عبور ثقافية جامعة
تلك النسمة التي داعبت
وريقات الشجر
ليس لوجنتي الصبح
منها نصيب
ذاك الرذاذ المنبعث
من ثغر البدر
لا يلامس جانب الصدر الأيسر
ذاك الحظ بجناحي طائر ابيض
لم يغرد في الفضاء منذ سنين و نيف
مذ كنتُ…. عاثرا بالقرب
كنتَ
تستبق الخطوات… تترصد أبهى اللوحات
تخترق فجوات الوهم
تسخر مما تفتق… تفتح… اينع
في مقل الندى من عذب المنى
و ازهار الوداد
بأرجل من قسوة تدوس…
سيقان الفرحة
تدس الحلم حفرا و نكبات نبض
مذ كنتُ … عاثرا بالقرب كنتَ
هاهنا… أقرب من حبل الوريد
أتحسس نبضك الناري… لهيبا
يتوجس الظلال و قصر النخلات
تسير جنبا لجنب و الدرب
قابضا على حناجر الزهر
تلوي ذراع ألوان قوس قزح
إربا… إربا تقطع رقرقة الشلالات
تمزق للسفن الشراع.
في الآه تغرق جذل البدر
و عرس النجمات.
عبق الأقحوان تبعثرفي أدغال الغابات ..
و المهجور من المغارات
مذ كنتُ… كنتَ
تتحين الفرص بدهاء…
بمكر ذئاب.
تشفط الهواء من رئة الوهم
اوقات الغفوة تتصيد كيما تزهوَ
بروائح الجثث
ممر الزفرات تزرع بالعوسج… بالأشواك
مذ كنتُ… عاثرا بالقرب كنتَ
وحده صبرُ أيوب عباءةٌ بلون البحر…
بقلب جلمود صخر.
بأظافره ينكش جدران الصمت
ينهش بأنيابه جليد الموت
عاصفا يُدوّي :
أركنْ أحلامك في مرآب الرب
وحده سينظر في كل الأمر.
فسلام… سلام حتى ذاك الحين
