أجلس الآن وحيدة
في مقهى علوي
نوافذه تطل على البحر
لا أجيد التفكير شبه الجدي
إلا في ذاك البعيد
المنعكس ظله كزرقة السماء
على صفحة الماء
تملؤني الخطوط والمنعرجات
والرياح تكسر أمواجها في عيني
كم موجة غرقت !!
وكم غيمة تشبثت بمقلتي!!
كنت أرى من خلف ضباب الزجاج
وكل الرؤى ظلت شبيهة بالعدم
الآن أرى من خلف الماء
الوجه الألمع في ذاكرتي
يده المبسوطة تحت عراء كفي
وقدمي الماشية بوثوق إلى نهاية
الدفء !!
لم يبق مني أثر حين تعثرت
بزهرات أخريات ذابلات
كالنوم الأبدي
يرقدن معي في نفس الكف!!