالم”[18]، كما تستخدم منهجي السيرة الذاتية ( الكتابة عن الذات) والعراقة * ( الكتابة عن الآخر) من أجل كشف الهوية الشخصية، والهوية الجماعية للنساء، المضطهدات، لكن أهم منهج استندت عليه المرنيسي هو ما يمكن أن نسميه بالمنهج ” الشهرزادي”، والكاتبة نفسها تحدد معالمه : ” إن تحويل غرائز مجرم يستعد لقتلك عن طريق الحكاية انتصار رائع. ولكي تنجح في ذلك، كان على شهرزاد أن تتحلى بثلاث مزايا استراتيجية : أولها، تتمثل في معرفتها الواسعة، وثانيها تتجسد في قدرتها على خلق التشويق قصد شد انتباه المجرم، أما الثالثة فهي هدوءها، أي قدرتها على التحكم في  الموقف رغم الخوف”[19]. فأما فيما يتعلق بالمعرفة الواسعة فقد  أبانت ” المرنيسي” عن معرفة واسعة بالتاريخ العربي والغربي قديمه وحديثه، وبفن السرد العربي خصوصا “ألف ليلة وليلة” ، وبالفن الغربي بمختلف مجالاته من مسرح وشعر ورسم. أما عن التشويق فالكتاب يعتمد آلية شد القارئ لغاية آخر صفحة.         تقول : ” ولكني أريد أن أستبق الأمور وأنتقل إلى الخلاصة التي أريد إخفاءها على غرار شهرزاد، وذلك لإثارة فضول شهريار، المسحور والأسير، حتى بلوغ الألف صفحة وصفحة”[20]، كما أن السيطرة على النفس هي أيضا تقنية تتبعها المرنيسي الساردة، فهي تعترف في بداية كتابها بضرورة ضبط النفس ” كانت الياسمين تتابع بصوت هامس، وتنصحني بأن أحيط تمريناتي الصوفية بسرية: إن التقية هي قاعدة اللعبة، وتذكري ما حدث للحلاج المسكين”[21].  لكن ما تشترك فيه المرنيسي وشهرزاد ألف ليلة ولية العربية هو شهريارهما، فأما شهريار ألف ليلة وليلة، فكان مجرما يريد قتل النساء، غير أن شهرزاد استطاعت رده عن عزمه الظالم، أما شهريار ” المرنيسي” فيبدو أنه من القوة والذكاء وحسن التخطيط بحيث لا يبدو للعيان ولا يظهر مخططه القمعي، لكن ” المرنيسي” كشهرزاد تريد تحرير النساء، هن حريم الغرب وحريم الشرق.

  -3-1رواية : ” نساء على أجنحة الحلم” :

إن رواية ” نساء على أجنحة الحلم” من أجمل ما أبدعته ” فاطمة المرنيسي” وصدرت الطبعة العربية الأولى للراوية سنة 1998، والطبعة العربية الثانية سنة 2007، عن منشروات الفنك، وتقع في 270 صفحة من القطع المتوسط، أما النص الأصلي بالانجليزية فقد صدر عام 1994، بينما صدرت الطبعة الفرنسية عام 1996.

        قام بالترجمة إلى العربية الباحثة ” فاطمة الزهراء أ زرويل” ، والغلاف من إنجاز ” Ruth word”  وهي صورة فوتوغرافية لامرأتين ترقصان/ منخرطتان في جذبة كناوية بلياس تقليدي مغربي في فناء منزلي واسع، تحمل دلالات كثيرة.

        ويعتبر هذا المؤلف ” نساء على أجنحة الحلم ” سيرة روائية، أو رواية سيرية، حيث تحاول المبدعة من خلاله الاقتراب من حياة الطفلة فاطمة التي شاءت الأقدار أن تعيش في كنف أسرة محافظة في فاس المدينة العتيقة التي عرفت ببنائها المتفرد، ودروبها الضيقة، ففاطمة الطفلة هي التي ستتحول فيما بعد إلى ساردة تحكي تجربة الحياة المشتركة التي عاشتها في ظل أسرة تقليدية تتكون من الأعمام وزوجاتهم، والعمات والجد والجدة إلى جانب الأطفال، بل وحتى المطلقات من بنات العائلة اللواتي يعشن في ظل هذا الزخم الكبير، محاطات بالخدم وتحت أعين حارس المنزل الكبير، وتتكون أغلب فضاءات الرواية من حدود، وتتميز أغلب شخصياتها بأنهن نساء ينتمين إلى ماضي ” فاطمة المرنيسي” وإلى ماضي السرد العربي كشهرزاد وشخصيات حكاياتها.

        إن الحدود فضاء رئيسي في الرواية لكنه متعدد، فهناك الحدود بين المسلمين والنصارى، وبين الإسبان والفرنسيين، وبين الرجال والنساء، وبين الصغار والكبار، وبين النساء المتزوجات والمطلقات، لكن النصارى يتجاوزون البحر ويفرضون خطا وهميا كائنا في رؤوس المحاربين، ويتجاوز الرجال حدودا لا تستطيع النساء تجاوزها، تقول الساردة : ” الحدود لا توجد إلا في أذهان الذين يملكون السلطة”[22]. وشخصية” للاطام” الفقيهة هي أيضا تملك حدودا تفرضها بسوطها المخيف، ولا يستطيع أحد معارضتها. لكن  شهرزاد تتجاوز الحدود، إذ ترحل بحكاياتها وتوصل شهريار إلى بلاد بعيدة تغير نظرته للنساء. فماذا عن نساء عائلة المرنيسي؟ إنهن لا يتجاوزن الحدود المكانية المفروضة عليهن سواء كانت حدود المنزل بالنسبة لعائلة ” المرنيسي” في فاس أو  الحدود المكانية واللامرئية بالنسبة للجدة ” الياسمين” وضراتها في البادية، لا تستطيع شخصيات” الحريم المرنيسي” تجاوز الحدود المكانية المفروضة عليهن، غير أنهن يستطعن رسم حدود أخرى يتجاوزن بها الحدود، فقد نجحن في الاستماع إلى الراديو، المحكوم عليه بالإغلاق، بعد خروج الرجال الذين كانوا يحتكرونه، واستطعن تكوين معسكرات مناوئة للحريم ومعسكرات مؤيدة له، فقد كانت شابات العائلة يرفضن الحريم، ويعتبرونه تخلفا لم يتجاوزه العرب بعد وكانت ” للاراضية” ( المرأة المثقفة) ترى الحريم حماية ورفاهية للنساء، لكن أغلبهن كن يعشقن ” اسمهان” أكثر من أم كلثوم لأنها تعبر عما هو أكثر من رغبة القومية العربية في التحرر، إذ كانت تحقق عبر حياتها حلم السعادة الفردية، وتملك إمكانية تطبيق قناعاتها الخاصة وعيش حياة مليئة بالمغامرات، فاشلة كانت أو ناجحة، كانت النساء معجبات أيضا برموز الحرية النسائية ” كرباب ألف ليلة وليلة” و ” عائشة تيمور” و ” هدى شعراوي” وكن يملكن حرية تمثيل المسرحيات، ويعشقن الغناء، ويرقصن بتلافيف” قفاطينهن” كما لو كن يطرن. كن يهتمن بأنفسهن وجمالهن ويقضين وقتا طويلا في ذلك، ويصنعن وسائل جمالهن بأنفسهن، وكانت الجدة ” الياسمين” شخصية جد واعية قادرة على فرض رأيها والانتصار له ” لقد تغير المغرب بسرعة يا بنيتي وسيتغير أكثر” [23]. كما أن ضرة الياسمين شاركت في الحرب ضد المستعمر، وهكذا كانت النساء تملك القدرة على فعل أشياء كثيرة، لكن أهم ما كن يملكنه هو أحلامهن التي لم تكن تحقق تجاوزا للحدود في الواقع، ولكن كانت تبني إمكانية تغيير الواقع وتجاوز حدوده، ” إن الحلم أساسي بالنسبة للذين لا يتوفرون على السلطة ذلك ما كانت تقوله لي ” العمة حبيبة” أحيانا  كثيرة وأنا أراقب الدرج حتى تتمكن من تطريز طائر اخضر (…) الواقع أن الحلم وحده مجرد من قدرة التحقق لا يغير العالم ولا يخترق الأسوار، ولكنه يساعد الإنسان على الاحتفاظ بكرامته، الكرامة هي أن تحلم حلما قويا يمنحك رؤية وعالما يكون لك فيه مكان، وحيث تغير مشاركتك مهما كانت محدوديتها شيئا ما” [24].

 -4-1 آثار القارئة ” فاطمة المرنيسي” داخل روايتها ” نساء على أجنحة الحلم”:

الملاحظ أن رواية ” نساء على أجنحة الحلم” ترشح بوعي ” المرنيسي” القارئة لصور الحريم، إذ يعتبر عبد الله إبراهيم أن : ” فاطمة المرنيسي تسقط وعيها اللاحق بوصفها إحدى العاملات في مجال قضايا المرأة على طفولتها المبكرة، لتجعل من تلك الطفولة مجالا لمناقشة الموضوع (…) ففاطمة الصغيرة طفلة الحريم إنما هي قناع لفاطمة المرنيسي التي تنوء بوعي ناقد يشرح الإكراهات التي شوهت وضعية المرأة في الثقافة العربية الإسلامية قديما وحديثا”[25]. كما أن الكاتبة تمرر عبر شخصية العمة حبيبة رسالة تشجيع المرأة على أن تؤمن بمقدرتها على تغيير وضعيتها، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

” كانت عمتي حبيبة متأكدة بأن كل واحدة منا تملك في داخلها نوعاً من السحر، منغرس في أحلامها الحميمة: “حين تكونين سجينة دون حماية وراء الأسوار، ومحاصرة في حريم، تحلمين بالانفلات، يكفي أن تعبّري عن ذلك الحلم لكي ينفجر السحر وتختفي الحدود. بإمكان الأحلام أن تغير حياتك، كما بإمكانها أن تغير العالم في النهاية”[26].

إن هذه الرسائل إذن هي التي تبرز وعي ” فاطمة المرنيسي” القارئة لقضايا المرأة، الذي قد يظهر بطريقة غير مباشرة عبر صوت الساردة كما هو الشأن لما يلي:

” إلا أن شهرزاد كانت على العكس من أبيها مقتنعة بقدراتها الاستثنائية على وقف المذبحة (…) سترحل به (شهريار) إلى بلاد بعيدة جدا فيها عادات غريبة حتى تمكنه من فهم الغرابة التي تحملها ذاته، ستساعده على أن يدرك بأن كرهه للنساء إلى حد الهوس سجن يقيده”[27]، كما أن هذا الوعي قد يظهر بطريقة مباشرة على لسان العديد من شخصيات الرواية، فهذه شخصية فاطمة نفسها وأمها يعبران عن ذلك ” بعض هذه المآسي كانت أمي تتحلى برقة غير اعتيادية طيلة أسبوع كامل، ثم تقول لي بأن علي أن آخد بثآرها أيا كانت الحياة التي سأعيشها (…) والمرأة السعيدة هي التي تستطيع ممارسة حقوقها، بما في ذلك حق التجول والابتكار ومواجهة الآخرين وتحديهم دون خوف من ردود فعلهم تجاهها، وقد تكون مدينة في جزء من سعادتها لرجل يحب زوجته ويفخر بمواهبها”[28].

إن ما نود الإشارة إليه من خلال كل هذا هو أن ” فاطمة المرنيسي” القارئة لقضايا المرأة ، تطل علينا داخل روايتها بين الحين والآخر لتعبر بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة عن رؤاها الإيديولوجية وقراءتها الخاصة للوضعية النسائية وإمكانياتها.

  -5-1صورة المرأة في روايتي : ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” ونساء على أجنحة الحلم”:

       لعل من أجل إدراك صورة المرأة في الروايتين المذكورتين يجب أن نعرف أن الحريم الشرقي والحريم الغربي، والحلم والأسلوب اللامرئي عناصر أساسية في هذه الصورة، إن نساء الشرق كنساء الغرب مستعبدات لكنهن رغم ذلك على طرفي نقيض، حيث إن الحريم الشرقي حريم مكاني لكنه حر الوعي والإرادة، فنعرف من خلال ” المرنيسي” أن الحريم يمثل لدى نساء الشرق سجنا، غير أن هذا السجن لم يمنعهن من أن يكن فاعلات مؤثرات في الواقع وفي الآخرين:

        ” لقد قال لي كمال بأن جدتي التي لا تعرف القراءة والكتابة، كانت أكثر تحررا من النساء المتعلمات، ويعود ذلك أساسا إلى كونها تعتمد التقليد الشفوي لتمرير التحريفات والبدع”[29].

        كانت النساء الشرقيات فاعلات على المستوى التاريخي والمتخيل: ” أما في حريم الشرق، سواء منه التاريخي أو المتخيل، فإن الرجال يترقبون مقاومة شرسة من طرف النساء اللائي يتم استعبادهن ” [30]، وفي إطار المتخيل يظهر تأثير كلام شهرزاد ومخططها الحكيم، وتظهر أبعاد المنمنمات التي أنتجها الفنانون المسلمون الذين قدموا نساء بالغات النشاط ومستعصيات على الخضوع. يظهر عبر كل هذا أن وعي المرأة الشرقية وإرادتها القوية نهج يعود إلى تاريخ بعيد ، كما أن نهج التحرر هذا يتميز بتنوع أساليبه وأشكاله، إذا عدنا إلى رواية ” نساء على أجنحة الحلم” نجد أن حدود الحريم حدود مكانية، لكن حريته حرية تكوين آراء خاصة عن الحريم: معسكر مؤيد ومعسكر معارض، وحرية عشق اسمهان وكل رموز التحرر النسائي، وحرية تأليف مسرحيات وتمثيلها، وحرية الرقص والغناء، وحرية تشكيل جيل جديد حر : ” فاطمة المرنيسي” الصغيرة، وأخيرا حرية الحلم ليس لأن الحلم هروب من واقع السجن ولكن لأنه كما فعل رسامو الغرب، تحديد للهدف وطريق لتكسير القيود، وبخلاف حريم الشرق نجد أن حريم الغرب حر مكانيا لكنه مقيد الوعي والإرادة، حيث يعيش النساء داخل دائرة تنميط من الصعوبة بمكان الخروج منها” إن أغلب النساء يعرفن بأن إضفاء قيمة مبالغ فيها على النحافة يؤدي إلى الفقدان الفعلي لكل إحساس بالتقدير للذات، ولمعنى الفاعلية وأن الامتناع عن تناول الطاقات الحرارية سواء كان محليا أو ممتدا يساهم في خلق شخصية نوعية من أهم خصائصها السلبية القلق والإفراط في الحساسية”[31].

        إن الحلم والأسلوب اللامرئي هما، كما سبقت الإشارة، عنصران، أساسيان في صورة الحريم، فإذا كانت المرأة الشرقية قد حققت وعيها وإرادتها في الحاضر والماضي الطويل ومن خلال أساليب لا مرئية : ” إن الرسالة التي تلقيتها – تقول المرنيسي- خلال طفولتي بدون تلفزيون، هي أن عليك أن تكوني مستعدة لتحقيق الانتصارات للدخول إلى قصر أميرك الخيالي (…) كانت العجائز يقلن للطفلات” عليكن أن تبذلن مجهودا كبير لكي تحصلن على دقيقة سعادة” لم يجعلوني أعتقد بأنه يكفيني أن أسترخي في خمول كوصيفة في لوحة ماتيس لكي تنهال علي السعادة”[32]” إذا كان الأمر كذلك، فإن الرجل الغربي حلم باستعباد المرأة، وخطط لحلمه عبر تاريخ طويل من الحريم الإغريقي والروماني إلى لوحات فناني الغرب ومسرحياتهم إلى لعبة دور الأزياء، إلى السجن التنميطي الذي تعيش فيه نساء الغرب ” إن هذه الصورة التي صنعها الرجل هي التي ستملي على المرأة الواقعية نموذج الأنوثة الذي عليها أن تقارن نفسها به على الدوام، والغربيون ليسوا في حاجة إلى استئجار الشرطة لإجبار النساء على الطاعة، يكفي أن ينشروا الصور لكي تجهد النساء في التشبه بها”[33]

     1- 6- تركيب:

        من خلال مقاربتنا لبعض متون الكاتبة الفذة” فاطمة المرنيسي” نستنتج أنها قد اتخذت من المرأة العمود الفقري لكتاباتها، دافعت عن حريتها بقلم جريء، قوي، ومصر على التحرر، وأكدت أحقيتها في التعبير، والتسيير، مستعينة بالأمثلة والشواهد المقنعة، منتقدة في المقابل الاستبداد الذكوري الذي اتخذ أشكالا متفاوتة منذ أزمة مغرقة في القدم، وتوسلت في هذا كله بأسلوب سردي روائي جميل يقرب القارئ أكثر، وبلغة قريبة لبوح القلوب، وبذلك أضافت المبدعة، خدمات جليلة للمرأة العربية، ودافعت عنها إلى أبعد حدود ممكنة، وضحت بالغالي والنفيس من أجلها، وأضافت خال الجمال إلى إبداعاتها، وبكتاباتها الرصينة، ولجت التاريخ من بابه الواسع، وتركت استحسانا لدى زمرة من القراء والدارسين.

الهوامش :

[1] – أحمد شراك، الخطاب النسائي في المغرب: نموذج فاطمة المرنيسي، إفريقيا الشرق، ، ط1، 1990، ص. 10.

[1] – المرجع نفسه ، ص. 12.

[1] – المرجع نفسه ،ص.1 19

[1] – المرجع نفسه، ص .10.

[1] – المرجع نفسه، ص. 13.

[1] – المرجع نفسه، ص. 227.

[1] – المرجع نفسه، ص. 235.

[1] – المرجع نفسه، ص. 9.

[1] – تركي على الربيعو: الخطاب النسوي المعاصر قراءة في خطاب نوال السعداوي و فاطمة المرنيسي www.rezgar.com/debat/word.art.asp? T= 1&aid=1710

[1] – رشيد بنحدو، ” احلام نساء” لفاطمة المرنيسي واقع على أجنحة الحلم، الكتابة النسائية، محكي الحياة، مجموعة من الكاتبات والكتاب، منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1 /2007 ، ص.17.

[1] – عبد الله إبراهيم : مجتمع الحريم التمثيل السردي لعالم المرأة عند فاطمة المرنيسي، www.rezgar.com/debat/sent.art.asp? T= 1&ard=4279

[1] – فاطمة المرنيسي ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” م.س ،  ص.10.

[1] – فاطمة المرنيسي ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” م.س ص. 191.

[1] – فاطمة المرنيسي ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” م.س ص: 25.

[1] – فاطمة المرنيسي ، شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ص. 109.

[1] – فاطمة المرنيسي” شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ، ص.ص/ 199.200.

[1] – فاطمة المرنيسي” شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ص. 95.

[1] – فاطمة المرنيسي” شهرزاد ليست مغربية، ترجمة : ماري طوق، المركز الثقافي العربي ط 1 ، 2003. ص.19.

[1] – فاطمة المرنيسي، الجنس كهندسة اجتماعية، فاطمة الزهراء أزرويل، ط 2، 1996، ص. 28.

[1] – فاطمة المرنيسي، شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ص.8.

[1] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب العابرة المكسورة الجناح، مرجع سابق ص.6.

[1] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، العابرة المكسورة الجناح، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، المركز الثقافي العربي ط1، 2002، ص. 5.

[1] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ،ص. 5.

[1] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق،  ص. 10.

[1] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق، ص. 227.

[1] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق، ص. 66.

[1] – فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، المركز الثقافي العربي، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، ط 1 ، 1998، ص. 259.

[1] – فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، مرجع سابق، ص. 126.

[1] – فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم،منشورات الفنك، الدار البيضاء، ط1 ،1998،ص.11.

[1] – فاطمة المرنيسي، هل أنتم محصنون ضد الحريم، ترجمة نهلة بيضون، الناشران الفنك الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي بيروت، ط1 ، 2000، ص.24.

[1] -المرجع  نفسه ص. 25.

[1] -فاطمة المرنيسي: نساء على أجنحة الحلم، مرجع سابق ص. 34.

[1] -فاطمة المرنيسي،شهرزاد ترحل الى الغرب،مرجع سابق، ص. 6.

* – علم يبحث في خصائص الشعوب.


[1] – أحمد شراك، الخطاب النسائي في المغرب: نموذج فاطمة المرنيسي، إفريقيا الشرق، ، ط1، 1990، ص. 10.

[2] – فاطمة المرنيسي، الجنس كهندسة اجتماعية، فاطمة الزهراء أزرويل، ط 2، 1996، ص. 28.

[3] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، العابرة المكسورة الجناح، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، المركز الثقافي العربي ط1، 2002، ص. 5.

[4] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ،ص. 5.

[5] – فاطمة المرنيسي” شهرزاد ليست مغربية، ترجمة : ماري طوق، المركز الثقافي العربي ط 1 ، 2003. ص.19.

[6] – فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، المركز الثقافي العربي، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل، ط 1 ، 1998، ص. 259.

[7] – رشيد بنحدو، ” احلام نساء” لفاطمة المرنيسي واقع على أجنحة الحلم، الكتابة النسائية، محكي الحياة، مجموعة من الكاتبات والكتاب، منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1 /2007 ، ص.17.

[8] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب العابرة المكسورة الجناح، مرجع سابق ص.6.

[9] -فاطمة المرنيسي،شهرزاد ترحل الى الغرب،مرجع سابق، ص. 6.

[10] – المرجع نفسه، ص. 9.

[11] – المرجع نفسه، ص .10.

[12] – فاطمة المرنيسي” شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ص. 95.

[13] – فاطمة المرنيسي ، شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ص. 109.

[14] – المرجع نفسه ، ص. 12.

[15] – فاطمة المرنيسي” شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ، ص.ص/ 199.200.

[16] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق، ص. 227.

[17] – المرجع نفسه، ص. 235.

[18] – تركي على الربيعو: الخطاب النسوي المعاصر قراءة في خطاب نوال السعداوي و فاطمة المرنيسي www.rezgar.com/debat/word.art.asp? T= 1&aid=1710

* – علم يبحث في خصائص الشعوب.

[19] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق، ص. 66.

[20] – فاطمة المرنيسي، هل أنتم محصنون ضد الحريم، ترجمة نهلة بيضون، الناشران الفنك الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي بيروت، ط1 ، 2000، ص.24.

[21] – فاطمة المرنيسي، شهر زاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق ص.8.

[22] – فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم،منشورات الفنك، الدار البيضاء، ط1 ،1998،ص.11.

[23] -فاطمة المرنيسي: نساء على أجنحة الحلم، مرجع سابق ص. 34.

[24] – المرجع نفسه، ص. 227.

[25] – عبد الله إبراهيم : مجتمع الحريم التمثيل السردي لعالم المرأة عند فاطمة المرنيسي، www.rezgar.com/debat/sent.art.asp? T= 1&ard=4279

[26] – فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، مرجع سابق، ص. 126.

[27] – فاطمة المرنيسي، شهرزاد ترحل إلى الغرب، مرجع سابق،  ص. 10.

[28] – فاطمة المرنيسي ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” م.س ص: 25.

[29] – فاطمة المرنيسي ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” م.س ،  ص.10.

[30] -المرجع  نفسه ص. 25.

[31] – فاطمة المرنيسي ” شهرزاد ترحل إلى الغرب” م.س ص. 191.

[32] – المرجع نفسه ،ص.1 19

[33] – المرجع نفسه، ص. 13.

عن عبد العزيز الطوالي

شاهد أيضاً

المعرفة الأدبية : الخصوصيات والوظائف

د.حسن بوعجب| المغرب إذا ما اتفقنا على أن المعرفة من حيث التصنيف مقسمة إلى ثلاثة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات