حملتك وحملت فوق ماتحتمل
يافؤادي من صبرك اشتكى الجمل
حملتك من الصبر قدرا لا يحتمل
وكنت تدري بعض الصبر حمله علل
حملتك من الصبر ما لاحدود له
نايا بك عن كل هزات بعدها فشل
حملتك من طيب الحياة بها شغفا
وبعض طيب الحياة بريقه ملل
تراقصت حولك الآمال ثرية
بيضاء تذوب من سحرها المقل
تطوي ليل السرى قبلك وارفة
ظلالها لا يردها عن أحلامها اجل
كأنها الارام إلى العين يشدها حور
مستأنسات في رضى لا خوف ولا وجل
كأنها الحور وعليهن من الحلل درر
من حسنهن ضوء القمر بدرا يكتمل
كأنها زلال الماء وبالروح منه ضما
كأنها حمام الحمى على ندى الورد تغتسل
يعانق بعضها بعضا في مرح ودعابة
وتعود كحبات الشطرنج بينها تقتتل
يالصبر فؤادي على فراق أحبة
باعدت بيننا النوى فلا لقيا ولا سبل
لاينجاب رؤاهم عن عيني أبدا
ولا ينجلي ولو نامت مني المقل
تداعبني أطيافهم من ليلي خجلا
كأنها إلى ظل الحقيقة رسم عجل
بكيت لفراقهم وطعم الهجر يؤرقني
فلا الدمع أشفى سقمي ولا الجرح يندمل
ولا هواهم باعد منزله من الحشا
ولا رسائلهم عادت ولا اخبارهم تصل
أيا دمع العين. .رفقا منكن بما لاترين
ومن ترين من غربته ضاقت به السبل
فبعض الصبر قد يكون أمره محتملا
وبعض الصبر وإن صغر قدره لايحتمل .
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …