كلمة رئيس عبور للثقافة والنشر في أولى أنشطة الجمعية

أهلا بالحضور الكريم إلى هذه الوليمة الثقافية التي تتناغم ضمن حدودها عوالم المسرح والسينما والشعر وطقوس أخرى، نرحب بالجميع آملين أن يغذي أول نشاط لجمعية عبور الفضول والاستطلاعات، خاصة وأنّا انتدبنا له نخبة من القامات لإثراء فعالياته، وهو نشاط طالما تحيّنّا فرصة تنظيمه، وها قد أتيحت أخيرا.

الشكر موصول للسيدة مينة الوارث مديرة فضاء الذاكرة التاريخية بأوطاط الحاج على الحفاوة وحسن الاستقبال.

 الألق كل الألق لهؤلاء الأساتذة والمبدعين الذين لبُّوا النداء، لا يسعنا سوى الإشادة بحضورهم الوارف والوازن، والترحيب بهم بحرارة وصدق.

سنتحدث عن الجمعية مؤكدين على أناّ لسنا ندعي امتلاك العصا السحرية لتغيير واقع ثقافي محزن وموجع لا يخفى على أحد، بيد أنّا نطمح إلى رجّ الساكن وقلقلة الكامن، راجين التوفيق والسداد، في تحقيق هذه المآرب المشروعة.

البدء مع التسمية، فعبور تحمل دلالات الاستكشاف والتطور والتحول والصيرورة والتقدم فهلمّ جرّا.

العبور من مكان إلى آخر، ومن زمان إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى، ومن جيل إلى جيل مغاير.

عبور بالذائقة والوعي، على حدّ سواء، إلى الأرقى والأفضل والأجمل.

فالمرور بالأهداف التي سطّرناها في جمعيتنا الفتية هذه، والتي تأسست في الثالث من شهر يونيو السنة المنصرمة 2021، أي مع الملامح الأولى لانقشاع دياجي الوباء، فعلى رأس قائمة أولوياتنا، نلفي هاجس رعاية الأصوات الشابة والواعدة، وحرقة اكتشاف مواهب وطاقات المدينة ونواحيها.

إضافة إلى إنشاد عدالة ثقافية من شأنها أن تحدّ، أو بالأحرى تقلّص من حجم هيمنة المركز الثقافي، ليس حقدا إنما إلماما باختلالات وثغرات راهن الثقافة والإبداع، وطنيا قطريا، مثلما عرّت على ذلك ثورة التكنلوجيا، وفضحته العولمة.

فقد عانى مغرب العمق والهوامش عموما، حيفا وجورا بيرا، كما تضحيات وتنازلات لصالح نقاط المركز، على نحو يخلو من أوجه العدالة والإنصاف، ما نجم عنه التمكين لــ ” ثقافة سطحية” في المجمل، أضرّت بالمشهد الإبداعي الوطني وسمّمته.

انتهاء باستراتيجية الاشتغال في عبور، وتقديم برامج نوعية وهادفة، تسمو إلى مستويات إشباع الذوق والوعي، لدى هذا الجيل الذي تبدّل بالكامل، وعلينا أن نعكس إبداعنا في مراياه، وأن ننقده من هذه الغيبوبة هذا الخدَر.

لذا نعتبر هذا العرس مجرد خطوة إلى ما تصبو إليه أطر الجمعية، ولسوف نبسط الأيادي النظيفة والقلوب البيضاء والصفحات البريئة، لانتشال الفعل الجمعوي من مستنقع الأنانيات المريضة، والحسابات الضيقة، إلى آفاق التنسيقيات والتعاضديات، بغية التكريس لمحافل ثقافية كبرى ومتنوعة ، تحكمها موسوعية الرؤى والمراهنة على روح الشبكي، الذي لا بد وأن  يثمر ما قصدنا إليه، وحدّدناه من أغراض، بكل ثقة وشفافية ومسؤولية وتكامل وتلاقح، بمعزل عن الخلافات والإكراهات التي قد يولِّدها تعدد التوجهات وتضارب الانتماءات.

فإخلاصنا الأول إنما هو للحرف، وهوسنا بالإبداع الملتزم والرصين، هو صانع مثل هذه الأعياد التي من شأوها إمتاعنا وإفادتنا وتنويرنا.

فهنيئا لنا ــ جميعا ــ  بهذه اللّمة، لمّة الأحبة، في أول محفل ثقافي تنظمه جمعية عبور للثقافة والنشر، بعدما راكمت جملة من الإصدارات في مختلف الأجناس الأدبية، من شعر وراية وزجل وهايكو إلخ..

أجدد الترحاب بكن بكم، ودامت لكن ولكم، مباهج الحياة والابداع.                                         

بقلم رئيس الجمعية: أحمد الشيخاوي

عن أحمد الشيخاوي

شاهد أيضاً

التوأمة بين أصوات الأنوثة والانتماء

أحمد الشيخاوي طالما كانت لي العديد من الوقفات مع تجربة الشاعر المصري أحمد مصطفى سعيد، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات