يهزني صمت هذا الشارع
الممتد في ظله
الواقف خلف عرضه
كسنديانة
تعرت من جميع أوراقها
فتعجلت الاخضرار.
***
هذا الشارع…
من صمت سكانه يرفع سقف الحزن فينا
يعمق رعشة أيدينا
يرعب سيرورة الانتظار.
***
غابت سلال الهدايا. بين الرفاق ..
بين الصبايا غابت عبارات العشق
المفضي للانكسار..
غابت اسئلة المجالس..
غابت أجراس المدارس..
غاب أنين أرملة
تحمل عبء مسغبة
بنفس المعنى
بنفس الوجه العابس
بنفس الاصرار
من صمت هذا الشارع
الحزين
الضائع خلف كل شبر بائس .
***
خلف كل أمل يائس
خلف حدود المتارس
تغفو ألف حكاية وحكاية
في متاهات أمسيات حالكة
تختلط فيها سمش الليل بقمر النهار..
***
كل الحكايا
باتت تشكوغربتها للوجع
للشك للفزع..
***
لأرواح ماتت قبل أوانها
وراء أشواق الحصاركسنين يوسف
بلا غيم…
بلا غيث…
بلا أمل…
***
الصمت خلف الصمت
والجدار خلف الجدار
والشارع الرئيسي القابع
في صمته
الحالم
في حزنه
يمسح دموع اليتامى
يروي عطش الأرامل
..يبدد ماعلق بالمدينة
من غبار
من فراغه..
***
أمسياتنا تنكرت لذكرياتها الولهى
تنكرت للطاولة الدائرية
للكرسي الخشبي
لضحكات
يمتصها
هديل حمامات صامدةخلف الجدار
تنكرت لهدايا
قادمة
من الشاطئ الآخر
أجَّلتها
رياح الحصار.
*اوطاط الحاج 10/05/2020
بقلم محمد السراوي