فتحي مهذب| تونس
لم أك غير بوذي من التيبت..
ينثر النواقيس في الممر الشاقولي..
مثلما ينثر الهواء عطور الياسمين
أمام حمامتين من العاج الشفيف
ذهب الظلام بسر أبهتي
لا منجل عندي لأحصد قمح الخيول..
لا ماء في الجرن..
والناجي الوحيد فر من زئير المذبحة.
لم تعد إلى شرفة قلبي حمامة
لتشيع الأنس في فحم خراباتي.
لم ترقني رمية النرد هنا
وتهافت الهنود الحمر على سرادقات العزاء..
أفردتني في تقاطيع الهلام..
ألوح لكناسة الدموع..
بأصابع دون كيشوته
لا منديل عندي
لاضوء في نثر الغراب
غير أن ثعالب عزلتي تنط
في الجوار..
ومعجزتي البقاء معلقا على حبل الاشارة.