دهاقا يتهاطل الفراغ
صقيعا يبلل جبين الفضاء
جاثما يغزل أسمال الهواء
سوطا يجلد أنفاس الربيع ..
خنقا يجهز على البلابل
لا شدو … لا غناء
نهما يمزق ثوب الليلك و الياسمين
غضوبا ينزع عن الشجر اللحاء
دهاقا يتهاطل الفراغ
ذاك الموج الأزرق
المتصبب من بتلات نجوم كسفاء
ينكسه … يكسفه … يطعنه
خنجر شوق حبيسة عذراء
ذلك السهاد الرابض في عيون الجوزاء
يترصد في حرب شعواء
يسكب صهارته على جنبات الأرق…
يصيب عيون الحرية بالرمضاء
يكوي جمرا جسد شعاع
يختلس النظر من فتحة شباك
هو الخلاء.. لا نكهة .. لا سناء
دهاقا يتهاطل الفراغ
يوخز الوقت بإبر من غثاء
يقلق الوسادة صمت الملاء
حتى القطط لم يعد لها مواء
بوابة مشرعة… ترتعش… تلتهب
ريح باردة لحظة تخف ولحظة تهب
كأنها الحميم …ألم ينته صقيع الشتاء؟؟
دهاقا يتهاطل الفراغ
كيف أفقأ حدقاته؟
حتى لا يبلغ مني الأحشاء
حتى لا يشلح عن ليلي ثوب الهناء
حتى يصدح صبحي
بأنشودة الأطفال في الأرجاء
و باحات الصبح لا يؤثثها هسيس الضجر
حتى لا يكون النور إزميلا
ينخر صدر النايات …
يزجر نبض النوتات و المايات
دهاقا يتهاطل الفراغ
كيف أوقف زحفه؟
كيف أخلع جفون الفراغ من فجوات الغيمات
وأتمدد على قوس قزح في عيون النجمات
أرتدي جناح فراشة تحملها نسمات البهاء
أحوم حول أبجورة بلون الشفق والضياء
في حلم طويل بمعانقة رذاذ انتشاء
حيث تتشابك أصابع الآفاق و الأمداء
تواري بشعاعها الذهبي
جماجم الردى والفناء