كل هذه المسلمات التي نؤمن بها و نعتقدها عقائد ثابتة و حقيقة لا حق بعدها . عندما ترتجّ و تهتز بشدة ، نجد أنفسنا في حالة ضياع نفسي يتزعزع معها كياننا ، بل و وجودنا . نحن نحيا الحياة مثقلين بتلك المسلمات و قليلا ما نضع في الحسبان أنها قد تتغير أو تسقط يوما من منزلة العقيدة سقوط أوراق الخريف حين لا تجد أي مبرر للبقاء . إلا أن خريف الأفكار هذا سنة لتطور معرفة الانسان و فكره ، فهذه المسلمات و الأفكار لا تسقط لتترك فراغا دائما ، و إنما لتمنح الفرصة للون آخر ، فصل موالٍ ، فِكرٍ بديل ، رؤية مغايرة، حياة جديدة .
كنت و لاأزال أعشق الجبال و تسلقها ، أجد فيها حياة عذراء لم تلطخها بعد يد ، بها هدوء بدائي لا يعكر صفوه شيء من خارج الطبيعة . لطالما تمنيت لو استطعت أن أمضي شهرا كاملا بإحدى القرى الجبلية البعيدة معزولا بعيدا عن الحياة اليومية الروتينية للقرن الواحد و العشرين .
تحقق الحلم في وقت غير مناسب ، كعادة بعض الأحلام التي تصبح واقعا في غفلة و دون ميعاد ، تختار الوقت الذي يناسبها لا الذي يحلو لك أنت . كنا ثلاثة مدرسين شبان رمت بهم أقدار التعيين ، بعد مرحلة التكوين ، في قرية جبلية معلقة أعالي جبال الأطلس الكبير الغربي .
“أُوسِيكِيسْ” اسم قرية استغرقت وقتا ليس بالهين لأطوع لساني على نطقه بشكل سليم ، بالرغم من أن لساني من لسان أهلها . استفسرت بعدها عن معنى الكلمة فلم أجده . قرية تتحول في الليالي الصافية إلى كويكب يجوب الفضاء الشاسع . تبدو أقرب إلى السماء منها إلى الأرض . يقترب علو ارتفاعها من الألفي متر عن سطح البحر . جمال أخاذ يغتصبه البؤس و التهميش و الحرمان .
أتذكر أن قدماي استغرقتا بدورهما وقتا طويلا حتى أستطيع السير في مسالك القرية دون أن أتعثر و ، أحيانا، أسقط . في المرة الأولى حين وصلت إلى القرية بعد أن سبقني زملي لتفقد مكان و أجواء الإقامة ، ساعدني بعض الاطفال لحمل أغراضي الكثيرة إلى “السكنية”¹ ، كنت أتقدمهم و سمعتهم يتهامسون لما تعثرت قدماي أكثر من مرة :
_ ” أَسْكَايْلِي أُورْتَا إِيمْيَارْ” ( المدرس لم يتأقلم بعد) .
رُسمت ملأ شدقيّ ابتسامة بلهاء . اعتقدوا أني لا أفهم ما يتهامسون به . همست بيني وبين نفسي “لساني هو لسانكم يا دراويش” .
سخر مني زميلاي عندما تفقدا متاعي و فتشا كل ما أثقلت به “البيجو” ² فلم يجدو شيئا يمكن ان يصل خياشيمهم ، فقال “لحسن.ع”، ساخرا ، و هو رجل لا يظهر طول قامته الحقيقي في الجبل أبدا . عيناه عينا طفل في السابعة ، انفتحتا في وجه مستطيل غزته لحية داكنة السواد تمنحه هيبة و وقارا . يجيد كل شيء . تطمئن إليه النفس كما تطمئن إلى الحب والسلام . كان دوما اليد التي تحرك الماء في الحوض الراكد بمستملحاته التي لا تنتهي . أصبح هو كذلك يفكر جديّا في الزواج ..لقد سجن نفسه :
_ لقد أحظر معه خرطوم ماء .. خرطوم ماء..و هل يريده في وجبة غداء أم وجبة عشاء ؟
رد عليه محمد.ع . شاب قل ما فارقت القبعة رأسه . ينطلق البِشر من وجهه كما ينطلق الضوء من الشمس . يتلاعب الوزن بجسمه كطفل يضغط أطراف بالون بين الفينة و الأخرى ليغير من شكله . كان أصغرنا سنا و أكثرنا نضجا . مُحب للثقافة و المعرفة . أتذكر أول مرة رأيته في مركز التربية و التكوين وقد كنا زميلين بعدها في نفس المجموعة ذكرني ، دون أن يدري ، بدرس سبق أن تعلمته من أيام عمري المعدودة ، حين تأكدت من أن ظنوني و تخميناتي حول طبيعة من أصادفهم دائما ما كانت تجانب الصواب ، لذلك أحاول ما أمكن أن أتخلص من الأحكام المسبقة و أمنح الفرصة لنفسي و الآخرين في تبيان معادنهم و من يكونون بحق ، و قد أكد هو ذلك . قال :
خرطوم ماء .. ربما يفضل الخرطوم مشويا على نار هادئة . علمتهما الفترة القصيرة التي قضياها ، قبل أن أصل ، في هذا المكان الشبيه بالمنفى أنه لا غنيمة أثمن هنا مما تفوز به الكَرْشُ و تشبع . و إحساس نفاذ المؤونة في الجبل صعب فأنت لا تجد كل ما تشتهيه ، بل إن الحصول على خبز يومك في بيت يقطنه “الزوافرية”³ فقط أمر عظيم . انتهت بنا فترة جس النبض و التأقلم مع ظروف الحياة الجديدة كمدرسين بكل ما شابها من عوائق لا تكاد تنتهي ، إلى التسليم بأنه لا مفر من النجاة بأرواحنا وفق ما هو متاح . و ساعدنا على التأقلم الجو الجميل في السكنية و اللمة و أطراف الحديث الطويلة المتبادلة حول كل شيء تقريبا ، من التلميذ الذي أجاب مرة في امتحان عن سؤال ‘من هو الانسان البدائي؟’ كاتبا كلمة واحدة هي “الله” ، مرورا بمريم . الفتاة التي فكر لحسن.ع يوما بطلب يدها من جدها ، و كان يغتاظ كلما أخبرته بأني سأكون السباق إلى خطبتها إن لم يحسم أمره بسرعة . وصولا إلى النقاش الطويل و الاختلاف الحاد حول إن كانت طبيعة الخير هي الأصل في الوجود الإنساني أم أن الإنسان كائن شرير بطبعه . و كان حبل الود المتين من ساعد على تخفيف الشعور بكل ذلك البؤس المحيط بالمكان . وضع دفع ب “أحمد.م” ، و هو أحد ثلاثة أساتذة زملاء لنا في نفس ” الفرعية” ، كانوا يقطنون في بيت اكتروه من أحد سكان القرية ، إلى أن يلتحق بنا ليشاركنا المسكن . مدرس يقدس الحياة الزوجية .كان دائم الحديث عن كيف أن نمط الحياة المحافظة هو الكفيل بإنقاذ مجتمعنا مما يعيشه من انحلال أخلاقي و قيمي. لا أعلم من وسوس له بأن يحلق رأسه و وجهه معا في يوم من الأيام ، فاقدا بذلك الكثير من وقاره . كرت الأيام تقلب الصفحات تكشف حلوا و مرا ، إلى أن حان وقت الدرس ، الذي شاءت حياة الجبل أن تلقنه لي و لزملائي ، و ربما لك أيضا ، في الشهر المقدس . بدأ الدرس حينما قرر الزميلان الآخران الالتحاق للإقامة في سكنيتنا في شهر رمضان الكريم ، و طلبا أن نساعدهما في نقل أغراضهما في تلك المسالك الجبلية الضيقة و الوعرة . الثلاجة أثقل المستلزمات . كانت الحاجة ماسة إلى أن تكون أول ما نقوم بنقله ، فشهر رمضان على الأبواب . و كَرْشُ رمضان تشتهي ما لا تشتهيه في غيره ، و لأن القط اللعين سرق نصف كيلوغرام من لحم ” المعزي” ⁴ و هرب في ليلة لا تنسى ، كانت الثلاجة لتقينا شر القط و ليلة دون وجبة عشاء . انطلق في البداية المدرسان اللذان أرادا الانتقال إلى سكنيتنا لنقل الأغراض ، “محمد.أ” أستاذ ملامحه صارمة . لا تعكس قسماته دائما ما يخالج سجاياه . رجل يخفي دائما روحه الطيبة تحت قناع الحزم و الصرامة . فارع الطول ، رأسه المحلوق بنمرة واحدة كأنه من سلالة محاربة . فيه نجدة الفرسان و لو لم يعش في عصر السيف و الحصان . و “لحسن.د” و هو في العقد الرابع من عمره ، إنسان مكافح ، لم تمنعه صعوبة و قسوة الحياة في الجنوب الشرقي من أن يحقق حلما قلما حققه أقرانه. أنهى دارسته الجامعية . رمز حقيقي للمقاومة حيال القهر. تجاربه لا تعد و لا تحصى ، عمل في كل شيء يمكن أن تتصوره ، يقدس بطنه ، لا يرضى لها إلا بالطيبات . طلبا من حاج جار طيب دابته حتى تسهل المهمة رغم أن تضاريس القرية صعبة على من يمشي على طرفين فما أدراك بالذي يسير على أربعة . الحاج كان شهما وقورا ، ورث إلى جانب ثروته ، سلطة جده المعنوية “أمغار” الذي كان شيخا للقرية . اقترب المدرسان بالدابة من البيت ، وكان بغلا قد لا تميزه عن حصان . استحال أمر نقل الثلاجة على الدابة لعدم قدرتها الوصول إلى المكان المحدد الذي لا تصله أي طريق غير ما رسمته أقدام من كان يسكن البيت بمساعدة من سيول مياه الأمطار ، فعادا أدراجهما . حُملنا نحن الأربعة تلك المسؤولية التي قد تبدو لك سخيفة و ليست في حاجة إلى كل هذه الأضواء ، و من غير الممكن أن تكون حبكة تدور حولها أحداث مسرحية يجتهد ممثلوها و يتنافسون لإبهار المشاهدين . لكن لا تستعجل فالأحكام المسبقة ظالمة في أغلب الأحيان . طُلب منا الإسراع في تنفيذ المهمة ، فنحن في ليلة أول يوم شهر رمضان ، و بالنظر إلى المسافة بين المنزلين و وزن الثلاجة ، و المسالك الوعرة و الخطيرة و أخاف أن اقول أنها كالصراط ، خطأ بسيط في توازن قدميك قد يعني سقوطا حرا نحو سافلة الجبل ، فلا يمكن لصائم أن يفكر جادا في الاقبال على هذه المهمة ، لذلك سحبت فكرة القيام بالمهمة نهارا تحت ضوء الشمس . سجى الليل و أطل مساء صيفي دافئ ، لتبدأ عملية نقل الثلاجة ، بعد أن انسحب الأستاذان و البغل و تركوا لنا نحن الأربعة تلك المهمة . ” الدوار ” كله يراقب تحركاتنا تحت أضواء هواتفنا ، في ظلمة تلك الليلة الحالكة ، يسمع نبراتنا و أوامر بعضنا للبعض بالتحرك في هذا الاتجاه أو ذاك ، و سكون الليل يرفع من خافت الأصوات و يجعلها واضحة للمسامع . اقترح كل منا طريقته التي يراها سلسة و لن تعذبنا كثيرا ، إلى أن وصل بنا الأمر إلى النرفزة ، فكل الطرق كانت متعبة و لا تسمح لنا بالتقدم بسرعة و ارتياح ، لذلك أخذنا وقتا للراحة و التفكير في كيفية المواصلة. كان شكل “الدوار” ليلا مبهرا يحبس الأنفاس ، بالأخص في الليال التي يسبح فيها القمر طليقا في رقعة السماء ، يلون سفوحالجبال بضلال قممها. و ضوء المصابيح الضعيفة و هي تشع و لا تكاد تضيء ما حولها، موزعة أمام كل جزء من أجزاء الدوار ، التي تفرقت على ضهر الجبل، حسب الأنساب ، في شكل لازلت غير قادر على وصفه بحق خشية أن تظلم و تشوه الكلمات مشهدا أسر تلابيبي. امرأة. فتاة . لم تسمح ظلمة الليلة التي غاب عنها ضوء القمر بأن نتفرس ملامحها ، كان القدر رحيما بشعيرات ذقوننا التي ذبلت للحظة ، فلم يتح لنا فرصة التعرف على وجهها .كان تذكر ملامح وجهها ليلاحقنا كوصمة عار لن تفارق أذهاننا ما حيينا . رشيقة القد و القوام . ثوبها البدوي الذي تحسبه لباس النسوة الوحيد في القرية . لن تكون مختلفة كثيرا ، فهي كباقي نساء الجبل ، رغم صغر سنهن ، فالزمن لا يعامل أجسادهم بحنو . اقتحمت وقت الراحة . طلبت أن ندع الثلاجة مكانها و نسبقها إلى السكنية . لم نستوعب الأمر في البداية ، يحملق بعضنا في البعض . تتساءل شفاهنا دون أن تنبس ، ‘هل تريد أن تحمل الثلاجة عنّا ‘ ! رفض أحمد.م مساعدتها بشدة ، و بنبرة حادة و هو يزدرد ريقه على غير عادته قال : “لا أ ختي الله ارحم ليك الوالدين ، غانهزوها. “
حاول أن يشكر الفتاة على رغبتها الملحة في المساعدة دون جدوى . الفتاة حلفت اليمين . و أكدت على أنها هي التي ستنهي مهمة نقل الثلاجة . لم تكن تعلم أن يمينها و إصرارها يشقان الحجر فما بالها بكبرياء أربعة رجال . حاول مجددا أن يمنعها بأن وجه أوامره لنا دون أن يتكلم و هو ينهي فترة الراحة ، ليعدل موضع الثلاجة و يردد في وجه الفتاة كأنه يتوسل :
“الله ارحم ليك الوالدين غير خليك غانهزوها . ” وقفنا مشدوهين أمام رغبة الفتاة الجامحة في إدلال ما تبقى من أنفة أربعة رجال . كرر أحمد.م محاولته ثنيها عن مواصلة عملها في ربط الثلاجة بقنب أحضرته معها ، دون يستطيع إلى إقناعها سبيلا . فعاد يقول و أنفاسه متهدجة و بداخله نار مستعرة بصوت أكثر حدة و هو يدق كفا بكف: لاحول و لا قوة إلا بالله .
التفت إلينا بعينين مضطربتين تطلبان المؤازرة ، لمح جثتا باردة ، ألجم الموقف ألسنتها و عطل أدمغتها ، لا تحرك ساكنا من هول ما أصابها من ثعب ، ثم من صدمة إصرار هذه الفتاة الأطلسية . أحسسنا أنا قوانا كلها تخلت عنا . نحرك شفاهنا لتنطق ، لتتكلم ، لكنها لا تجد شيئا تقوله . كأن الكلمات نفذت في أفواهنا . فترة مضت انقطع فيها الشعور بكل ما حولنا تقريبا . وصل صديقنا إلى مرحلة اختلطت فيها أحاسيسه ، ردة فعله أيضا كانت مختلفة ، أراد أن يدفع الفتاة بيده فلم يستطع ، تراجع ، هرول صاعدا الجبل نحو السكنية مشتت الذهن خائر الأعصاب لما أدرك أن الفتاة لا نية لها في التراجع . لم يفلح في إقناعها ، و هي التي لم تعد تنتظر الإذن ، باشرت عملها دون أن تعير اهتماما بالأعين المصوبة نحوها كأنها تسخر بتجاهلها لنا من تاريخ ذكوري عظيم ادعى القوة و القِوامة .
‘ما خلقت للهم أعوادكن بل خلقت لكواهل الرجال’
لو عاش من قال هذه الكلمات في إحدى القرى الجبلية الأطلسية لقلب كلماته على عقب ، فهذه الفترة الزمنية التي قضيتها في أوسيكيس دفعتني إلى الاعتقاد بأن العيب كل العيب أن يحمل الرجل أثقالا في هذه المناطق ، هي مهمة خاصة بالنساء . دور الرجل ينتهي بشراء قنينة الغاز أو خيشة الدقيق المدعم وإيصالها إلى القرية ، لتبدأ مهمة سيدة البيت أو من ينوب عنها من بناتها في حمل القنينة أو الخيشة عل ظهرها نحو البيت. ولا تظننني مبالغا في شيء بل إن الذي أقوله حق لا مرية فيه ، فأغلب الأعمال التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا هي من نصيب المرأة . الأدوار الاجتماعية هنا قسمت بشكل مختلف و غير مفهوم ، على الأقل بالنسبة لنا نحن الدخلاء.
لفت الثلاجة بقنب كانت قد أحكمت شده بمحيط خصرها إلى أن كونت ما يشبه حافة يمكن أن تسند الثلاجة بها بعد أن تحملها على ظهرها . أتبعناها أبصارنا تحت جنح الليل . تباطأت الدقائق، و مرت بنا الثواني كأنها وخزات إبر ، كأن يدا خفية تلاعبت بالزمن حتى أصبح ثقيلا على النفوس .
حلّقت بالثلاجة في تلك المسالك كأنها فراشة ، لم تجد أي صعوبة في الوصول إلى المسكن ، بينما كنّا نجر أقدامنا المتثاقلة في صمت ، زاد من ثقلها ما كنا نفكر فيه ، كانت تحمل ثقلا على ضهرها و كنا نحن نحمله في عقولنا ، في أفكارنا المتزاحمة داخل رؤوسنا .
كنت خجلا من نفسي ساعة وضعت يدي في جيبي أقلب عن مال به أقدمه لهذه المرأة الخارقة. ، علنا نحفظ بدريهماتنا انكسار كبريائنا و جفاف ماء أوجهنا و سلاطة ألسننا المكلومة التي لم تجأر ولو بكلمات شكر و عرفان .
كأن كل شيء صمت فجأة بعد ضجة صاخبة في المكان . لم يعد للكلمات أي معنى .لقد كنا في ما يشبه جنازة دون جثة . أشياء كثيرة ماتت بدواخلنا ، و كنا نريد دفنها .
انتهى الدرس . كان فهمه و استيعابه عسيرا . حرك سواكن النفس و استدعى شواردها . الأفكار تروح بي و تجيء في عالم جديد ، عالم يختلف فيه معنى الرجولة و الأنوثة ، معنى الضعف و القوة ، معنى الخشن و اللطيف . طار النوم عن أجفاننا . رأسي به فوضى غير منسجمة ليس فيها إلا التنافر و الصراخ ، النوم وحده يستطيع أن يُخمد هذا الصداع كما تخمد الريح الخفيفة جمرات المدفأة . النوم خلاص ، راحة يطلبها المكروبون فلا ينالونها دائما . طفقت ألف الغطاء حول جسدي أستجدي النوم ، أطلب منه الرحمة .
¹ سكن وظيفي.
²شبه بشاحنة صغيرة و هي وسيلة النقل الوحيدة إلى القرى الجبلية الأطلسية البعيدة
³ الزوافرية أو الزوفري كلمة مغربية دارجة و هي في أصلها كلمة فرنسية l’ouvrierو تعني في اللسان الدارج الشاب العازب الذي يعيش بمفرده بعيدا عن أسرته .
⁴ لحم الماعز .
صراحة أنا قلت لك في السابق ولا زلت اومن بها انت مشروع كاتب مستقبلي متألق واصل على نفس المنوال واياك والتراجع اما فيما يخص هذا المقال فقد أبهرنيي جمال التعبير والتناسق في استحضار المواقف وسرد الأحداث فقد جعلتني اعيد تجربة عام كامل في بضع دقائق وانا اقرا هذه السطور، كما اني ممتن لك كثيرا على الطريقة التي وصفتني بها، هذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان المحبة التي جمعتنا حينها لا زالت قائمة وأتمنى من الله ان تدوم سنين عديدة اويام مديدة ان شاء الله، كنت وانا اقرا هذه السطور انتضر بلهفة ان تمر على موقف “الثلاجة” ذاك وبالفعل اعطيته المجال الاكبر من مقالك وذكرته بادق تفاصيله فشكرا لك على اجتهادك هذا اتمنى لك الخير والعطاء في القادم ان شاء وانه لشرف لي ان قاسمتك هذه التجربة الجميلة ولم لا تجارب أخرى في المستقبل القريب ان شاء الله