الموت سهوًا
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ضحكتها
لم تبلغ سنّ الرشد
تحدّث نفسها
عن ملامح فجرٍ
يسكن أفق أمنيات
كسولة
تحلم أن لا تموت سهوًا
بثمن بخسٍ ٠٠
تطاير لحمها
عانق مسقفات
أفران الخبز
وأرصفةَ الجوع
عويل التشرّد
هروب
لسعة الإحتراق
بندقيّة راصدٍ كفيفٍ
معاول ٠٠
تحفر قبور النوارس
يكسوها سعفُ النّخيل
بمراسيم احتفال
سقوط الجمال
أشهد أن لا عشقَ
من بعدك
ولا حياة
اللّهم إنّي بلَّغت٠٠٠
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، الشاعر علي السيد ،،،العراق
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حرية المبدع مقيدة ،،
حتى يتسع به اخيراً ،،
=====================. …. نص نقدي مقابل
نعم انه مهرجان جنائزي بحت، نَحَتَه علي السيد الشاعر العراقي المبدع ، على جدارية الوقت
المجيد ،ليقول انّ عين الرصد المستتر حاضرة ، مهما بلغت الضبابيات من مستوىً طال
زوايا الجهات الستة في الافق ،
علي السيد شيّع ذاته اولاً وشيّع الذات الجمعي معه ، ذات امته العظمى ، فلعل الفنان لحظة دخوله على الوجود
تنفتح خزانات الموجود الكلي باجمعها له ، قديمها وجديدها ، كثيفها ونزْرها ، وله الخبر الدراية
في التفضيل والرواية، له الممايزة بين التقادير والمعايير النسبية والتصويرية ،
فمكاناً ، تجده يقف لايفصله فضاءُ بعدٍ ولافضاء قربٍ عن موجودات المحيط الكلي المقتبس منها خاماته ،، بل كلها تحت يد الشاعر يربطه معها مصيرٌ جامعٌ ،فمثلاً كانت في/ سوق الوحيلات/ كبؤرة لمركز الحدث النصّي الراهن، او حدث /سبايكر المشؤوم /،او /سوق الصدرية / وغيرها من كثير من مسمّيات القاموس الاجرامي ضد الوطن ،
او حدث الكرادة الفضيع ، ولا ننسى حدث الحلة وخان سعد وعدّدْ ماشئتَ من مشاهد الدم وملحمة الجبن المتعمد ، هذه الامكنة تحت الطوع في حتميات التكوين النصي ، لبّيك يامبدع تحت دافع الاشارة وتحت واقع الاغارة،فإنّ المبدع يملك سرّاً في الاختزال الكوني للحقائق الداخلة في العمل ،
وزماناً ، تجده متوغلاً – ونعني احساس المبدع طبعاً -في حاصل حركة الرموز وروابط المبنى والمعنى الجدليين ، فلسفةً وتحديثاً ، نعم انها منظومةُ توالدٍ وانتاجُ فعلٍ كمثل ما اقرَّ نفسه ووِفْق اجتهاده ، شرعياً كان ام لاشرعياً ،
النص كيفما كان تعبيريا ام مادياً في الطبيعة هو رهينة قوى امتلكت اللحظة لتمتلكه، ولتسجّل معطياتها ، وبحدِّ ذاته هو دور
الزمن وقواه القابلة للتمحور ايجابا ونقول عساه ، وسلباً ونقول اعوذ بالله ، وكما حدث وعددنا اعلاه من عناوين فاقعة صفراء للحوادث ،
هذا على قريب الزمان وقريب المكان كتاريخ في الحاضر ،، اما للمبدع قدرة ان يغوص الى اسفل المكان
ولو قبل آدم وحواء ، نعم يقول كان قبل خلْقٰهما نسبة الصفر. وقد يكون الصفر فرسا بيضاء جامحة الصهيل والركض فوق الماء ،
وهكذا من التصوير الفنطازي ماتقدر عليه مدارس الفن ،،ناهيك عن اماكن الحضارات والامم ، وازمنتها
المبدع مهيمن باللحظة مقتدر ، لكن تحدده ملكاته وحجوم مواهبه الفذة او الوسطية ،
علي السيد،،،،في نص /مَن وحي حرائق سوق الوحيلات /كما شاء تسميتها وفرضت نفسها عليه ،
اذ نرى ان الموضوع في بناه له احكام تُفْتَرض على فعل الصنعة ، تجبر الفنان في ان يستجيب لها ضمن مدارج
التصيْر وهي جارية في موقف الخلق ، لذاك سمّى شاعرنا عنونتَه النّصّية ، وشرع في اتمام نظم مشاهد
الصورة المذهلة في رماديها و احمر حريقها من النار الملتهبة في الاجساد ، والاعمدة والبسْطات ، وحتى اشارته الى ان الاحلام احترقت ايها الوقت احترقت نعم انظروا ،،تحترق تشبّ،
( ضحكتها،،،
لم تبلغ سن الرشد ،،تحدّثُ نفسها ،،
عن ملامح فجر ، يسكن افق امنيات كسولة ،،
تحلم ان لاتموت سهواً ،،
بثمن بخسٍ ،،تطاير لحمها
عانق مسقفات افران الخبز ،،،
وارصفة الجوع ،،،)
هذا النحت الدقيق من التوصيف والغوص الغائر في عمق الفكرة والنظرة قربت وهي القريبة نعم او بعدت، وكما نظّرنا اعلاه للمفهوم ،
هو واجب مقدس للفنان المناضل والمحتج الثائر، كان جيشاً من ردة فعل كونية ماكان المبدع ذاتاً بسيطة
تجوع وتعرى ، تفرح وتحزن ، ابدا كان الوجود بغضبته بقواه بقدرته ولكن بحجم مكان النص ، وبحجم حاصل حركته ، المبدع مقيد وان امتلك الحرية مقيد بقفص البُنْية ، يسع الكون ولكن بحرية النص ،
وبفاعلية رموزه المقيدة كذلك معه ، انها كثافات محشودة ، ومعان ترصد وترتبط حال ما يتاح لها الزمن معادلاته ، قد هذا المقيد يفجر ثورة تنظف الخضراء والغبراء والشاحبة ، وتغرس الياقوت والعقيق مكانها ،
المبدع بلبل غريد لحظة انطلاقة ولكن بقفص البنية ، البنية مجنحة حتماً تطير للاقاصي
والاداني حرْة الحركة مطلقة انما على قدر القوة المختزلة بها من الوجود ، والا قد نهدم الكون ونكون سبباً بخراب العالم لولا هذا الرابط المُقَيِّد لنا ،،
هكذا شيّع علي السيد بمهرجان تراجيدي ، مَسْرَحَه بطريقةٍ تقليديةٍ ، شيْع ضحايا الحق ، وقال
هذا ما سمح لي به المكان والزمان ، وما كان قلقاً ابدا ،
انما كثْف رؤاه ورصف ادراكاته ، بواقعيته دامعةً وباكيةً وقورةً ،
عاش المبدع الذي لم ينس وطنه وامته وتاريخه ، عاش من يتحسس شخصانيته وواجبه. ويذيع
صراخه عاليا عاليا ، وليكن الجحيم تبْاً للخونة والعملاء ً
الى شهداءنا الرحمة والخلود ،،،