مروان يتمتع بوجه وسيم، وعينين ملونتين، أنيق الملبس، قبل أن يرجع إلى أمريكا، طلب إليَّ أن أصطفي له بنتًا للزواج بها.
جاءني في مقر عملي، فعرفته عليها؛ بعد ذلك كاشفني أنها ليست الفتاة التي يبحث عنها، وأنها غير رومانسية.
انقطعت الصلة بيننا، إلى أن التقيتهُ في عام لاحق، ولم يكن له غير أسبوع واحد وتنتهي إجازته، وقد دعاني إلى قضاء السهرة معهُ في شقته، ومشاهدة فيلم “فيديو”. ربع ساعة مضت على تشغيل الفيديو، ونفد صبري. كنت قد هيأت نفسي لمشاهدة فيلم “بورنو” أو فيلم أمريكي حديث؛ استشعرتُ حرجًا في إعلان ذلك صراحة.
عندما وجدني تململتُ، حدثني عن أسباب عشقه لأفلام العنف، وشرع يسترسل في جمالياتها، وهو يردد: suspense، وأنه لا تكاد تمضي ليلة واحدة، دون أن يشاهد فيلمًا.
منذ فترة طويلة، لم أشاهد مروان، إلاَّ أنه أرسل إليَّ بمقاطع فيديو لتعذيب مواطنين عراقيين، من قبل الجنود الأمريكيين، واغتصاب جماعي في سجن “أبو غريب”. وتلا ذلك فيديو تعذيب وهتك عرض السائق عادل الكبير، في قسم شرطة بولاق الدكرور. كان نصفه السفلي مُعرّى، وعصا خشبية، تُدفع في مؤخرته، وهو يصرخ، راجيًا الضابط:
– لا والنبي يا باشا، خلاص يا باشا، أبوس إيدك يا باشا.
مروان طال غيابه في أمريكا، لكن من المؤكد أنه سوف يدعوني عند مجيئهِ لمشاهدة شيءٍ مُغايرٍ.
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …