“كتاب الشيخ يونس الكردي ورسائله في الأدب الصوفي والإسلامي لإسماعيل بادي “عصمت شاهين/ العراق

تعد الدراسات الأدبية والفكرية ظاهرة تاريخية قيمة تجسد الواقع الحضاري والإنساني على مر الزمن لتغدو سبيلا من السبل التي تنور الوعي وتكشف البعد الفكري والحسي والثقافي وتكون مصدرا ناضجا جاهزا للباحثين والمفكرين والأدباء عامة … من هذا الاستهلال الموجز نتصفح كتاب الشيخ يونس الكردي ورسائله في الأدب الصوفي والإسلامي حيث الكتاب من الحجم المتوسط 213 صفحة يبدأ الكتاب بمخطوطة قديمة وعليها بيتين من الشعر .. ( كن ابن من شيئت واكتسب أدبا .. يغنيك مضمونها عن الرتب .. إن الفتى من يقول هذا أنا .. ليس الفتى من يقول كان أبي … ) ص 7 المخطوطة … ويعاد ذكرها نصا ووصفا في ص 139 وفي المقدمة كتب الباحث .. إن كتب السيرة وتراجم العلماء حافلة بأسماء لكثير من علماء الكرد الذين خدموا البشرية عامة والأمة الإسلامية خاصة والذين خلدوا مٱثر عظيمة كانت ولا تزال تزخر بقيمتها التاريخية والعلمية …. وحظ علماء الكرد من نتاج مدارسهم المتمثل في ٱلاف المخطوطات المحفوظة في المكتبات …. فالعلماء الكرد خدموا العلوم والثقافة الإسلامية والعربية كتبوا مؤلفاتهم ورسائلهم بلغة الضاد لكون اللغة العربية هي لغة الدراسة والتعليم الديني المنتشرة في تلك الفترة من الزمن ….ص 11

يتضمن الكتاب ستة فصول 1_  دور الكرد في الثقافة والعلوم الدينية 2_  رسائل الشيخ يونس الكردي 3_  من هوالشيخ طه ؟ 4_  أهمية الرسائل في الأدب الصوفي الإسلامي 5_  رمزية الأدب الصوفي الإسلامي 6_  نص المخطوطة ..

اعتمد الباحث في دراسته على مراجع عديدة منها ” 83  ” مصدر باللغة العربية و” 4 ” مصادر باللغة الكردية ومصدر واحد باللغة الفارسية و” 7 ” من المعاجم والقواميس و” 3 ” من الموسوعات وعدد” 2 ” من المجلات وجريدة واحدة و” 28 ” من المواقع الالكترونية  في هذه المراجعات الكثيرة تحتاج إلى البحث والدقة في المعلومة فكم نتخيل الزمن والجهد الذي عانى منه الباحث ليظهر لنا هذا الكتاب القيم الزاخر في المعلومات والتقصي والتحليل والتأويل ، ولو تجلى سؤال من هو الشيخ يونس الكردي ..؟ لم نتمكن من تحديد فترة حياته الشخصية أو من يكون هذا الشيخ صاحب الرسائل .. ولكننا نرى وبحسب مكان تواجده بأنه كان يقيم في الشام .. فهل هو العلامة الشيخ يونس ٱغا بن عمر بن سليمان بن ملو ٱغا الذي استقر في حي الأكراد بدمشق في القرن الحادي عشر الهجري الذي تفقه على أيدي علماء دمشق ..؟ وخاصة على يد الشيخ خالد الشهرزوري المعروف بمولانا خالد القادم من بغداد .. توفي الشيخ خالد بالطاعون ليلة الجمعة 13 ذي القعدة من سنة 1242 ه 7/ 6 / 1827 ودفن في سفح قاسيون ويشيد مسجدا باسمه ويترك شروحا وفتاوي وتصانيف ص52 إن الشيخ يونس الكردي كان علامة في وقته ومكانه يرجع إليه الشيوخ والعلماء لإبداء رأيه على كتبهم ورسائلهم وإذا كان صاحب الرسالة حيا في سنة 1222 ه / 1797 م فإن الشيخ يونس الكردي كان على قيد الحياة في تلك الفترة وبهذا قد تقربنا إلى فترة حياته بأنه كان من كبار علماء وشيوخ الكرد .. ص 56

يعتبر كتاب الباحث إسماعيل بادي جهد فكري وتاريخي وعلمي ونادر وقيم يفتح الأبواب للدارسين والكتاب بمزيد من الدراسة والبحث والمتابعة عن سيرة ونتاج وأعمال العلماء والأدباء الكرد ومنهم العارف بالله الشيخ يونس الكردي خاصة للذين فقدوا نتاجاتهم العلمية والأدبية

++++++++++

 الكتاب .. الشيخ يونس الكردي

ورسائله في الأدب الصوفي الإسلامي

دراسة وتحقيق .. إسماعيل بادي

الإخراج الفني ..والغلاف .. محمد ملا حمدي

الطبعة الأولى 2011

مطبعة هاوار .. دهوك

رقم الإيداع 2004 لسنة 2011

من منشورات اتحاد أدباء الكرد .. دهوك

 الباحث في سطور إسماعيل بادي

كاتب وصحفي

يكتب باللغة الكردية والعربية

صدر له 18 كتابا باللغة الكردية و 3 كتب باللغة العربية

وهناك كتب معدة للطبع  

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي

د.حسن بوعجب| المغرب             لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات