عبور ثقافية جامعة
{في مديح البياض} باكورة شعرية للمغربي سعيد طلحا ، الشاعر المغترب المقيم في الديار الفرنسية ، تشمل الأضمومة جملة من النصوص الباذخة بتيماتها ، والمناورة بجماليتها ، فالشاعر طالما راهن ويراهن على المعجم الصافي ، في بساطة وكريستالية مفرداته ، مع العمق الرّسالي بالطبع ، وموسوعية الضمني ، وتنويع الخطاب في غمرة دفق من التصويرات الفنية والتكثيفات والانزياحات والمفارقات التي ترعى روح الشعرية ، مميزة الشعر كجنس تسربله الرمزية والتشفير والطوباوية عمّا سواه.
كتابة الشاعر المغربي سعيد طلحا بسيطة قريبة من الإدراك ، بيد أنها ممتنعة ونافرة ومستفزة بسياقات وأنساق الزئبقي ، بما يرغّب فيها وفي افتضاض عوالمها الساحرة.
الجدير بالذكرأن الإضمومة ،عن دار الدراويش للنشر و الترجمة -كاوفبويرن -ألمانيا، والغلاف عن القسم الفني في دار الدراويش ، لبدر السويطي.
من طقوس الديوان نقرأ التالي :
{ منذُ زمنٍ
لَمْ يَرْصُفْ على الْوَرَقِ
قِطَعَ ٱلشِّعْرِ
كانَ كَصديقهِ الْقَدِيمِ
يُسَافِرُ مِنْ
مَحَطَّةٍ إلى مَحَطَّةِ
كانَ يَبْحَثُ هناكَ
عنْ قَوَافِيَ
مِنْ رَمْلِ الْبَحْرِ
لَقَدْ أَلْهَمَهُ
رُوحٌ في الْكَوْنِ
أَنَّهُ صارَ
أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ حَرْفِ
وأَنَّ الْقَصيدَ في دَمِهِ
أَوْفَرُ سَقْياً
مِنْ مَاءِ الشِّعْرِ}.
