إنْ سألْتَ النّاسَ عنّي
منْ ترى تلكَ تكون؟
وتوقّعْتَ الصّدودَ
ثمّ فضّلْتَ السّكوتَ
وتريّثْتَ حتّى
بكَ ضاقت الدّنيا
فَعُدْتَ تسألُ عنّي
إنْ سألْتَ الفجْرَ عنّي من تُرى تلكَ تكونُ؟
فأجابَ الفجرُ :
ما سمعت فيها إلاّ أصواتا بعيدة
هي ترجيع أصداء
نامت على ثغر الجنون!
وانتظرْتَ حتّى غفَتْ
شمسُ الغروب
على صدرِ بحرٍ أمواجهُ اعتقلَتْ
كلَّ ألوانِ الغروب
ثمّ دنوْت
فسألْتَ الغروبَ عنّي
من تُرى تلكَ تكونُ
فأجابَ ربّما هي نجوى الأماني
أو هي لغزٌ دفين
إن حفرْتَ البحرَ بأنيابِ الشكوك
لما عرفت شيئا عني
فأعماق الشكوك
تتشابك فيها الظنون
حينها سأراك بمنظار البصيرة
تتلوى بنار الخيبة
وستُقْفِلُ عائداً
دون أن تعرف
من تراني قد أكون.
بقلم سامية خليفة| لبنان
٦ ت١ ٢٠١٣