“منحى الرحيل”خديجة بوعلي/المغرب

هل بعد الرحيل شفاء
أم هو الرحيل بتر للنسائم… للعواصف… للصواعق… للرياح
أم من يدري
قد يتناسل الفطر… العوسج… الصبار
في كل اتجاه…
في الحوايا ترتع ديدان الفلوات
يُعبِّد النمل الجسور
و يُشَيِّد قُراه ومخازن الشتاء

الرحيل
قد يصنع الماء ثقوبا في الرخام
قد يطوي المسافات ركضا بلا اهتداء
يحمل دمى تتطاير
تتفكك …
إربا وقطعا
أهو الرحيل علقم
أم هو الوحيد الدواء؟!

تحمله الزهور في رَوْحها
تعبق به ترددات الصباح
دندنات الغسق تقبل…
تلثم عيون السماء
ماذا لو لَمْ يُخلق الرحيل من السديم
فهل سيحمل في الأخاديد ضياء؟!
ينقر جماجم الوقت
يبتلع في غفلة شقشقات النور
قهقهات الموج
وذاك الزبد الغثاء

الرحيل…
خلفه سردابٌ فاره
طويل
يتراصُّ في محطاته
صفوف القانعين
و كذا الجياع
من أشبعته الدروب صهدا
والليالي وعثاء
من مازال بِشَرهٍ يلتهم العناء
كل على نواصي الإنتظار

الرحيل
محطة هو أم قطار ؟!
حقيبة على ظهر العمر أم جرابٌ في ثناياالأحشاء؟!
الرحيل…
غروب أم شروق في مجاهيل الآفاق؟!
منحى نزول أم صعود لما وراء الأمداء؟!

عن عبد العزيز الطوالي

شاهد أيضاً

المشهد

عبد الرحيم جداية| الأردن ضعفت خطايَ.. وخطوتي فوق التراب تجرني في إثرها أمشي ثقيلا كلما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التخطي إلى شريط الأدوات