طول الوقتِ…
منشغلٌ بكِ…
كأن اللهَ لم يخلقْ غَيركِ…
ما أسعدني..
حين يكلكلُ على وجهكِ الليلُ..
وتضيئينَ قلبي…
بهمسِ الكلماتْ…
وما أتعسني…
حين تغيبين وراء الأفق دمعةً..
يحتضنُكِ ترابُ الشوق…
ووجعُ المسافاتْ ..
وتنثر عطرها السماء فوق راحتيك..
أضناني الوجد حياً..
وأضنيته ميتاً..
وما شكوتُ لأحدٍ همّي…
سوى لنجمةٍ..
لم أعد أراها في سوق النبي يونس..
ولن أراها…
إلاّ وصورتها المنقوشة على شغاف قلبي..
غير أنّ الليل مضى..
والوقتُ مضى..
وما أتيت نحتسي قهوة الصباح…
تذروني الرياح…
وتهفو إليكِ طيورُ الحزن وتبكي…
تبوح للأشجار ما لم يُبحْ من أسرار الليل..
ولا تبوحُ مارواه البحر لي…
أدمنتُها حبّاً…
وأدمنتني بموتها العصافير فوق الشجر…
ولا طارشٌ يَجيء..
ليخبر السمّار عن ما جرى…
توقظني ضحكتها..
كلَّ يوم….
فأنهضُ…
وأقبّلُ زيتونتين انزرعتا على صدر الجبل..
وأرتشفُ…
من فمها قهوةَ الشفاهْ….
أرنو إلى عينيها….
وهما تفيضان بكُحلِ الأسى..
والأسى راحل…
ولا طيف يجيءُ في الحلم العنيدْ..
أتشظّى كليلْ…
وأنهدمُ كمئذنة..
أموتُ…
كقبلةٍ على شفاهها اليابساتْ…
وأحيا….
كبرقٍ فوق غيمة الكلماتْ…
يالها قصائدي..
لاتضيءُ إلاّ على جسد الكلامْ.
والكلامُ…
خرزةٌ تلظمها خيوطُ الشمس…
تعويذةَ حبْ..
تنهيدةَ قلبْ..
ودمعةَ مهاجرْ…
أيتها القامةُ الفارعةُ التي تطاولُ السّماء..
إحتملي وجعي…
إحتمليه رغم البعد بيننا…
فالمسافات غربة..
والنهار سعيد….
لستُ بشاعر..
وإنمّا أقلقَني الشعرُ…
حين ارتمى بحضن البحر..
وما ارتوى…
كانت نجوم ليلك تضيء روحي الولهانة…
وكان الطريقُ إليكِ..
مزروعاً بالشوك والعاقول والحجر…
ولا أملٌ…
ينبتُ على شفاه أتعبها العطش…
تعالي لي..
وارسميني لوحةً أجمل من لوحة الجورنيكا…
وعلّقي على صدري..
كل القصائد التي كتبتها عليكِ..
فهي..
أوسمةٌ ونياشين قلبٍ جريحْ…
متى يستريحْ…!!
أرسمكِ قُبلةً نديةً…
يسيلُ منها عطشُ الطريق…
فتدنو إليها العصافير…
وتنأى….
ويبقى عطرُها يضوعُ بقلبي….
مدى الدهر…
الموصل… المقهى الملكي
٢٣/١/٢٠٢٣