“تربية الناشئة على القيم”موضوع ندوة نظمتها جمعية نسائم الخير بعين الشقف/جلال الموالدي

تعيش الأسرة التعليمية خلال العقدين الأخيرين حالة من الصدمة، مما سبب لها زعزعة التوازن من جراء المناهج التعليمية التي تحد من دور الأستاذ في الابتكار وإبداع طرق تربوية تناسب الوسط الذي يشتغل به، وتراعي خصوصيات كل منطقة على حدة، وهذا من أهم الأسباب التي جعلت جمعية نسائم الخير تنظم ندوة بعنوان “دور الأستاذ(ة) في غرس القيم لدى الناشئة” احتضنتها دار الشباب رأس الماء، وأطرها أساتذة فضلاء يدرسون بالمنطقة التي تنشط بها الجمعية، وهم:

ذ. محمد المربوح : السلك الابتدائي

ذ. عبدالعزيز الطوالي: السلك الاعدادي

ذ.  زهير قاسيمي: السلك الثانوي التأهيلي

ترأس الندوة السيد عادل كراد(حارس عام)، حيث استهلت بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم بين المسير سياق تنظيمها ودواعي ذلك، ليعطي الكلمة للأستاذ محمد المربوح الذي تناول في مداخلته الحديث عن التربية على القيم بالتعليم الابتدائي باعتباره المرحلة التعليمية الأولى لدى المتعلم، وهي مرحلة طفولة تحكمها سمات وخصوصيات على المستوى النفسي والإدراكي للمتعلم، وهي أول مرحلة لتصحيح ما تلقاه الطفل في أسرته من قيم وتمثلات أو تثبيتها. بعد ذللك مرر المسير الكلمة للمتدخل الثاني الأستاذ عبد العزيز الطوالي الذي عنون مداخلته بـ”أي دور للمدرسة المغربية اليوم في تربية الناشئة على القيم في ظل عصر معولم” حيث بنى هذه المداخلة على تجربته المهنية الميدانية بصفته أستاذا للغة العربية ومنسقا لنادي المواطنة وحقوق الإنسان بمؤسسته، ولهذا قد تطرق إلى التوجيهات الوزارية التي تخص مادتي اللغة العربية والتربية على المواطنة في التعليم الإعدادي في باب القيم، كما قدم جردا مفصلا للقيم المتضمنة بالمادتين بشكل صريح أو مضمر، مبينا كيفية غرسها وتثبيتها لدى المتعلمين، ثم أبرز أهم الصعوبات التي تعترض عملية غرس القيم في نفوس الناشئة داخل المؤسسة، ومنها ما يتعلق بالقطاع الوصي ومنها ما يتعلق بالأسرة، ومنها ما يتعلق بالمعلم، ومنها ما يتعلق بالمتعلم نفسه، ليختم مداخلته بتقديم مجموعة من التوصيات العملية للنهوض بمجال القيم داخل المدرسة المغربية، وهي رهينة في تحققها -في نظره- بوجود إرادة سياسية حقيقية لدى الدولة من عدمها.

أما الأستاذ زهير قاسمي فقد تطرق للتربية على القيم من منظور فكري فلسفي محض، حيث تطرق إلى المرجعيات الفلسفية التي تنبني عليها التربية على القيم مشيرا إلى كيفية تنزيلها لتتلاءم مع المستوى المعرفي للمتعلم الذي يكون قد بلغ نوعا من النضج مقارنة بالمرحلة السابقة – مرحلة الإعدادي- حيث يكون قادرا على التحليل والتخييل والنقد، ولذا طرق التنزيل للقيم تتم غالبا عبر الحوار والحجاج والمناقشة.

هكذا فالندوة راعت المراحل الثلاث التي يمر عبرها المتعلم(ة)، وكذلك المناطق الثلاث الكبرى المكونة لمنطقة رأس الماء(رأس الماء المركز، وحي الانبعاث، والقطب الحضري) قصد تشخيص المشاكل التي تعترض السادة الأساتذة في غرسهم للقيام بنفوس الناشئة بالمغرب عموما، وبهذه المنطقة بشكل خاص.

وتجد الإشارة إلى أنه منذ القدم و الإنسان ينظر للمعلم نظرة تقديس، حيث يحيطه بهالة من التبجيل والقداسة، ولم لا وهو حامل العلم ونور المعرفة يتخرج على يده الطبيب والقاضي والعسكري والعامل والتاجر والوزير والحكام…

 وعلاقة بالقيم المثلى فاليابان لها مادة خاصة  بالأخلاق، ولها يوم لتنظيف المؤسسة كل أسبوع، لأنهم يدركون جيدا أن هذا الطفل يستحيل أن يأخذ أي فكرة أو قيمة من أستاذ محتقر ومهان، فلكي يكون المعلم قدوة للناشئة لابد من إيلائه المكانة العالية في المجتمع من طرف الدولة ماديا ومعنويا باعتباره رمزا من رموز التنوير والتغيير نحو الأفضل.

عن عبد العزيز الطوالي

شاهد أيضاً

“النقل الديداكتيكي في التجربة الصفية مفتاح النجاح”يوسف اسونا ــ المغرب

يمكن الجزم أن العالم المعاصر منذ مطلع القرن العشرين ،يعيش تحولات جذرية في جميع المجالات كمجال العلوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات