على الرغم من أسبقية هذا اللقاح في الظهور وتحمس دول كالإمارات والبحرين ومصر في استخدامه وعلى الرغم أيضا من استخدامه حتى قبل انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية إلا أنه تراجع في مرتبته في قائمة اللقاحات في العالم بسبب محدودية فاعليته التي تتراوح بين 72٪-79٪ أي لا تؤمن الحماية بدرجة عالية جدا على عكس نظيراتها من اللقاحات الإنجليزية والأمريكية وهو باعتراف الصين ذاتها والتي تدرس مسألة خلط لقاحاتها أو إضافة جرعة ثالثة لضمان استمرار الجاهزية المناعية. لقاح سينوفارم أو BIBP واحد من عدة لقاحات تطورها الصين وطورته تحديدا شركة سينوفارم /المجموعة الوطنية الصينية للمستحضرات الصيدلانية ويعتمد تكنولوجيا تقليدية وكلاسيكية قديمة منذ الخمسينات من القرن المنصرم في صناعة اللقاحات ذلك أنه يرتكز على حقن فيروس غير نشط حيث تم عزل الفيروس من مصاب بمدينة ووهان الصينية ثم العمل على اكثاره مختبريا وذلك بتحضينه في خلايا فيرو vero cells ويتم تعطيل نشاط الفيروس وتدمير محتواه الوراثي لاخماد قدرته على التضاعف باستخدام مادة كيميائية هي بيتا بروبيولاكتون عند درجة حرارة 2-8 مئوية ولمدة 48ساعة ويتم إعادة هذه الخطوة فضلا عن إضافة مادة مساعدة هي هيدروكسيد الألمونيوم لتحفيز الاستجابة المناعية للقاح. بمجرد التطعيم باللقاح ودخول الفيروس المعطل ينتج الجهاز المناعي أجساما مضادة تستهدف البروتين الشوكي وتمنع الفيروس من دخول الجسم كما تحتفظ “خلايا الذاكرة ب” بمعلومات عنه … ولكن يظل السؤال حول مدة استمرار الحماية ضد الفيروس؟! . إشكالية هذا اللقاح هو نفس اشكالية لقاح سبوتنيك الروسي من حيث القيود بدول المنشأ على سهولة تدفق المعلومات واتاحة النتائج بشفافية تامة. لكن يمتاز بسهولة توزيعه ونقله حيث يحفظ في درجة حرارة من 2-8 مئوية. يتألف اللقاح من جرعتين عن طريق العضل يفصلهما من ثلاثة إلى أربعة أسابيع. تبعا لمنظمة الصحة العالمية فاللقاح لا يعطى للمراحل العمرية الأقل من 18 عاما في المقابل فقد أجازت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لقاح فايزر بيونتيك للأطفال من عمر 12 عاما وعلى نفس الخطى تسعى شركة موديرنا. فيما يخص تطعيم الحوامل فلا تجد منظمة الصحة غضاضة في ذلك حينما تفوق فوائد التطعيم المخاطر المحتملة وينبثق رأيها من مأمونية التقنية التي يعمل بها اللقاح وتبعا لذلك لا تنصح المنظمة بإجراء اختبار الحمل قبل التطعيم أو تأجيل الحمل أو اجهاضه. فيما يتعلق بالآثار الجانبية فما تم رصده حتى الآن بسيط لا يتعدى إحمرار وتورم موضع الحقن والصداع والإرهاق وارتفاع درجة الحرارة وألم الأطراف وهي أعراض تزول بعد فترة وجيزة. أما ما يتعلق بقدرة اللقاح على التعامل مع المتحورات من الفيروس فيتعامل بشكل فعال مع المتحور الانجليزي فيما تنخفض فاعليته مع المتحور الجنوب إفريقي شأن باقي اللقاحات ولا توجد دراسات فما يتعلق بفاعليته مع المتحور الهندي حتى الآن. نأتي إلى سؤال هام يتعلق باللقاحات ككل :هل ينبغي تحليل الأجسام المضادة بعد تلقي لقاح كوفيد للوقوف على مدى فاعليته؟ والإجابة لا جدوى مطلقا فهي ليست معيارا وذلك بحسب توصيات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية .
شاهد أيضاً
قيم ” التسامح ” و” التعايش ” في الشعر العربي
د.حسن بوعجب| المغرب لقد اضطلع الشعر منذ القدم بدور تهذيب النفوس وتنمية القيم الإيجابية …