إلى أين يرحلُ ذاك الذي تسكُنه روح كافكا ؟
إلى أي شارع يهرع ذاك الذي تلاحقه شذرات سيوران ؟
ذاك الذي يترددُ بصدره ” نشيد الموتى ” ماذا ينتظر ؟
الذي يسكنه حزن درويش ، هل يدفئهُ معطف أكاكي ؟
عينا الماغوط التي لا تنام ودموعه الزرقاء ؛ تلك نكبة النمل أم حداد هو ؟
أتحميه مطرقة نيتشه من صرخات المشردين التي تتهاوى عليه كالعقاب ؟
مرَّ القطار …
زاحفا على الجسد والدم المهدور ، واثبا بالعمر إلى عتمة الغد ، مرّ القطار سريعا …
لا زلتُ أنتظر … !
يا عتمتي اشتدي أكثر ، لترتفع الأشياء كما ترتفعُ الأغنيات من ” حي الصفيح ” ؛ لأعتذر لنفسي ” عذرا نسيتك هناك ” …
لا زلت أنتظر ” هنا ” بالمحطة أحمل حقيبتي التي مزقها الدهرُ وخلفي كل قصائدي شاهدة على المجزرة ، مرَّ القطارُ سريعاً …
يا ليل أخبر ” رفاقي ” أني أنتظر ، أخبرهم أني لم أسمع ” صافرات الإقلاع “
أنا المشاء الأخير على أرصفة المدينة ” الكئيبة ” لا وجدَ في الشارع الطويل أخبرهم
وأغادر المحطة إيابا إلى شساعة الاحتمال … ربما
ربما نسوا أن يدرجوا اسمي بلائحة المسافرين ، ربما التذكرة بجيبي دعوة لعرض مسرحي قد يكون ” في انتظار غودو ” ، ربما قطار آخر قادم … ربما.