في الذكرى الأولى لرحيله، وبمبادرة من أسرته الصغيرة، ممثلة في زوجته وابنتيه تحديدا، تصدر عن عبور، قريبا، للغائب الحاضر، شاعرا إنسانيا وفاعلا جمعويا ومدرسة للأجيال، المشمول بعفو ربه ورضوانه، المرحوم محمد لزعر، مجموعة شعرية تحمل عنوان: رحلة الحلم.
باكورة يستغرق متونها النفس الرومنسي، وإن نوّعت في الإيقاعات، راعية لمعاني مشروعية الحلم.
تضمّ تسعة نصوص طويلة نجردها كالآتي: الحلم الجميل، رحلة الحلم، رحلة فاطمة الأبدية، الحصار، اللعبة الغريبة، المكان، حزن يلغي حزنا، تجاعيد الوجه، لعبة الحلم.
مجموعة سترى النور، بعد مرور عام على وفاته، رحمه الله.
قدم لها الكاتب والناقد عزيز العرباوي، نقتبس له الموالي:
كتب محمد لزعر شعره وهو مفعم بالعواطف والمشاعر الإنسانية، حيث استطاع أن يستدعي الحلم في شعره، لأنه كان يعرف أن الحلم تعبير عن الذات وعن الآخر القريب منه، والذي يشكل بالنسبة إليه طرفًا يضيف إليه الكثير من الأشياء والأفكار وأساليب الحياة والتفكير. إن التعبير عن حلم الإنسان في الحياة يسبقه حلم بترك شيء يتذكره الناس به، وخاصة إن كان أثرًا مكتوبًا؛ بل إن الأثر المكتوب هو ذلك الأثر القوي الذي يبقى مع مرور الزمن وتهالك السنين والعقود. والحلم مجال شاسع للتعبير عن الوجود والحضور والبقاء والمشاعر القوية التي قد يصعب إخراجها أمام الآخر، فيبقى الحلم هو ذلك الفضاء السري لتمرير ما تكنه الجوارح وما تشعر به.
من طقوس المجموعة نقرأ:
يمتد البحر أمامي
يحملني الموج إلى المغامرة الجميله
يا سالبا كل شيء مني تمهل
لم يأت الأوان لأقول ما عندي
على طرف اللسان يقف الكلام
شيء غريب هذا الذي يمنع الكلام
لكن رغم ذلك
أقول لك يا سالبا كل شيء مني تمهل
يطول الليل ولا أستطيع قول ما عندي
في الحانة يهتز الناس فرحا
وبين الازدحام تضيع الأماني
يبقى الليل غارقا في الليل
كؤوس مملوءة يطوف بها الفرح
تزدحم في الرأس الأشياء الجميلة
تصمبم الغلاف للفنان والشاعر نور الدين الوادي
لوحة الرسام البولاندي رافال اولبنسكي.