شهادات زكية وشذرات ذهبية
جمع وإعداد: ذ. عبد العزيز الطوالي
شهادات في حق الشاعر :
من الكتب النقدية الجديرة بالقراءة، والتي احتفت بتجربة الشاعر المغربي الفذ، وقدمت بشأنها قراءات نقدية أكاديمية، نجد كتاب ” مقامات الوطن في المنجز الشعري لدى أحمد مفدي”، وهو من تأليف ثلة من الباحثين الأكادميين، وضم اثنتي عشرة قراءة نقدية موزعة بين الفصل الأول، والفصل الثاني، أما الفصل الثالث فتضمن صداقات الشاعر على شكل كلمات وشهادات في حقه. وإليكم أعزائي القراء بعض ما جاء فيها:
- لقد تميزت التجربة الحديثة بالمغرب ببروز أسماء وأصوات لها مكانة وتميز. وفي رزنامة الشعر المغربي الحديث تبرز قامة شعرية سامقة اسمها أحمد مفدي بحضوره القوي… توغل الشاعر في عملية شعرية من نوع مختلف، شعر ملتحم بالوطن، ملتحم بالمواطن… ولأن الشاعر نبض الجماهير وضميرها فقد انغمس في تجربته الشعرية الجديدة الميدانية… لم يخيب أحمد مفدي آمال مدينته وأهله وأحبابه وعشاقه. تفاعل مع مدينته تفاعل الصوفي بحساسية وعمق، مستعيدا زخمه الشعري الإبداعي قولا وفعلا.وتعاقبت أحداث الوطن والأمة وتوالت الاختلالات. لقد عصفت بهما الرياح في هوج من الشام لبغدد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان. لمم تترك المواجع للشاعر مجالا للصمت فتدفق سيالا تفيض مشاعره وتنهمر تنعي سقوط القيم وتزييف الشعارات في هذا الزمن الرديء.
مليكة العاصمي ( شاعرة وأكاديمة مغربية)
- إن الحديث عن تجربة د. أحمد مفدي الشعرية لهو، في الحقيقة، حديث عن تجربة غنية ومائزة في مشهدنا الشعري المعاصر على أكثر من صعيد … شاعر مفلق جهبذ .. شاعر عشق الكلمة الجزلة الجميلة، والعبارة الموحية المشحونة بفيض من المعنى، وآمن برسالية الشعر ومقصديته وقدرته على إحداث أبلغ الأثر وجدانيا وذهنيا وجماليا، وعلى طرق شتى الموضوعات؛ يستوي في ذلك الذاتي والوطني والقومي والإنساني.. إنه نجم ساطع في سماء القصيدة المغربية المعاصرة.
د. فريد أمعضشو
- هل في الصفحات أرد جميلا يا أحمد،
إني لا أعلم أي مداد يأسرني فأجيء إليك صبيا
…
هبي يا ريح الجنة،
هذا احمد في كنف الإشراق يلازمه وهج،
رتق التاريخ بأمراس الشمس الولهى،
والعشق بدايته عين تسمو نحو الأسماء،
تعيد لها ما ضاع من الانداء …
ومن يشرب هذا الحرف يعود إلى النبع.
الشاعر ادريس الزايدي
- أخي مفدي الشاعر الفذ، ماذا عساني أضيف … سوى أن اهنئك وأهنئ أنفسنا بشاعر من حجمك وقامتك، وأهنئ الشعر العربي وأهنئ الوطن بك إنسانا استحق تكريم الخالق، أديبا ضليعا، وشاعرا مفلقا، ملتزما، تحديت التحدي لتقول بملء فيك، بقلب وبكل جوارحك: أنا هنا، أنا الوطن، أنا الذات، انا الروح، أنا المعنى والمغنى، بروح تتمازج فيها النزعة الوطنية والبعد الأخلاقي وتجليات تعبق بنفحات صوفية ..هكذا كتبت الخلود لكلمتك / شعرك، خلودا لن يتجاوزه الزمان ولن يدوسه العصر بمستجداته…
الدكتورة فاطمة الجامعي الحبابي
- أيها الناسك، لقد اقتدحت – بألمعية قريحة وأريحية قلب – جذوة من مجامر المحراب عليها مدارات لأفلاك كلها … فتنعمْ بأنوار طلعتها وأبهاء غرتها ولألاء لحاظها، وأنت في أسنى ذؤابة على ذروة شرف باذخ، تدجت إليها اشتياقا واحتراقا ثم إشراقا فانعتاقا، لا جرم ان تصدح بملء فيك بعد الانعتاق ” يكفيني ..” … ما أرشق معمارك ..! ما أبهاه..! ما أشهاه..! فلا يكفيك ولا يكفينا …
د. عبد الكريم الفرحي
- v … نحن اليوم أمام شخصية مريكة من حيث عسر مقاربتها بتعدد أفضالها، ومقاربتها تحتاج لمدد الفتح العلو، لأن لها ألف ضلع، يزهو كل واحد منه بلون خاص… لقد أعطيت الكثير فاسا، وجعلت مشكلات الناس مشكلاتك، ورأيت أن أحلى أيام المرء أن يكون مقصودا وخلدت… أعترف لك سيدي أنك كنت لي كما لغيري الإكسير الممد لقوة التصرف وتحويل الطباع، وأنك الذي أخرجني من سرداب ذاتي إلى حيث مطلع الشمس…
د. الشاعر محمد يعيش
- فدتك القوافي واجتبتك المنابر / / على أنها بالشاعر الفحل تفخر
لأنــــــك ذلــك الألمــــــعــــــي مـــــهابــــــة / /وأنك عن صبح المزية تسفر
ألـــفتــــك سباقــــــا لكـــــل مــــــزيــــــــة / / كما أنت عن كل المكارم تشكر
تباهى بشذو الضاد في كل محفل / / وأنت به أسنى وأجلى وأشعر
أرى الشعر نشوان بروضك راقصا / / كان به روحا بالحلاوة تقطر
الشاعر عبد الكريم الوزاني
- إن شاعرنا الدكتور أحمد مفدي ليدعو بالكلمة الراسخ قدمها في أرضه المعطاء، إلى التامل وإعمال الفكر في تراتيل الحياة، لتنوير الرؤية، وانقشاع الغبار عن بصيرة كل من أعشاه الزمن عن أن يرى ما يراه، وتلتقط أظنه ما ليس سيمع، وفد هداه حسه الوطني، الذي نضج في كنف العائدي بالوطن، الحاملين لواء التحدي، في وجه فيالق البلد المتعدي، إلى التقدير الصواب، لمن انفلت أو من التزم وأصاب.
د. أحمد العلوي العبدلاوي
- لقد أبدع الشاعر أحمد مفدي في الكثير من النصوص الشعرية التي خلخلت السائد وشوشت أفق انتظار القارئ الشغوف، فكانت تجربة رائدة بالفعل، بالنظر إلى حداثة الرؤيا والبناء الشعري والعمق الدلالي الذي تزخر به صوره وكلماته ومفرداته الشعرية وجمله وحروفه وإيقاعاته الناظمة لتجربة عميقة في الحياة .. هي تجربة تأسيسية للقصيدة المغربية والعربية امتازت عن التجربة المشرقية بالخصوصيات المحلية، والأصالة الذاتية المتفردة.
د. مصطفى شميعة
قال الشاعر أحمد مفدي في الوطن:
يكفيني يا سيدتي من
هذا الكون الداعر أن أهوى الله، وان
أغسل وجهي برمال الوطن ..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا وطني
لو كان المعبود سوى المعبود
لو كان المعشوق توشح غير ذبالات المعشوق
كنت أنا ” وثني”
في حب عواطفك” الأسنى” يا وطني ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا سيدتي … وإذا سكرت روحي بالسؤر
وحاز القلب مناله
وتلفعت بهاء الصحراء
فضميني …
أو ضمي بعض يباب الذات إلى حضنك
عامين، وداويني: من حب الوطن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا وطني
علمني أن أغرس في كل دروب العالم زهرة
هذا وطني
والحب لأعتاب خرائطه منسأة وسدانه.