جدلية السلطة والمثقف


لماذا فشل المثقف في أن يكون جزءا من التغيير الذي قد يحدث للمجتمع؟

سؤال إشكالي، محير حقا، لما يحمله من سخرية مبطنة بين حنين الماضي، عندما كان للمثقف دورا فعليا في التغيير، والحاضر ميؤوس منه، ومتروك لمستقبل مجهول، سؤال جوهري لكن الإجابة عنه صعبة، إذ انزاح مفهوم المثقف بين الماضي والحاضر، ليصبح لاشيء وتتلاشى مكانته داخل المؤسسات، بل مجرد أداة في يد السلطة توظفه كيف شاءت… 

أصبح المثقف يناقش سفاسف الأمور، غابت الثقافة الحقيقة التي هي بوصلة التغيير فغاب معها المثقف، بل أصبح الموجه الآن والمحرك وسائل الإعلام التي تستهدف جميع الفئات، غاب دور المثقف الملتزم بقضايا أمته، ولم يعد له أي تأثير، وتوارى في الساحة الثقافية، ليفسح المجال، للبيادق، يفتون في أمر الثقافة كيف ما يشاؤون، وكيف ما اتفق، كما فشلت دور الثقافة في احتضان المثقف، وجعلته يفقد الثقة في المؤسسات.  وأمام هذا الشد والجذب، توترت العلاقة بين المثقف والسلطة، حتى فقد كل طرف الثقة في الآخر، مما جعل المثقف يهرب من واقعه وينكفئ على نفسه، بعد تجاوزه مرحلة النزول من برجه العالي.  أصبح الآن في الحضيض، هو والثقافة والممارسة الفعلية لها على حد سواء.
فما هي العلاقة بين المثقف والسلطة الآن؟ وهل يعني واقع الحال عن المآل؟

وهل يعيش المثقف أزمة عصفت به، وابتعدت به عن الجماهير؟
أسئلة ستحاول هذه المقالات الإجابة عنها في ملف هذا العدد.

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

“القضيّة الفلسطينيّة بحاجة إلى احتفاء شعريّ عربيّ” د.سامية غشير ـ الجزائر

لقد كانت القضيّة الفلسطينيّة تيمة رئيسة في الأعمال الأدبيّة العربيّة (الشّعريّة والنّثريّة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات