كناب ” رحلة هداية الملك العلام إلى حج بيت الله الحرام “
لقد تعددت التعاريف والآراء حول تعريف التصوف، فالتعريفات في هذا المجال لا تعد ولا تحصى، لذلك نكتفي هنا ببعضها، فيذهب أغلب من يعرفون الصوفية ” بأن لفظ الصوفي مشتق من الصفاء وأن الصوفي هو أحد خاصة الله الذين طهر الله قلوبهم من أكدار هذه الدنيا، ويذهب بعضهم إلى اشتقاقه من الصف واحد الصفوف، فالصوفي من حيث حياته الروحية في الصف الأول، لاتصاله بالله، أو من الصفة إشارة إلى أن أصل التصوف متصل بأهل الصفة “[1].
رغم أن تعريف التصوف يختلف عند الباحثين، إلا أن الصوفي يسعى لتطهير نفسه من شهوات الدنيا وتفاهاتها، فيتذكر ” الحساب وزوال كل الأشياء الإنسانية، وجمال الفضيلة “[2]
من هذا المنطلق فإن الرحلات السوسية لم تخل من القضايا الصوفية في القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري، نظرا لهيمنة التوجه الصوفي في المجتمع المغربي، والسوسي على وجه الخصوص، وهذا ما أكده أحمد بن ناصر الدرعي، حيث يقول : ” إن هذا الدين لا يستقيم إلا بصوفي، وفقيه، وإمام، ونعني بالصوفي الشيخ الكامل الذي فرغ من تهذيب نفسه،وإقامة الله لصالح العباد،وصرفه في الوجود،ومكنه من التصريف أي التمكين،وجعل بيده الربط والحل والتولية والعزل”3.
لذلك انتشر التصوف بسوس، لأن ” الصوفية الصادقين المخلصين قد أقاموا مذهبهم على أصول الإسلام وتعاليمه وتوجيهاته والاستمساك بآدابه وأخلاقه “4،كما كانت لمساهمة الزوايا في المغرب عامة،وبسوس خاصة دورا هاما في نشر التصوف في المجتمع السوسي،فداخلها يدرس الشيوخ لطلبتهم مسائل التصوف،ويحثونهم في الإنخراط فيها،ونشرها بعد تخرجهم في المجتمع.
ففي الزاوية ” يتاح للمريد أن يقيم علاقات تستند إلى الولاء للزاوية التي يرتبط مع أطرها، بتبادل التأثير والأدوار، فيكون تابعا ومتبوعا “5. هكذا نستشف أن الزوايا التي تكون بالقرب من المدارس العتيقة تساهم في نشر التوجه الصوفي لدى الطالب، الذي يدرس بتلك المدارس العلمية.ومنه، فإن الرحالة أحمد أحوزي نهل من تلك المدارس والزوايا منابع الطريقة الصوفية6، سواء في دراسته بالزاوية الناصرية أو الدلائية. فرحلة أحوزي تعكس إيمانه بالتصوف وتيقنه بمبادئه، حيث بين توجهه الصوفي في رحلته قائلا : ” وهذا السفر هو الخامس ومنها شرح العارف بالله تعالى سيدي أحمد زروق نفعنا الله به وحفظنا من كل سوء وبلاء وطعن وطاعون ووباء ببركته وبركة أشياخ سلسلته الذهبية ءامين يا رب العالمين “، إنه إذن يذكر الشيخ أحمد زروق في مواضع متعددة ليبين الأوراد الصوفية التي أخذها من هذا التوجه الصوفي الشاذلي.
كما يؤكد الإيمان بالكرامات والأولياء، فيقول : ” والقول بإنكار الكرامات اعتزال كما بين في محله، وقد ثبت عن كثير منهم الإخبار بالمغيبات وارتفاع الحجب بينهم وبينها، وكأني بالمنكرين لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ويتصدقون بالإنزاع في الاطلاع على بعض الغيب “7. من هنا، نجد أن الرحلة تسربت لها القضايا الصوفية، نتيجة إيمان الرحالة أحوزي بها، لذلك سنقف عند أهم القضايا الصوفية التي تحدث عنها الرحالة أحوزي في رحلته الحجازية هاته، لأنها شغلت حيزا لا بأس به في رحلته. ومن أهم هذه القضايا :
1- قضية الكرامات :
إن الكرامات صفة تطلق على من ظهرت على يديه أمور غير عادية، وهي من عند الله تعالى، لأنها ” الأمر الخارق للعادة الظاهر على يد متمسك بالشريعة المطهرة، من غير دعوى النبوءة، فإن كان مع دعواها، فهو المعجزة “8. كما أن الكرامة علامة صدق الولي، وهي عون له على طاعة الله عز وجل، ودليلا على حسن استقامته وصدق دعواه9، ويتجلى الفرق بين الكرامات والمعجزات، أن الكرامات تكون للأولياء، والمعجزات تكون للأنبياء، وسر المعجزة الإظهار، وسر الكرامة الكتمان، وثمرة المعجزة تعود على الغير، والكرامة خاصة بصاحبها.10
والكرامة نوعان، إما أن تكون ظاهرة أو باطنة. ” أما الظاهرة فهي التي يراها الغير، وقد تعود ثمرتها عليه … أما الكرامة الباطنة11، فهي التي لا يراها سوى الولي ذاته، وهي خاصة به، ومقوية ليقينه وعليه سترها وإخفاؤها “12. وبعد أن وقفنا على بعض التعريفات لمفهوم الكرامة، ننتقل بعد ذلك إلى رحلة الرحالة أحوزي، التي ضمنها مجموعة من الكرامات سواء وقعت له في طريقه للحج، أو لغيره، فيسوقها من أجل إفادة القارئ بها.
ومنها ، لما طلب منه شيخ الركب عمر ابن هاشم أن يدعو الله أن ينجيهم من طريق صعب، فقال له : ” اطلب الله تعالى أن يسهلها علينا وأن يكسر حرها علينا حتى نسلكها على أحسن الحال والمراد، نحن وجميع من معنا من العباد، فطلبت الله تعالى ليلتي كلها متوسلا إليه بمن معنا في الركب حينئذ من ساداتنا الشرفاء ومن يشترك معهم من الأولياء والصلحاء، فأنزل الله في الصبح الغيم والسحاب، لطفا من الله المالك الوهاب، وغابت عنا الشمس وبرد النهار، ثم أمطرنا وسط السبحة مطرا معتبرا، وذالك في فصل المصيف، فذهب عن الناس كلهم العطش والحر، وكانت الإبل تمشي في الماء النهار، إلى قرب الظهر، ونفعنا ذالك وسط السبحة بسبب الماء، بذهاب ما على الملح من التراب، فلم يبق إلا الملح والماء، والسبحة مستوية، وما مات فيها والحمد لله أحد، ولا زلق وما كسر والحمد لله ببركة النبي عليه السلام وءاله وصحبه أحد”13.
ومن الكرامات التي وقعت له، لما طلب منه شيخ الركب مرة أخرى أن يدعو الله أن يذهب عنهم السحاب والأمطار، فقال له : ” فاطلب الله تعالى أن يكشف عنا هذا، فأخجلني والله غاية الخجل، فتوسلت إلى الله تعالى بهم أيضا، كما فعلت أولا، والله ما مرت علينا ساعة إلا وغابت السحاب والأمطار علينا، كأنها لم تكن، فبدت الشمس ضاحية ببركة أهل البيت زادهم الله كرامة، ورزقنا محبتهم واتباع سنة جدهم بإخلاص، ببركتهم، وبركة جدهم صلى الله عليه وسلم، ومجد وعظم وشرف وكرم”14.
ومن الكرامات الأخرى التي وقعت له في رحلته، لما جاءه عمر ابن هاشم شيخ الركب مرة أخرى، أن وراء السبحة، منزلق صعب، فقال له : ” يا فلان هذا المطر قد انقطع والحمد لله ولكن ها هنا ما هو أكبر منه، وذالك أن خارج هذه السبحة منزلق تنزلق به الإبل والدواب إذا أصابه مطر وهذا خطر “15.
فلم يكن من الرحالة إلا لبى طلبه، فيقول : ” فأنشدت له بيتي مولانا علي كرم الله وجهه، فقلت له أقول كما قال أبوك رضي الله عنه :
رَضِيـتُ بِمـَا قَسَّمَ اللهُ لِـي وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى خَالِقِي
كَمَا أَحْسَنَ اللهُ فِيمَا مــَضَى كـَذَلِك يُحْسِـنُ فِيمَا بَقِي
فسر بذلك وفرح، وذهب ما كان فيه من خوف وقرح، فسرنا إلى خارج السبحة بالمكان الذي خاف منه، فوجدناه يابسا لم يصبه مطر ذالك اليوم، ففرح بذلك غاية الفرح، فنجى الركب كله والحمد لله ببركة النبي عليه الصلاة والسلام”16.
أما الكرامات التي وقعت للصالحين فقد ذكرها، كما يؤكد على ثبوتها، حيث يقول: ” وهذا ليس ببعيد من كرامات أولياء الله الصالحين، وأولياء المتقين لا خوف عليه ولا هم يحزنون، وقد وقع مثل ذلك لغيره من الأولياء، ولم يستنكره أحد مما له أدنى تعلق بالعلم وأهله العاملين، بل قبلوه وفرحوا به وكتبوه، فلا عبرة بمن لم يذق حلاوة كراماتهم، ولا شاهدها من المنكرين المعدودين في ديوان الجاهلين، فإن لله وإنا إليه راجعون “17. ويضيف أيضا مؤكدا على ثبوت الكرامات للصالحين بقوله : ” ومنكر ذلك إن كان من يكذب بكرامات الأولياء، فلا بحث معه لأنه مكذب لما أثبتته السنة “18.
ومن كرامات الصالحين التي أوردها، ما قاله عن أحد الشيوخ وهو يحي الشاوي[3]، لما مات في طريقه لأداء فريضة الحج، فقال : ” مات سنة ست وتسعين وألف ببحر سويس متوجها لمكة المشرفة، ومن بركة ما حلى به، ووصف به من العلم، أنه لما مات أراد أصحاب السفينة رميه في البحر فهاجت عليهم ريح عاصفة، فقطعت لهم الأقلاع والأحبال ومالت بهم لناحية البر، فلما أخرجوه إليه دفنوه”19.
ومن الكرامات أيضا ما ساقه عن أحد شيوخه : ” وقد كان شيخنا الأكمل متمكنا من الاجتماع بروح من شاء من الأنبياء والأولياء على ثلاثة أنحاء، إذا شاء استنزل روحا في هذا العالم وأدركه متجسدا في صورة مثلية شبيهة بصورته الحسية العنصرية التي كانت له في حياته الدنيا، ولا ينحرم منها شيء، وإن شاء أحضره في نومه، وإن شاء انسلخ من هيكله واجتمع به، ولا تستبعد مثل هذا “20. وذكر أيضا ” يحكون عن سيدي عبد العزيز التباغ نفعنا الله به أنه كان ذات يوم في حال من أحوالهم، فقال لأصحابه إيتوني بأي إنسان لقيتموه، فقالوا له ما رأينا إلا يهوديا، فقال لهم إيتوني به، فأتوا به إليه، فبعدما وقع بصره عليه استهل اليهودي بالشهادتين، وكان من أخيار أولياء الله الصالحين من حينه “21. وساق أيضا كرامات أحد الشيوخ، وهو عبد الله السوسي22، فيقول عنه : ” ما يحكى عن الشيخ الإمام أبا عبد الله السوسي نفعنا الله به أن سارقا دخل لسرقة داره، فلم يقدر على ذالك، ثم قيل له إن فلانا من الأولياء قد مات الليلة، فمن يكون مكانه، ويقوم مقامه، فقال لهم إن سارق تحت السرير دخل ليسرق بيتي، فمنع من ذالك فهو يقوم مقامه، فناداه فخرج من تحت السرير، فتاب وحسنت توبته، فقام مقام ذلك الولي”23.
ومن الكرامات أيضا أن العصاة تتوب على يد الصالحين، أصحاب الكرامات، حيث ذكر الرحالة أحوزي ما وقع لجماعة كانت ” تعصي وتقطع الطريق، وتصنع أفعال المعاصي وأنواعها كلها، ثم تتوب على أيديهم بمجرد ملاقاتهم بهم ووعظه إياهم “24.
2- قضية الشيخ :
يعتبر الشيخ المرجع الأول في إعطاء الطريقة الصوفية للمريدين، فالشيخ “مكانة خاصة في التنظيم الصوفي، وقد اجتهد الفكر الصوفي في تبيين حججه في مسألة الشيخ بالكتاب والسنة وسيرة السلف، لإقامة الدليل على ضرورة وجود الشيخ وتوضيح أهميته ومكانته، وقد دارت حول هذا الموضوع مناقشات كثيرة مثيرة أولوية الشيخ ووجوب وجوده “25.
فلتعلم الطريقة لا بد من الشيخ، فيجب ” الخضوع التام والتسليم المطلق للشيخ، وتنشئة الشعب المغربي قامت أساسا على هذا المبدأ الذي يعطي للشيخ مطلق الحرية في التصرف في المريد، ويفرض على المريد الطاعة التامة، كالقول المشرقي المشهور، المريد في يد الشيخ كالميت في يد المغسل، الذي وجد قبولا وتأييدا كبيرا من المغاربة “26.
ويبرز ابن عاشر في منظومته أيضا دور الشيخ للمريد، وأهميته في مسك الطريقة :
يَصْحَبُ شَيْخاً عَارِفَ الْمَسَالٍكْ يَقِيهِ فِي طَريقِهِ الْمَهَـالِكْ
يُـذْكِـــــرُهُ اللهَ إذا رَآهُ وَيُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى مَوْلاَهُ27
إن الشيخ يلتزم بتأديب المريد وتدريسه وتشجيعه فهو الذي ” تشد الرحال إليه ويعتبر بهذه المكانة الدينية وبمنزلته العلمية أمين أسرار الجماعة والملاذ الوحيد لها في السراء والضراء، ومجلسه مجلس علم وفقه ورياضة روحية أصيلة “[4]. كما أن الشيخ هو أبو الروح، أبو الروح أفضل من أبي الجسد، لأن أبا الجسد سبب الوفاة، وأبا الروح سبب الحياة28.
ومن خلال التزام المريد بشيخه في جميع أوامره ونواهيه، نجد الرحالة أحمد أحوزي يتأدب في ذكره لشيوخه، الذين ساهموا في تكوينه وتدريسه، ويؤكد على ضرورة وجود الشيخ قائلا : “لا يصح لعبد الوصول إلى المقامات العالية إلا بأحد أمرين، إما الجذب الإلاهي، وإما بالسلوك على يد الأشياخ …”29. ويقول أيضا في حق زيارة الشيوخ ” وقد اتفقت المشايخ أنه لا يرد المريد عن الزيارة إلا زنديق له غوص في الفساد في الدين والدنيا … “30.
فيذكر شيوخه بكل احترام وأدب، حيث يقول في رحلته عنهم : ” شيخنا الإمام أبا علي اليوسي نفس الله في عمره للإسلام بالنبي عليه السلام …”31.
ويقول في حقه أيضا : ” ووجد بعض الأصحاب منسوبا لشيخنا الإمام أبا علي اليوسي رضي الله عنه، ونفعنا ببركاته وبركات أشياخه وأمثاله ءامين يا رب العالمين”32، كما قال في حقه لما وجد أحد الفقراء ينسب إليه ” ووجدت عنده رجلا صالحا فقيرا كان ينسب لشيخنا الإمام وكنت أسأله عنه وعن أولاده وأصحابه، فقال لي : أتسألني عن رجل وهو أب، فقلت كم صاحبته، فقال : نحو عام، فقلت : إن المتكلم إليك قد صاحبه ولازمه ما ينيف على عشرين عاما، فقام إلي مسلما، ورأيته لا ثوب له، فأعطيته ثوبا كان عندي، وقلت له لا تذهب حتى أراك … ثم لم أره “33. ويتحدث عن شيخه العياشي، فيقول: ” قال شيخنا العياشي رحمه الله … “34. ويقول أيضا : ” ورحم الله شيخنا أبا سالم سيدي عبد الله بن أبي بكر العياشي قدس الله روحه، ونضر ضريحه، حيث كتب لشيخنا القاضي أبي العباس سيدي أحمد بن سعيد المجلدي رحمه الله تعالى “[5]، ويقول أيضا : ” قال شيخنا أبو سالم العياشي في رحلته رحمه الله تعالى … “35
هكذا إذن تبين مدى تشبث الرحالة أحوزي بشيوخه، فكان يدعوا لهم كلما ذكرهم في أثناء سرده للوقائع والأحداث التي مرت بهم، وهم في رحلتهم إلى أداء فريضة الحج، فكان الهشتوكي رحمه الله يحترم شيوخه، فقد عرف بالتواضع والصبر واليقين، ويظهر ذلك جليا في بعض المواقف التي حدثت له مثل غسله للميت، وغيرها من المواقف.
3- قضية الولي والولاية :
يعتبر الولي رمزا للصلاح والأخلاق الحسنة في المجتمع المغربي، ومنه السوسي كذلك، ” والولاية من الولي، والولي عند القوم هو العارف بالله وصفاته حسب ما يمكن، المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي، المعرض عن الإنهماك في الملذات والشهوات “36. ولهذا يعتبر الصوفية أن ” أولياء الله هم صفوة عباده تولاهم سبحانه وتعالى بعنايته وأكرمهم بنور الإيمان، حفظا عهد الله فحفظ عهدهم، وتولى هدايتهم ونصرهم، وتولوا القيام بحق عبوديته والدعوة إليه “37. من هذا المنطلق كان الإنسان السوسي يعتقد أن زيارة الولي تحقق متمنياته ومبتغاه، لذلك يشدون له الرحال لزيارة قبره والتبرك به، ففي اعتقادهم أنه يجلب السعد والخير.
فالأولياء في اعتقادهم أهل العلم بالله، لذا يسعى الإنسان لطلب بركتهم أو الاستشفاء من علته، ” في ظل ضعف انتشار الطب، ومحدودية قدرته على معالجة العديد من الأمراض المنتشرة عصرئذ، سادت العديد من المعتقدات الاستشفائية، ومنها الاستشفاء بتراب قبور الأولياء “38.
إن الاعتقاد كان راسخا في عقول المغاربة والسوسيين بأن الأولياء سبب للبركة والفلاح، ” وذلك أنهم يجعلون الأساس في الأمر كله الاعتقاد الجازم لدى الشخص في الولي وفي أنه في طريقه سيتحقق الأمر فعلا، وإذا لم يتم وقوع المراد، لا ينسب ذلك إلى فشل الولي، وإنما يقولون في بساطة تقريرية إن الشخص (ما عنده اعتقاد)، فالعيب إذن في عقيدة زائر الولي، وهو لا يتوقف لا على الولي ولا على مجرد رغبة المستشفع بالولي وإنما على عنصر ثالث هو الاعتقاد، والاعتقاد عندهم عطاء من الله، فإذا أراد الله تحقيق الأمر، رزق الشخص قوة الاعتقاد”39
بعد الإشارة إلى المكانة التي يحظى بها الولي، نجد الرحالة أحمد أحوزي الهشتوكي تطرق إلى مكانة الأولياء، وزيارة قبورهم في الرحلة، حيث يقول: ” وكذلك يدعو عندهم، القبور عند نازلة إن نزلت به أو بالمسلمين، ويتضرع إلى الله تعالى … فإن كان الميت المزار ممن ترجى بركته، فليتوسل إلى الله تعالى به، وكذلك يتوسل الزائر بمن رآه الميت ممن توخى بركاته إلى النبي صلى الله عليه وسلم “40
ثم يسوق الأحاديث على استحلال زيارة أماكن الأولياء والصالحين للتبرك بهم، ويقول : ” فيدعوا المرء عند قبورهم بما يخصه من أمر دينه ودنياه، لأن بعض الناس يقولون إن قبورهم مكان الإجابة، لأنهم أحياء في الحقيقة “41. وبين طريقة التوسل بالأولياء، فيقول : ” يتوسل بأهل تلك المقابر أعني بالصالحين منهم في قضاء حوائجه ومغفرة ذنوبه، ثم يدعوا لنفسه ولوالديه ولمشايخه ولأقربائه ولأهل تلك المقابر، ولأموات المسلمين وأحيائهم وذرياتهم إلى يوم الدين، ولمن غاب عنه من إخوانه، ويلجأ إلى الله تعالى بالدعاء عندهم، ويكثر التوسل بهم إلى الله تعالى، لأنه سبحانه قد اجتباهم وشرفهم وكرمهم، فكما نفع بهم في الدنيا ففي الآخرة أكثر، فمن أراد حاجته فليذهب إليهم وليتوسل بهم لأنهم واسطة بين الله تعالى وخلقه، وقد تكرر في الشرع وعلم ما لله تعالى بهم من الاعتناء وذالك كثير مشهور “42.
ويقوي أقواله ” ما زال الناس من العلماء والأكابر مشرقا ومغربا يتبركون بزيارة قبورهم ويجدون بركة ذلك حسا ومعنى “[6]، ثم يضيف لتأكيد زيارتهم ” فلا فرق بين زيارة قبور الأنبياء وبين الأولياء والعلماء في أصل الفضل، وإن كانت تتفاوت في الدرجات تفاوتا عظيما، فحسب اختلاف درجاتهم عند الله عز وجل، والله أعلم “43.
هكذا نخلص إلى أن الرحالة أحوزي يعلي من درجة الأولياء لتصل إلى مكانة قدسية، وهذا لا أساس له من الصحة في شريعتنا، وما يبين تقديسه للأولياء ما ساقه مـن رحلة العياشي بعد دخوله مدينة بسكرة، عنـد زيارة وليها محمد بن بوعلي، فيقـول : ” وسمعنا بعض الحجاج ممن زاره بعد ذلك أنه قال لهم : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : إن النار لا تمس كل من رآك. وزعموا أنه قال: ومن رأى من رآك مرات متعددة، والله أعلم بحقيقة ذلك. فإن صح أنه قاله فهو في الغالب لا يكذب، إلا أن كلامه يحتاج إلى تأويل، ويبعد حمله على ظاهره، وأن المراد مجرد الرؤية البصرية، إلا أن كلام أولياء الله لا ينبغي أن يرمى به جزافا، فليحرص المرء جهده على لقائهم ورؤيتهم والتبرك بهم، فعسى أن يصادف نفحة من نفحات الحق فيسعد بها دنيا وآخرة، فإن لله عبادا إذا نظروا إلى أحد أغنوه …”44.
وبعد أن ذكر أحوزي كلام العياشي الذي يوافقه في رأيه، بدأ في الحديث عن بعض الأولياء، ومنهم عبد الرحمان بن مخلوف الثعالبي الذي ذكر له : “أنه قال: من رأى من رآني، إلى سبعة كتبت له الجنة …، وهذا ليس ببعيد عن كرامات أولياء الله الصاحين وأوليائه المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقد وقع مثل ذلك لغيره من الأولياء ولم يستنكره أحد ممن له أدنى تعلق بالعلم وأهله العاملين، بل قبلوه وكتبوه”45.
ولما وصل لمنطقة فكيك زار أحد الأولياء هناك، فقال عنه : ” كان الشيخ الولي الصالح أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمان الجزولي التملي دفن هناك بفجيج زمن رجوعه من حج بيت الله الحرام، وزيارة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وكنت أسأل عن قبره فأزوره، فلم أجد من يعرفه، وهو من أولياء الله الصالحين والمتقين العارفين “46.
وبنفس المنطقة زار أحد صلحائها قائلا : ” وزرنا صالح فجيج وعلمائها، السيد عبد الجبار وأولاده وأصحابه، ودخلنا إلى خزانتهم العظيمة وتبركنا بها ورأينا بها كتبا غريبة غير أنها لعدم من يعتني بها للإندثار قريبه … “47.
فمن خلال الأمثلة التي سقناها للرحالة أحوزي، والتي تبين تعلقه بالأولياء وكراماتهم، نخلص إلى أن القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري ساد به التوجه الصوفي بجميع مسائله وأنواعه
4- الأذكار والأوراد الصوفية في الرحلة :
إذا كانت الطرق الصوفية تتحد في المضمون العام، فإنها تختلف في الأذكار والأوراد والأحزاب التي يرددها المريدون، سواء في مجالسهم أو فيما بينهم وبين أنفسهم، ورغم هذا الاختلاف، فإننا ” لو تصورنا دائرة ذات مركز، وكان المركز هو الهدف والغاية والطرق هي الخطوط الداخلية التي تصل ما بين خط الدائرة ونقطة المركز، فكيفما كان اتجاه نقطة البداية، فلا خلاف في النهاية “48.
الهدف والغاية والطرق هي الخطوط الداخلية التي تصل ما بين خط الدائرة ونقطة المركز، فكيفما كان اتجاه نقطة البداية، فلا خلاف في النهاية “49.
من هذا المنطلق ” فالاختلاف لا يكون إلا في المجال المصرح أو المسموح فيه بالاجتهاد، وهو مجال الوسائل والأساليب المستخدمة لتحقيق الهدف المرجو، كالأوراد والأحزاب والأذكار، والقول الشائع لدى الصوفية في هذا الشأن إن الطريق إلى الله بعدد أنفاس البشر “50.
ومنه، فإن الرحالة أحوزي الهشتوكي في رحلته هاته أورد مجموعة من الأذكار والأوراد التي يؤمن بها، فيسوقها ليفيد القارئ بها، ومنها الأذكار التي تقضى بها الحوائج، فيقول : ” اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد صلاة تحل بها عقدتي وتفرج بها كربتي وتقضي بها حاجتي، تقرأ ألفا في جوف الليل بعد صلاة ركعتين “51، ومن الأذكار أيضا لقضاء الحاجة : ” يقال : يا لطيف ستة عشر ألفا وستمائة وستة وأربعون، ومن عرضت له حاجة فليقل في نفسه ثلاثا: يا لطيف بخلقه يا عظيم يا خبير “52.
ونقل عن الشاذلي ذكرا لقضاء الحوائج، يقول فيه : ” ووجدت أيضا بخطه اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاما تاما على نبي تحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويستسقى الغمام بوجهه وعلى آله وصحبه، تقرأ أربعة آلاف بعد ركعتين في أي وقت كان، والله الموفق “53
أما أذكار الخائف والمشتكي من الظلم التي نقلها من الفقيه محمد بن عبد الله بن يوسف الجزولي، فيقول عنه : ” اشتكى إليه بعض الناس أن بعضا من أهله سجن بمراكش ظلما، فقال له أدع بهذا الدعاء فإنه مرجو الإجابة بعون الله تعالى وقدرته، وهو هذا : يا حي يا قيوم ثلاث مرات يا ذا الجلال والإكرام إياك نعبد وإياك نستعين أغثني يا غياث المستغيثين، قال فدعا به المشتكي إليه فسرح الله تعالى أهله من السجن والله الموفق سبحانه “54.
كما ذكر مجموعة من الأذكار لحفظ الفدادين والجنان وعيش الأولاد، والخائف من الطريق، فيقول: ” بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، الله إنا نعوذ بك أن نذل أو نذل أو نظلم أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا، وإذا وضع رجله في الركاب قال بسم الله، وإذا استوى على الدابة قال الله أكير ثلاثا سبحان الله”55.
ويقول أيضا إذا خاف في الطريق ” وإذا نزل منزلا قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وإذا رأى قرية يريد دخولها قال : اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها “56. وفي الطريق يجب أن ” يهلل ويكبر كلما صعد مكانا مرتفعا وأن يسبح ويكبر كلما هبط واديا وأن يقول إذا خاف قوما : اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم “57.
وفي الطريق يجب أن ” يهلل ويكبر كلما صعد مكانا مرتفعا وأن يسبح ويكبر كلما هبط واديا وأن يقول إذا خاف قوما : اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم “58.
ومن الأذكار للحفظ من اللصوص ذكر ” فليمض إلى أثناء الطريق ويستقبل القبلة وليقل بسم الله الرحمان الرحيم، الله صل على سيدنا ونبينا ومولانا محمد رحمة صلاة تعصمنا بها من الآفات وتطهرنا بها من جميع السيئات، اللهم إني توسلت إليك بألف ألف قل هو الله أحد أمامي، وألف ألف قل هو الله أحد سندا، وألف ألف قل هو الله أحد ينجيني من كل شر أبدا، إني دخلت في درع الله الحصين الأزلي، ودخلت في حفظ الله صندوق العفو “59.
وبعد حديثنا عن الأذكار التي ساقها الرحالة في مواقف متعددة، سنتطرق إلى الأوراد التي ذكرها الرحالة أحوزي، وهي تبين إيمانه بهذه الطرق ونذكر منها : “لحفظ المسافر أن تلتقط سبعة أحجار بهذه الحروف وهي ف ق ج م خ م ت، تذكر حرف على كل حجر، وتقول عند الأول ف، وعند الثانية ق، وعند الثالثة ج، إلى آخر الحروف السبعة، فتلتقط الحروف المنصوبة باليمين والساكنة باليسار … فسد يدك على هذا فهو عجيب سريع الإجابة وبالله تعالى التوفيق “60.
ومن الأوراد أيضا تقول : ” اللهم حفيظ لطيف قديم أزلي حي قيوم لا ينام سبع مرات في سفره وهو يشير بيديه إلى الجهات الأربعة، فإنه يحفظ من كل سوء ومن جعلها في رجله أو صندوقه أو في داره كان ذلك أمانا من السرقة “61.
كما ذكر بعض الأوراد التي تقوم بها بعض الطرق الصوفية مثل، ” الخلوتية فمبنى طريقتهم على الذكر بالكلمة الطيبة بكيفية مخصوصة، ثم يشتغل بذكر الجلالة ثم يذكر هذه الأسماء العشرة على الترتيب، وهي هو حي، حي قهار وهاب فتاح واحد أحد صمد قيوم “62.
أما الطريقة المولودية، ” فمبناها على دوام الذكر بالانشغال والسلوك بالمحبة، ومن شأنهم الذكر الخفي مع حبس النفس والدوران، ومن أكبر المشايخ الذي تنتهي إليه هذه الطريقة وينتسب إليهم مولانا جلال الدين الرومي “[7]، وأما الجهرية ” فمبناها على الجهر بالذكر في جميع الأوقات إلا في الخلوة “63.
فالرحالة إذن فقيه متصوف زاهد، ملأ رحلته بكثرة القضايا الصوفية، والأذكار والأوراد والأدعية ، فالرحلة عكست لنا عصر الرحالة أحوزي في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر الهجري، حيث بينت أن توجه الرحلات السوسية في تلك الفترة يغلب عليها المنزع الفقهي والصوفي بكثرة عكس المعارف الأخرى التي ترد بنسب قليلة.فالفقه والتصوف هما البارزان في رحلة أحوزي، نظرا لأن الرحالة يريد إفادة القارئ بهما لضرورتهما في حياة الإنسان، وليطلعه على جميع القضايا الفقهية والصوفية التي سيستفيد منها.
هوامش الدراسة:
1- رمزية المرأة في الشعر الصوفي، نعيم عموري، مجلة علوم إنسانية، العدد 46، السنة 2010، ص 3.
2- الفلسفة وعلم الكلام والتصوف، جورج شحاتة، ضمن عالم المعرفة، ع 12، صدرت سنة 1978، إشراف أحمد مشاري العدواني، الكويت، ص 53.
3-نماذج وصور من تصدي العلماء للفساد الاجتماعي والديني والصوفي، خلال القرنين الهجريين الحادي عشر والثاني، علال معكول، ضمن ندوة الحركة العلمية في عصر الدولة العلوية إلى أواخر القرن التاسع عشر، جامعة محمد الأول، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 3، 1995، مطبعة النجاح الجديدة، ص 275.
4- جمالية الرمز في الشعر الصوفي، محي الدين بن عربي نموذجا، هدي فاطمة الزهراء، شهادة الماجستير في الأدب العربي الحديث، إشراف الأستاذ محمد مرتاض، جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان، 2006، ص 2.
5- الصوفي والاجتماعي في أذكار الزاوية الوزانية، إدريس كرم، ضمن كتاب التهامي الوزاني : الكتابة، التصوف التاريخ، ط 1، منشورات اتحاد كتاب المغرب، سلسلة ندوات 1، 1989، ص 154.
6- رحلة هداية الملك العلام، إلى بيت الله الحرام،والوقوف بالمشاعرالعظام،وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام نسخة مخطوطة بالخزانة الوطنية بالرباط،تحت رقم 190ق،ص103.
7- نفسه، ص : 68.
8- عمدة الراوين في تاريخ تطاوين، تحقيق أ. جعفر ابن الحاج السلمي، ج 4، منشورات جمعية تطاون أسمير تطوان، ط 2003، مطبعة الخليج العربي، تطوان، ص 28.
9- التصوف، مصطفى عبد الرزاق، دائرة المعارف الإسلامية، إعداد وتحرير إبراهيم زكي خورشيد، أحمد الششتاوي وعبد الحميد يونس، المجلد التاسع، مطبعة الشعب، القاهرة، ص : 348.
10– كشف المحجوب، الهجويري، دراسة وترجمة وتعليق إسعاد عبد الهادي قنديل، راجع الترجمة أمين عبد المجيد بدوي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1980، ص 454.
11– الباطن : يحمل الباطن معنى الحقيقة الخفية الكامنة في خمسة عوالم : عالم السر وعالم العقل وعالم الروح وعالم النفس وعالم الصورة.
12- أثر الطريقة الصوفية في الحياة الاجتماعية لأعضائها : دراسة أنثروبولوجية في مصر والمغرب، منال عبد المنعم، بحث الدكتوراه، إشراف الأستاذ فاروق أحمد مصطفى، جامعة الإسكندرية، كلية الآداب، سنة 1990، ص : 136.
13- هداية الملك العلام، مصدر سابق، ص : 233.
14– نفسه،ص : 234.
15– نفسه،ص : 234.
16– نفسه، ص : 234.
17– نفسه، ص : 257
18– نفسه، ص : 69.
19– نفسه، ص : 60.
20- نفسه، ص : 145.
21– نفسه،ص : 146.
22– ترجمته : هو الإمام العارف بالله تعالى سيدي محمد بن عبد الله السوسي، أصلا ومنشأ، المكي وفاة، عرف بالعبادة والانقطاع لها، والتورع على المخالطة، والإنكفاف عن الشهوات، وأخذ عنه عدد من الشيوخ منهم، أبو العباس أحمد بن سعيد الكنسوسي، والشيخ يحي الهشتوكي، توفي سنة تسع وسبعين وألف في داره بمكة المشرفة التي كان وهبها له بعض التجار. (ترجمته : نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، ج 2، ، ص 176-177-178)
23- هداية الملك العلام، مصدر سابق، ص : 146.
24-نفسه ، ص : 146.
25– التصوف والمجتمع، عبد اللطيف الشاذلي، منشورات جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، سلسلة رسائل وأطروحات : 4، ط. الأولى 1989، ص : 135
26– أثر الطريقة الصوفية في الحياة الاجتماعية لأعضائها : دراسة أنثروبولوجية في مصر والمغرب، مرجع سابق، ص : 126.
27- المرشد المعين على الضروري من علوم الدين، عبد الرحمان ابن عاشر، دار إحياء العلوم الحديثة، الدار البيضاء، ص 35
28– رسالة في الكلام عن نشأة التصوف والصوفية وأعمالهم، حققه بدوي طه علام، مطبعة العاصمة، القاهرة 1976، ص : 35.
29– هداية الملك العلام، مصدر سابق، ص : 173.
30– نفسه، ص : 152.
31– نفسه، ص : 258.
32– نفسه، ص : 305.
33– نفسه، ص : 100.
34– نفسه، ص : 228.
35- نفسه، ص : 157.
36– معجم مصطلحات التصوف الفلسفي، محمد العدلوني الإدريسي، ، ص : 205.
37– أثر الطريقة الصوفية في الحياة الاجتماعية لأعضائها،منال عبد المنعم، مرجع سابق، ص : 148.
38– موت الولي في كتب المناقب بالمغرب الأقصى خلال العصر الوسيط، محمد ياسر الهلالي، ضمن التصوف في الغرب الإسلامي، مجلة المناهل، ع 91-92، أبريل 2012، تصدرها وزارة الثقافة المغربية، مطبعة دار المناهل، ص 403.
39– أثر الطريقة الصوفية في الحياة الاجتماعية لأعضائها،منال عبد المنعم، مرجع سابق، ص : 151.
40– هداية الملك العلام، مصدر سابق، ص : 151.
41-نفسه، ص : 149
42– نفسه، ص : 151
43– نفسه، ص : 152
44– نفسه، ص : 145.
45– نفسه، ص : 257.
46– نفسه،ص : 108.
47– نفسه ،ص : 102.
48– المنقذ من الضلال لحجة الإسلام الغزالي، عبد الحليم محمود، دار الكتاب الحديثة، القاهرة، 1972 م، ص 251.
49– أثر الطريقة الصوفية في الحياة الاجتماعية لآعضائها،منال عبد المنعم، مرجع سابق، ص : 123.
50– هداية الملك العلام، مصدر سابق، ص : 256.
51– نفسه، ص : 256.
52– نفسه، ص : 256.
53– نفسه،ص : 288.
54– نفسه، ص : 10.
55– نفسه، ص : 10.
56– نفسه،ص : 11.
57– نفسه،ص : 17.
58– نفسه، ص : 17.